في كل مرة سوف أقدّم لك ترجمة وكلمات أغنية أجنبية من أيام شبابي (أي عندما كانت الديناصورات تجوب المستنقعات المغطاة بالسراخس). أغنية دُفنت وغطاها الصدأ فالتراب؛ لكن يكفي أن تحملها بين أناملك لتدرك أي بريق وسحر فيها.. سمه ما شئت.. سمه نوعاً من ثرثرة العجائز على غرار (الغُنا ده كان أيامنا إحنا).. أو سمها رغبة في أن تشاركني هذه النشوات القديمة.. المهم أني أضمن لك الاستمتاع.... أغنية غامضة أخرى من تلك الأغاني الساحرة.. هناك جو عام من القدَرِية والرهبة، مع أصوات الكمان التي تظهر في مواضع بعينها فتُشعرك كأنها نهاية العالم. من هو "بيرلي سبنسر" فعلاً؟ لماذا تحطم؟ لماذا لم ينتصر؟ وعلامَ يلومه المطرب بالضبط؟ الإنترنت مليئة بمحاولات غير مقنعة للتفسير؛ لكنك لا تعرف ولا يهمك أن تعرف. وُلد المطرب الأيرلندي "ديفيد مكويليامز" عام 1945.. وهو كاتب أغانٍ ومطرب وعازف جيتار بارع. هذه الأغنية تعود لعام 1967. الأغنية تحكي عن رجل متشرّد قابله منذ أعوام. وجو الأغنية مقبض فعلاً، خالٍ من أي بصيص للأمل، لإضفاء المزيد من الرهبة والغربة جعل المقطع الرئيس للأغنية بصوت مكبر؛ كأنه يخرج من سماعة هاتف. نجحت الأغنية بجدارة وباعت مليون نسخة عبر العالم، وفي طفولتي كنت تسمعها من المذياع المصري طيلة اليوم تقريباً، غناها كثير من المطربين؛ لكن الأداء الأشهر كان أداء مارك آموند عام 1992، وهو التسجيل الذي سوف تسمعه غالباً إذا سمعت هذه الأغنية. وقد أضاف آموند مقطعاً متفائلاً لأنه شعر بأن الأغنية متجهمة جداً. توفي "ديفيد مكويليامز" في سنّ السادسة والخمسين بنوبة قلبية، وكان هذا عام 2002. بعد ما قدّم مجموعة مهمة من الأغاني الناجحة. يمكنك سماع أغنية اليوم على هذه الوصلة إضغط لمشاهدة الفيديو: مساكن إيواء.. وشارع متّسخ مشتْ عليه فأبلته الأقدام الحافية.. من الداخل طويل ومكتمل تطل عليه شمس ترتجف.. ************************* A tenement, a dirty street Walked and worn by shoeless feet Inside it's long and so complete Watched by a shivering sun ************************ عينا عجوز في وجه طفل صغير يراقب الظلال التي تتسابق عبر الجدران والشقوق؛ فلا تترك أثراً.. تتحاشى ضوء النهار الساطع.. ************************* Old eyes in a small child's face Watching as the shadows race Through walls and cracks and leave no trace And daylight's brightness shuns ************************ أيام بيرلي سبنسر.. لقد أوشك السباق على الانتهاء.. ************************* The days of Pearly Spencer The race is almost run *********************** يلصق أنفه بزجاج النافذة المكسوّ بالثلج.. يحملق.. بينما زحام الناس الأعمى يتعثر.. عبر حقول الأسفلت التي لا ينمو فيها العشب.. أشجار حديدية تخنق الهواء.. لكنهم يشيخون وهم يقفون محملقين.. بعيون لا تعرف ولا تبالي بأن تعرف أين ذهب العشب.. ******************** Nose pressed hard on frosted glass Gazing as the swollen mass On concrete fields where grows no grass Stumbles blindly on Iron trees smother the air But withering they stand and stare Through eyes that neither know nor care Where the grass is gone ********************** أيام بيرلي سبنسر.. لقد أوشك السباق على الانتهاء.. ************************* The days of Pearly Spencer The race is almost run *********************** بيرلي.. أين ذهب جلدك الأبيض كاللبن؟ ما هذه الشعيرات الخشنة التي تملأ ذقنك؟ لقد دُفن جلدك في الخمر الرخيصة.. لقد لعبت لعبتك فخسرت ولم تفُز. الآن انظر.. لقد انحنى رأسك تحت وطأة الهزيمة.. لقد مضيت في الشارع بعيداً جداً.. مضيت إلى حيث لا تقدر سوى الفئران على الركض.. ************************* Pearly where's your milk white skin What's that stubble on your chin It's buried in the rot gut gin You played and lost not won You played a house that can't be beat Now look your head's bowed in defeat You walked too far along the street Where only rats can run *********************** أيام بيرلي سبنسر.. لقد أوشك السباق على الانتهاء.. ************************* The days of Pearly Spencer The race is almost run *********************** مساكن إيواء.. وشارع متّسخ تذكّرْ الأقدام المرهقة الحافية.. تذكّرْ كيف وقفت لتنتصر على ما صارت إليه حياتك.. لذا لا تذرف دموعاً أكثر يا بيرلي.. من أجل تلك الأعوام المنسية.. مساكن الإيواء تلك تذكّرك بنشأتك.. ************************* A tenement, a dirty street Remember worn and shoeless feet Remember how you stood to beat The way your life had gone So Pearly don't you shed more tears For those best forgotten years Those tenements are memories Of where you've risen from *********************** أيام بيرلي سبنسر.. لقد أوشك السباق على الانتهاء.. ************************* The days of Pearly Spencer The race is almost run ***********************