إنها توكل عبد السلام خالد كرمان المعروفة بتوكل كرمان الناشطة والصحفية اليمنية الفائزة بجائزة نوبل بالمشاركة مع رئيسة ليبيريا الين جونسون سيرليف والمناضلة الليبيرية ليما غبويي.. وتعتبر توكل كرمان الشخصية العربية الخامسة التي تحصل على جائزة نوبل بعد الرئيس الراحل أنور السادات، والأديب الراحل نجيب محفوظ، والدكتور أحمد زويل، والدكتور محمد البرادعي، كما تعتبر أول امرأة عربية تحوزها. ولدت كرمان في 7 فبراير عام 1979 في مخلاف شرعب بمحافظة تعز، تربت كرمان في منزل يحترف السياسية وتجري منه مجر الدم فهي ابنة القيادي الإخواني ووزير الشؤون القانونية الأسبق وعضو مجلس الشورى اليمني عبد السلام خالد كرمان. حصلت توكل عام 1999 على بكالوريوس تجارة من جامعة العلوم والتكنولوجيا في صنعاء، ولم تكتفي بهذه الدرجة العلمية بل حصلت على الماجستير في العلوم السياسية ثم نالت دبلوم عام تربية من جامعة صنعاء.. وسافرت توكل إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لتحصل على دبلوم في الصحافة الإستقصائية، وهنا اختارت كرمان أن تعود مرة أخرى إلى الوطن ليستفيد مما حصلته من معارف لتتزوج من محمد إسماعيل النهمي وتنجب أربعة أطفال. ونشطت كرمان في مجال حقوق الإنسان ومناهضة الانتهاكات التي تجري داخل اليمن وكذلك وقفت بصمود أمام الفساد المالي والإداري بالدولة ، كما طالبت بالإصلاحات السياسية ولم تكتفي بهذا بل نادت توكل بالتجديد الديني. وقد ترأست الصحفية الشابة منظمة صحفيات بلا قيود، لتشارك في الكثير من البرامج والمؤتمرات الهامة خارج اليمن حول حوار الأديان، والإصلاحات السياسية في العالم العربي، وحرية التعبير، ومكافحة الفساد، كما إنها عضوه فاعلة في كثير من النقابات والمنظمات الحقوقية والصحفية داخل وخارج اليمن. وقد قامت كرمان بكتابة المئات من المقالات التي تدعو إلى الإصلاح، وكانت من أول من دعوا في مقالتها إلى إسقاط نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح حتى لقبت بأم الثورة اليمنية وبلقيس الثانية. وقد قادت كرمان خلال مشوارها كناشطة سياسية عدد من الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية، حتى وصلت للدعوة إلى الثورة في 3 فبراير 2011 إقتداء بالثورتين التونسية والمصرية. وقد عانت توكل من مضايقات لها ولأسرتها وتهديدات بالاعتقال تم تنفيذها بالفعل مساء السبت ال23 من يناير 2011 من قبل القوات الأمنية، حيث اعتقلوها بتهمة إقامة تجمعات ومسيرات غير مرخص لها قانونا والتحريض على ارتكاب أعمال فوضى وشغب وتقويض السلم الاجتماعي العام ولكن الحكومة اليمنية اضطرت للإفراج عنها بعد يوم واحد بسبب موجة الاحتجاجات التي عمت العاصمة صنعاء بسبب اعتقالها، ولكن لم تيأس السلطات اليمنية فقامت باختطاف شقيقها طارق كرمان وهددتها بقتله، ولم تعثر عليه توكل حتى اليوم. طارت شهرة كرمان عبر الحدود لتصل للعالم كافة، فقامت مجلة التايم الأمريكية باختيارها في المرتبة الأولى لأكثر النساء ثورية في التاريخ. كما جاءت في الترتيب 13 في قائمة أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم حسب اختيار قراء المجلة أيضاً، وقد اختارتها منظمة مراسلون بلا حدود كأحد سبع نساء أحدثن تغيير في العالم. لم يكن غريب بالنسبة لتاريخ توكل كرمان أن تحصل على جائزة نوبل للسلام، فهي الناشطة والصحفية التي قاتلت بالقلم والفعل من أجل رفعة بلدها فاستحقت كل التكريم.