صدر عن دار "ميريت" بالقاهرة الجزء الثالث من "ملحمة السراسوة" للكاتب الأستاذ أحمد صبري أبو الفتوح. و"ملحمة السراسوة" عبارة عن مرويات أسرة مصرية، تبدأ من نهاية القرن الثامن عشر، ويتصادف أن الأحداث الكبيرة في حياة هذه الأسرة تواكبت مع أحداث كبرى في تاريخ مصر؛ مثل قدوم الاحتلال الفرنسي، ووصول محمد علي باشا لسدة الحكم، هذه المرويات تناقلتها الأسرة عبر الأجيال. وخرجت الأسرة من منطقة تدعى سرس الليان منذ أكثر من 250 عاما، وينتمي "أبو الفتوح" إلى هذه الأسرة العريقة، فقد كان جده "موسى السرسي" صديقا للجبرتي كتب عنه الأخير في كتبه. وقبل صدور الجزء الأول من الملحمة كان ل"أبو الفتوح" ثلاثة أعمال أدبية أخرى حظيت بصدى نقدي طيب، وكتب "أبو الفتوح" ملحمة السراسوة في خمسة أجزاء على مدار ثلاثة سنوات ونصف. وكان "أبو الفتوح" قد صرح خلال ندوته بمكتبة "بدرخان" العام الماضي بأنه ترك النهاية مفتوحة في الجزء الثالث، وأوصى أبناءه بنشر الجزء الرابع والخامس من الملحمة عقب وفاته؛ وذلك لأسباب عائلية على حد قوله. وكان الكاتب الكبير الأستاذ خيري شلبي قد أبدى أعجابه بالرواية خلال شهر يونيو الماضي، وذلك في ندوة ناقشت الرواية بالمجلس الأعلى للثقافة، وقال "شلبي" إنها ملحمة تنتمي إلى الأدب الشريف، ولا تجاري التيار السائد في الروايات، الذي يسعى للتجرؤ بلا داعٍ، وبكل همجية على التابوهات الجنسية والدينية لغرض الشّهرة، مُبدياً دهشته من قدرة المؤلف على جعل التاريخ المصري والعربي واقعا معاشا على الصفحات أمام القارئ. والجزء الثالث صدر بعنوان "أيام أخرى"، علماً بأن الجزء الأول صدر بعنوان "الخروج"، والجزء الثاني بعنوان "التكوين"، ومن المقرر أن يكون الجزء الرابع بعنوان "شياطين وملائكة"، والجزء الخامس والأخير بعنوان "حكايات أول الزمان".