اجتمع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح -القائد الأعلى للقوات المسلحة- بقادة القوات المسلحة والأمن اليمنية اليوم (الأحد)؛ للاطّلاع على تطورات ومستجدات أوضاع الساحة السياسية اليمنية، والجهود المبذولة لحل الأزمة السياسية الراهنة. وجدّد صالح الدعوة لتحالف أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة الرئيسية بالبلاد) للحوار حول وضع آلية تنفيذ للمبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة، وذلك في كلمته التي نقلها راديو الجمهورية اليمنية. واتهم صالح خلال الاجتماع اليوم "عناصر مسلحة موالية للمعارضة بارتكاب أعمال عنف وقتل في إطار تصعيد الأوضاع ومحاولات السيطرة على السلطة في البلاد، واتخاذ المتظاهرين دروعا بشرية"؛ في إشارة لقوات الفرقة الأولى مدرعات -التي أعلن قائدها اللواء علي محسن مؤخرا تأييده السلمي لثورة الشباب السلمية- والتجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمون أكبر أحزاب المعارضة)؛ وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط. وأضاف قائلا: "نحن نرحب بالمسيرات والاعتصامات السلمية، ونرفض المسيرات المدججة بالسلاح؛ لأن تلك الميليشيات تسير خلف المسيرات والمتظاهرين وتطلق النار عليهم وتستهدف رجال الأمن"؛ مشيرا إلى أن هذه "الميليشيات" المنتمية للإصلاح تتحرك بملابس الفرقة الأولى مدرعات لقطع الطرقات وخطف المواطنين. وأكمل: "خروج قيادة الفرقة -في إشارة للواء علي محسن- عن الشرعية كان هروبا من جرائمها المرتكبة في حق المواطنين والوطن، سواء كان في حرب 1994 أو في حرب صعدة"؛ متسائلا: كيف تكون هناك مسيرة سلمية ووراءها قوة عسكرية منشقة منضمة إليها وجزء لا يتجزأ مما يسمى بالمعتصمين؟ على حسب قوله. واستنكر صالح نظرة العالم الخارجي للاحتجاجات في اليمن على أنها ثورة شعبية ضد النظام السياسي، وعدم التفاته للمؤيدين للشرعية الذين صوّتوا للشرعية في عام 2006، أمام عشرات المحتجين. وتساءل: "لماذا لا تنظرون مَن معهم ومَن وراءهم ومَن يحميهم؟ إنهم يقطعون الطرق ويفصلون الكهرباء ويختطفون المواطنين سواء مدنيين أو عسكريين.. هذا هو الإرهاب بعينه". كما استعرض صالح في الاجتماع الإنجازات التي تحققت منذ قيام ثورة سبتمبر 1962 في الشطر الشمالي من اليمن سابقا، وثورة 14 أكتوبر 63 في الشطر الجنوبي منه، ثم إنهاء الاحتلال البريطاني للشطر الجنوبي في 30 نوفمبر 1967، ثم الوحدة اليمنية في مايو 1990. وكان الدكتور نبيل العربي -الأمين العام لجامعة الدول العربية- قد جدد دعوته إلى الرئيس علي عبد الله صالح للإسراع في التوقيع على المبادرة الخليجية، معربا عن دعم الجامعة لهذه المبادرة، ومبديا استعداد الجامعة للمساهمة في آليات تنفيذها. جاء ذلك خلال لقاء الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية اليوم مع وفد من المعارضة اليمنية، وقد شدّد العربي في بيان صادر عن الأمانة العامة للجامعة العربية على أهمية عنصر الوقت في التوقيع على هذه المبادرة ووضعها موضع التنفيذ، محذرا من تبعات استمرار الوضع الراهن على مستقبل اليمن والسلم الأهلي، ومن العواقب الوخيمة الناجمة عن المماطلة في التوقيع على هذه المبادرة، والذي يعود بالضرر البالغ على مجريات الأوضاع في اليمن وعموم الشعب اليمني. وأعرب العربي عن إدانته الشديدة لوقوع هذا العدد الكبير من الضحايا بين المتظاهرين اليمنيين في صنعاء وتعز وغيرها من المدن اليمنية. وقال الأمين العام إن الجامعة العربية تتابع بقلق بالغ مجريات الأحداث المؤسفة في اليمن والتي وقعت خلال اليومين الماضيين، ويؤسفها جدا استخدام العنف ضد التظاهرات السلمية الجارية في اليمن. ومن جانبه أكد وفد المعارضة اليمنية للأمين العام على تمسك المعارضة اليمنية بتنفيذ مبادرة مجلس التعاون الخليجي، وأيضا بسلمية تحركها نحو التغيير والإصلاح، وحرصها على وحدة اليمن وأمنه واستقراره والتزامها بحسن علاقات الجوار والتعاون مع الدول المجاورة والشقيقة.