بعد روايته "ظل الأفعى" التي صدرت عن دار الشروق عام 2006، ورواية "عزازيل" التي صدرت عام 2008، يعود من جديد د. يوسف زيدان لهذا الفن برواية تحمل اسم "النبطي"، تصدر قريباً عن دار الشروق. رواية "النبطي" تحكيها الفتاة المصرية "مارية"، التي تزوجت تاجراً نبطياً، وانتقلت من قريتها الواقعة بأطراف الدلتا الشرقية، إلى منطقة "البترا" بجنوب الأردن حالياً.. الرواية ثلاثة أقسام (حيوات) مرّت بها مارية، وحَكَت ما شاهدته خلالها. يُذكر أن الكاتب هو صاحب الجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" عام 2009، عن روايته التي صاحبتها ضجّة واسعة "عزازيل". وقد نشرت "الشروق" الفصل الأول للرواية كاملاً، والذي يقع تحت عنوان "شهر الأفراح".. نعرض منه هذه المقطوعة: "لم يسألوني عن رأيي في الخاطب العربي؛ لكني بلا تردد، موافقة عليه؛ فقد تجاوزت الثامنة عشرة من عمري بعدة من شهور، ويكاد يأسي من الزواج يبلغ منتهاه.. آه.. تأخّر عني الفرح، حتى تهرّأ قلبي مع تقلّب الليل فوق النهار، وتعاقب حرّ الصيف على مطر الشتاء. تمرّ أيامي بطيئة، وأنا متوحّدة هنا، شاحبة الروح، حيرى. صاحباتي اللواتي كن يمرحن حولي، تزوجن؛ فخلا الكَفر من ضحكات العذارى، ومن الفرحات الأولى التي دامت حتى ظننتها لا تتبدد، لا شيء لا يتبدد. لم يبق في الكَفر إلا الرجال الطيبون، العابسون بغير سبب، والنسوة الكادحات اللواتي ينظرن نحوي، بإشفاق يليق بعانس، والأطفال الصاخبون في الدرب طيلة النهار، بغير مرح.. متى سيكون لي أطفال؟". يوسف زيدان من مواليد يونيو 1958، وُلد في مدينة سوهاج بصعيد مصر، وانتقل إلى الإسكندرية مع جده وهو طفل صغير، ودرس في مدارسها، ثم التحق بقسم الفلسفة في كلية الآداب في جامعة الإسكندرية، وحصل على الليسانس عام 1980، وتمّ تعيينه قي جامعة الإسكندرية، وله العديد من المؤلفات والدراسات والأبحاث صدرت له عن دور نشر مختلفة، وكتابه الأخير هو "اللاهوت العربي وأصول العنف الديني"، وصدر عن دار الشروق عدة طبعات منه؛ كان أولها في ديسمبر من العام الماضي.