يتلهّف محمد أبو تريكة -صانع ألعاب الأهلي والمنتخب الوطني- أن يخرج من خضم إخفاقاته الأخيرة مع الأهلي والمنتخب؛ الأول بالفشل في استعادة لقب دوري رابطة الأبطال والتراجع في البطولة المحلية، والثاني في اهتزاز الآمال في الوصول لنهائيات كأس الأمم الإفريقية القادمة، وليس الحفاظ على اللقب الذي نحمله من ثلاث دورات متتالية. يأمل "ساحر القلوب" في صنع إنجاز شخصي لنفسه من خلال المحاربة على الدخول في نادي المائة للاعبين الذين أحرزوا مائة هدف في الدوري الممتاز، بعد أن أصبح رصيده الآن 99 هدفا. يُحاول محمد أبو تريكة أن يُسجّل هدفه رقم 100 قبل رحيل عام 2010، وأن يكون سابع لاعب مصري في التاريخ يدخل نادي المائة مع العظام: الضظوي، وحسن الشاذلي، ومصطفى رياض، ومحمود الخطيب، وأحمد الكأس، وحسام حسن. أوّل أهداف تريكة في الدوري المحلي بالطبع كانت باللون الأزرق لون فانلة ناديه السابق الترسانة، الذي يلعب الآن في دوري القسم الثاني (الممتاز ب)، عندما هزّ شباك الاتحاد السكندري في الأسبوع الأول للدوري موسم 2000- وتحديدا 2001 في يوم 15 سبتمبر عام 2000. أما أقرب الأهداف لقلبه -على حسب قوله- فهناك أهداف مع الأهلي وأخرى مع المنتخب؛ ومنها هدفه مع الأهلي في دوري رابطة الأبطال أمام الصفاقسي التونسي في استاد رادس في لقاء العودة بنهائي البطولة؛ حيث جاء من تسديدة من على حدود منطقة الجزاء في الوقت المحتسب بدل من الضائع، تُوّج به الفريق الأحمر بكأس البطولة. أما أقرب الأهداف إلى قلبه مع المنتخب فكان هدف الفوز ببطولة كأس الأمم الإفريقية الذي أحرزه في مرمى المنتخب الكاميروني في نسخة 2008 التي أقيمت في غانا. وحقّق أبو تريكة منذ موسم 2003/ 2004 مع النادي الأهلي أكثر من عشرين بطولة على الصعيد الإفريقي والمحلي، بالإضافة إلى الوصول لكأس العالم للأندية ثلاث مرات، وكان هدّاف البطولة عام 2006؛ حيث أحرز ثلاث أهداف مع الأهلي ساهمت في حصوله على برونزية المونديال، هذا إلى جانب الفوز مرتين بكأس الأمم الإفريقية، ومنعته الإصابة من مشاركة زملائة في الفوز ببطولة الأمم الإفريقية الثالثة بأنجولا. هذا إلى جانب العديد من الألقاب الشخصية؛ مثل: لقب أفضل لاعب في الدوري المصري مرتين، ولقب هدّاف الدوري مرة واحدة، وهدّاف إفريقيا مرة واحدة، ورُشّح لجائزة أفضل لاعب إفريقي لعام 2008 وحصل على المركز الثاني، وحصد جائزة أفضل لاعب محلي مرتين في عامي 2006 و 2008، بينما حصل على لقب أفضل لاعب إفريقي عام 2008 في استفتاء جريدة المنتخب المغربية، وحصل على لقب أفضل لاعب عربي عامي 2007 و 2008 على التوالي في استفتاء جريدة "الهدّاف" الجزائرية، ولقب أفضل لاعب عربي عام 2008، وأفضل لاعب إفريقي لعام 2009 في استفتاء مجلة "الهدف" الليبية، واختارته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أفضل لاعب في إفريقيا عام 2008 متفوّقا على العديد من اللاعبين الأفارقة، ولقب أفضل لاعب عربي 2008 في استفتاء مجلة "سوبر" الإماراتية، وحصل بالإجماع على لقب أفضل لاعب في الدوري المصري طوال الأعوام الأربعة الأخيرة.
وعلى الصعيد الدولي تم اختياره ضمن نخبة من لاعبي العالم؛ لتشكيل ما يُسمّى ب"منتخب العالم"؛ وذلك لأداء مباريات ودية يُخصّص دخلها للأعمال الخيرية تحت إشراف الأممالمتحدة، وقامت الفيفا باختياره ضمن فريق منتخب القارات في بطولة كأس القارات 2009 بجنوب إفريقيا، كما حصل أبو تريكة على أكثر لاعب شعبية في العالم -حسب تصنيف الاتحاد العالمي للتأريخ والإحصاء لكرة القدم- مرتين على التوالي عام 2007 وعام 2008. أبو تريكة ينتظر تحقيق إنجاز جديد له قبل أن تُغلِق 2010 دفاترها، وبالرغم من أنه ليس هدّافا صريحا، فإنه يعيش حالة من القلق الشديد؛ بسبب مطالبة البعض له بالاعتزال حتى لا يُشوِّه ما حقّقه، ولكن أبو تريكة غير مقتنع بهذ الرأي، وقرّر الاستعانة بصديق في هذه المحنة، والصديق هو الجمهور الذي بدأ أبو تريكة مؤخرا فتح قنوات حوار مباشرة معه من خلال الإشارات والذهاب إليه بعد كل هدف بشكل يُوضّح القلق الذي يعيشه "الساحر".