في ختام فعاليات معرض الإسكندرية الدولي للكتاب، أُقيمت ندوة بعنوان "من تجارب الجماعات المستقلة في الإسكندرية.. الأدب.. المسرح.. سينما الأفلام المستقلة"، وأدار الندوة الأستاذ "جمال ياقوت" -مخرج مسرحي ومدير قصر التذوّق بسيدي جابر. بدأ المخرج "جمال ياقوت" التعريف بضيوف الندوة وهم: الكاتب "علاء خالد" رئيس تحرير مجلة "أمكنة"، و"مارك لطفي" مخرج السينما المستقلة، و"وسيم المغربي" مؤسس منتدى "إطلالة" الأدبي، و"محمد الهجرسي" مخرج مسرحي مستقل. بدأ الكاتب "علاء خالد" حديثه بالتعرض لتجربته مع مجلة أمكنة وبداية ظهورها عام 1999؛ حيث كانت فترة ميوعة سياسية؛ أي لا يوجد أي نشاط سياسي؛ ففكر في عمل مجلة، وحاول ألا تكون مرتبطة بمجال معين؛ لأنه وقتها كانت أغلب المجلات مهتمة بالأدب وبالأشكال الأدبية؛ ففكر هو ومجموعته في عمل نصوص بين الأدب والصحافة تشتمل على حوارات مع الناس العادية.. ومنذ أول عدد لآخر عدد كانوا يختارون فئة من الناس للتحاور معها، وكانوا يحاولون الحفاظ على منطق اللغة التي تتكلم بها الفئة دون تغيير بها. "مارك لطفي": أية مؤسسة تقدم دعماً تفرض أجندتها وأضاف: إن المجلة مستمرّة لأكثر من عشر سنوات وحجمها مثل كتاب في حدود 300 إلى 500 صفحة، والمجلة حتى الآن مُثّلت داخل مصر وخارج مصر في دول كثيرة مثل فرنسا وإنجلترا، ولا تُنفق عليها أية جهة داخلية أو خارجية لتحافظ على استقلالها. استأنف الحديث المخرج "جمال ياقوت"، وتساءل: هل معنى الاستقلال هو عدم التبعية للمؤسسات الثقافية؟ أجاب المخرج "مارك لطفي" بأن أية مؤسسة تقدم دعماً، تفرض أجندتها، وهذا هو السائد في معظم الجهات، ثم أشار إلى تجربته في "السينما المستقلة"؛ حيث يرى أن أهم أسباب ظهورها هو تراخي الدولة عن دعم الأشكال الفنية المختلفة وعدم وجود أية مساحة للسينما في مصر سوى معهد السينما، وثانيها ظهور الكاميرا الديجيتال التي وفّرت ملايين في إمكانيات إنتاج الأفلام، وهناك حالياً أفلام سينمائية يتمّ تصويرها بالكامل بكاميرا ديجيتال؛ وهكذا تخلّصت السينما من احتكار رأس المال بالنسبة لسعر الكاميرات، وصار بإمكان أي فرد الآن أن يمسك كاميرا. وأشار أيضاً للمؤسسات الخارجية التي تدعم السينما المستقلة بعمل وِرَش صناعة أفلام مثل "جوتة" و"الجزويت"، وهذه الورش تَخرّجَ منها جيل كامل من الشباب القادر على صناعة فيلم. "محمد الهجرسي": بدأ المسرح مستقلاً مثل مسرح "يعقوب صنوع" و"الريحاني" كما أشار لفيلمي "عين شمس" و"هليوبوليس" كأفلام وصلت للسينما من خلال الكاميرات الديجيتال، ودون دعم من أية مؤسسات ثقافية، ثم تحدّث عن تجربته مع بعض الأصدقاء وهي إنشاء استوديو خاص بهم، والذي قام بأعمال تجارية تعود عليهم بتكلفة إنتاج أفلامهم لكي لا يتعاملوا مع أية مؤسسات ثقافية، وأشار في ختام كلامه أن السينما المستقلة هي التي تكون مستقلة مادياً ومستقلة عن الجمهور؛ لأنها لا تُصنع لتُرضي أذواق الجمهور. بعدها قدم المخرج "جمال ياقوت" القاصّ "وسيم المغربي"، مؤسس منتدى "إطلالة" الأدبي السكندري، وهو من أهم التجمّعات الثقافية الموجودة بالإسكندرية الآن. أشار القاصّ "وسيم المغربي" في بداية حديثه عن أسباب وجود "إطلالة"، وهو عمل حالة من التواصل مع الجمهور نفسه وأشار إلى أننا نعيش حالياً حالة من الانتعاش الثقافي، وعرّف منتدى "إطلالة" بوصفه حركة أدبية لم يكن لها أية أيدلوجيات محددة، وكانت تحاول أن تكوّن حركة ثقافية؛ لأنه من المستحيل وجود عدد من الأفراد يمارسون نفس الفن ويتفقون في إبداعهم، وأوضح أن المنتدى يدعمه أعضاؤه، ولا يوجد أية جهة تُمدّهم بدعم مادي أو دعائي. "علاء خالد": في عام 1999 كانت أغلب المجلات مهتمة بالأدب وبالأشكال الأدبية بعدها قدّم المخرج جمال ياقوت "محمد الهجرسي"، مخرج المسرح المستقل، الذي بدأ حديثه بعرض تاريخ المسرح؛ إذْ بدأ المسرح مستقلاً مثل مسرحَيْ "يعقوب صنوع" و"نجيب الريحاني"، وبعدها ظلّ الاستقلال في المسرح موجوداً، إلى أن تحررت مصر فاحتُلّ المسرح، وهذا ما حدث لأن رجال الثورة اكتشفوا أن المسرح وسط مهمّ جداً للتخاطب وبثّ أفكار الثورة والتوعية السياسية للناس، وبعدها تمّ تقسيم المسارح إلى أنواع عديدة. ثم انتقل لواقعة حدثت مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عند عرض مسرحية "سكة السلامة"؛ حيث ذهب أحد رجال الثورة للرئيس الراحل ليخبره أن هناك مسرحية تُعرض عن سائق أتوبيس ضلّ طريقه بالركاب؛ فأجابهم بأن المسرحية تتحدث عن سائق وهو رئيس جمهورية؛ فاستمرّ عرض المسرحية. ثم انتقل المخرج "محمد الهجرسي" للحديث عن فرقته المسرحية التي أسماها "هنا والآن"، التي أسسها عام 2003، ودعمها مركز "الجزويت" دعماً مكانياً؛ حيث قدموا عروضهم على مسرحه، وأيضاً أقاموا البروفات فيه، وبهذا تلافوا المشكلة التي تُواجه الفِرَق المستقلة في وجود مكان مناسب لهم.