كشفت صحيفة (يسرائيل هيوم) الإسرائيلية الثلاثاء النقاب عن استطلاع للرأي يظهر أن الإسرائيليين يعتبرون الحكم في بلدهم فاسد وأن الجبهة الداخلية الإسرائيلية يسودها الفساد والرشوة وعدم المسئولية، ويجب محاكمة المسئولين عن هذا الفساد. قالت الصحيفة الإسرائيلية في تقريرها المقتضب إن ثمة استطلاعاً للرأي يبين أن الحكم في إسرائيل فاسد، حيث أكد أن 67% من الإسرائيليين يعتقدون بأن مستوى الفساد السلطوي في إسرائيل، عالٍ وحتى عالٍ جداً، وأن هناك 30% يرون أن الفساد في إسرائيل عال جدا، مقابل 3% يعتقدون أن الفساد متدنٍّ وحتى متدنٍّ جدا، وذلك رغم أن نسبة الفساد السلطوي في العام الماضي كانت 73% فقط، لكن الاستطلاع يحذّر من عودة النسبة إلى الارتفاع مرة أخرى، خاصة وأن العالم ما زال متأثرا بالأزمة الاقتصادية العالمية.
واعتبر المستطلعون أن كلا من الأحزاب والكنيست والوزارات الحكومية تُعتبر الهيئات الأكثر فسادا في إسرائيل، أما جيش الاحتلال الإسرائيلي، وجهاز الأمن والمؤسسات الصحية فتعتبر المؤسسات ذات السلوك الأكثر سلامة.
الاستطلاع المنشور في صحيفة (يسرائيل هيوم) يعتبر تكملة لدراسة نشرت مطلع أكتوبر الماضي عن مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي -جافي سابقا- حول الرأي العام الإسرائيلي والجبهة الداخلية والمؤسسات الأكثر فسادا في إسرائيل، حيث أظهرت الدراسة التي كتبها الباحث (يهودا بن مائير) أن المشكلة الجوهرية التي تؤرق الجمهور الإسرائيلي في الوقت الراهن هي استقرار السلطة والحكم، واستشراء الفساد في المؤسسات الحكومية والكنيست وبين الوزراء الإسرائيليين أنفسهم، مؤكدة أن أكثر من رئيس وزراء ورئيس ووزير إسرائيلي متهمون بالفساد والرشوة والمحسوبية واستغلال السلطة، وأنه من الضروري محاكمة أي مسئول يتهم بالفساد والمحسوبية؛ لأنه يسيء ل"شعب الله المختار" -على حد زعم الكاتب الإسرائيلي.
واستكمالاً لاستطلاع الرأي بالصحيفة الإسرائيلية، تأتي دراسة المركز الإسرائيلي التابع لجامعة تل أبيب لتوضح مدى أهمية الوضع السلطوي للجمهور في الدولة العبرية، والتي تؤكد أن هذا الوضع المتردي كان مثار اهتمام الجمهور والمجتمع الإسرائيلي برمّته طوال الأعوام الماضية، سواء أجهزة الدولة أو مؤسساتها، حيث يطالب الإسرائيليون بإدارة الحكم في بلدهم من قبل سلطة ديمقراطية ومنتخبة، على اعتبار أن اسرائيل بلد "ديمقراطي حر"، لكن تعتبر الدراسة أن الوضع السلطوي في الدولة العبرية منذ الانتهاء من الحرب اللبنانية الثانية على لبنان 2006 والوضع يسير إلى الأسوأ، ونظرة المواطن الإسرائيلي إلى قيادة السلطة أو الحكم في إسرائيل تقلّ باستمرار أو تتضاءل.
وانطلاقا من رؤية مركز الأمن القومي الإسرائيلي وأهميته في توضيح الأمور ووضعها في نصابها الصحيح بالنسبة للمجتمع الإسرائيلي -خاصة وأن المركز من أفضل المراكز البحثية في إسرائيل والعالم أيضاً- فقد قام بإجراء استطلاع للرأي ظهر من خلاله أن 34% من الجمهور الإسرائيلي يطالب الحكومة باتخاذ قرارات صحيحة تتعلق بالأمن القومي الإسرائيلي والدفاع عن إسرائيل، وتجدر الإشارة إلى أن قضايا الأمن القومي التي تهم الجمهور اليهودي بوجه عام، هي قضايا الحياة والموت بالنسبة لهم.
استطلاع آخر للرأي ظهر العام الماضي، سبق وأن أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي، ذكر فيه أن نسبة ثقة الجمهور اليهودي في الحكم تتضاءل بمرور الوقت، مقارنة بالأعوام السابقة، خاصة المؤسسات الحكومة والكنيست والأحزاب، وإن حافظت أجهزة الاستخبارات والجيش الإسرائيلي على المعدل تقريباً.
بيد أن الفساد السلطوي في إسرائيل ينال قسطاً وفيراً من الأهمية في الدولة العبرية عاما تلو الآخر، وكثيرا ما تخرج دراسات وأبحاث واستطلاعات للرأي تحذّر وتشدّد على ضرورة الاهتمام بارتفاع مؤشرات الفساد في إسرائيل وتوخّي الحذر منها، والعمل على تقديم الفاسدين إلى المحاكمة العاجلة والعادلة!