السلام عليكم أحب أهني أسرة "بص وطل" بمناسبة عيد الأضحى، أنا بنت عمري 20 سنة وفي آخر سنة في الجامعة، إحنا أسرة مكوّنة من 5 أفراد بابا وماما وأنا الابنة الكبيرة وأختي 17 سنة ومريضة ذهنياً وأختي الصغيرة 10 سنين، هبدأ في الموضوع وهو من شهر حصل لأختي المريضة كهربا زيادة في المخ وإحنا ما كانش عندنا علم بأعراض الحالة دية، كنت أنا وماما في البيت فاترعبت ماما من شكل أختي وصرخت وما كناش عارفين نعمل إيه؟ الحمد لله ربنا ستر ورجعنا وحصل خير وأختي بقت كويسة لكن ماما ضغطها بقى عالي أوي وتعبت، ومن أسبوع بالضبط ماما تعبت أوي وعرفنا إن جالها السكر وسكرها عالي جدا، نفسيا ماما تعبانة أوي وبتعيط على طول واللي زوّد عليها تعبي إن أنا تعبت من يومين وعندي صديد على الكلى، وكنت قبلها باصرخ من الألم والتعب والسخونية والرعشة لحد ما عملت تحليل وزعلت أوي من بابا وتصرفه معايا. دكتور التحليل قال لي تعالي كمان نص ساعة فروحت؛ لأني تعبانة أوي فنمت لحد الساعة 10.30 فلقيت بابا قاعد قلت له: جبت التحليل؟؟ قال لي: لأ.. قلت له هاته واسألي أي صيدلية عن اللي موجود على ما أروح لدكتور علشان يديني مسكن، رد عليّ وقال لي هو في صيدليات فاتحة دلوقتي، ونزل شقتنا التانية قعد يجهز فيها ويلم التراب، وسابني خالص لحد ما جت الساعة 12 ماما قالت له يالّا نجيب التحليل رغم تعبها كانت عايزة هي اللي تنزل، فأنا رفضت لأني ما كنتش هقدر أنزل معاها وأنا تعبانة جدا وعندي ألم شديد في الكلى، وبعد ما رجعوا جابوا العلاج وأخدته جه عندنا خالي ومراته وأولاده. أنا تعبانة من أسلوب بابا وباستحمل، وجت لأختي الكهربا الزيادة تاني فماما تعبت أكتر، وأنا بحب ماما أوي وأختي المريضة وتصرفات بابا اللي بتتعبني هتخليني أكتم زي ما ماما كانت بتكتم وتعبت دلوقتي، بابا قعد يجهز شقة تحت وكل ما أكلمه يقول لي ليكم بس الحقيقة هي مش لينا هي ليه أكتر، بابا يخلينا نجيب لبس بأعلى سعر، لكن كلامه وأسلوبه في الكلام بيضايق حتى أخدت منه ثمن التحليل فصحي من النوم وقعد يقول خلصتم الفلوس كان نفسي بابا يبقى حنين وأنا دلوقتي مش قادرة أكلمه كويس مش باكلمه ولو كلمة؛ لأن بابا هو اللي تعب ماما من كلامه وحركاته اللي هي بتضايق منها ردوا عليّ بسرعة!!!! s.
يا صديقتي شفاكم الله جميعا وحفظكم من كل سوء.. غير أن هذه هي الدنيا وهذا هو اختبار الله للطيبين من عباده.. يبتليهم بالمرض والضيق حتى يرضوا بقضاء الله فإذا رضوا كانت لهم سعادة في الدنيا ورفعة يوم القيامة. وكما أخبرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أنه حتى الشوكة يشاك بها المؤمن تحط عنه خطيئة وترفعه درجة فأبشري.. وما من محنة إلا طوت فيها منحة وبال الوصول لهذه المنحة من الله هو الصبر فاصبري يا ابنتي فالله مع الصابرين.
أما عن والدك أعانه الله على ما هو فيه فلا تنسي أنه يتحمّل مسئوليتكم جميعا، فهو بجانب ألمه مما أصابك وأصاب والدتك وأصاب أختك عليه أعباء مادية كبيرة وكل هذه الظروف مجتمعة تجعله يحمل قدر ما تحملون جميعا من بلاء.
فهو يصبر أحيانا وقد يضيق حينا والله غفور رحيم، فنحن بشر ولنا طاقة محدودة وللنفس إقبال وإدبار وقد يخون الإنسان الصبر ويفلت منه زمام العزيمة، فالواجب عليكم جميعا أن تعذروه وتهوّنوا عليه وعلى أنفسكم، حتى لا تزداد المتاعب الجسدية والمتاعب النفسية متاعب أسرية تخرج الإنسان عن الصبر إلى الضيق والضجر. فيخسر من كل جانب.
الله معكم جميعاً وقريب من كل إنسان ولطيف بكل صاحب بلاء، حتى أنه يعاتب من لا يعود المريض ويقول له.. ولو زرته لوجدتني عنده، فالله في بيتكم كما في قلوبكم وفي عونكم ورحيم بكم، فسامحي والدك وهوّني عليه واقتربي منه وأخبريه أنك تعلمين كم الضغط الذي يتعرّض له وذكريه بعطاء الله لمن صبر وشكر وستجديه وقد أظهر كل ما يخفيه عنكم من ألم حتى يشعر أن حديثك معه قد خفف أحماله كلها. فيتبدل حاله إلى خير ما تحبين لكم جميعا.
أشعر أنك تستطيعين فعل هذا وتكونين همزة الوصل بين والدتك وبينه فتقفون جميعا يدا واحدة وقلبا واحد حتى يرفع الله ما نزل بكم... التمسي لأبيك عذرا يلتمس الله لك ألف عذر.. وتذكري أن إحسانك إليه هو من عظيم إحسان الله عليك أن وفقك لهذا.
كوني القلب الذي يجمع الأسرة يجمع الله شملك ويهون أمرك ويسعد قلبك.. وإنني أثق أن الله سيوفقك لهذا.. هوّني عليك يا صغيرتي وانظري من هذه الزاوية واستعيني بالله يوفقك إلى الخير كله..
ونسأل الله أن يشفيكم ويرفع عنكم ويهدينا ويهديكم سواء السبيل،،،،