تمكن علماء سويديون من تحقيق نتائج مبهرة فيما يتعلق بزراعة القرنيات الصناعية؛ حيث تطوّر مستوى البصر عند أكثر من نصف الحالات التي خضعت لعمليات الزرع، وهي نفس النتائج التي تحققت في عمليات زرع قرنيات طبيعية تمّ التبرع بها. تكمن أهمية هذه العمليات -التي أجريت- في أنها تثبت للمرة الأولى أن القرنيات الصناعية يمكن أن يتمّ دمجها في العين البشرية بصورة طبيعية لتتم الرؤية من خلالها بوضوح.
يُذكر أن تصنيع هذه القرنيات الصناعية تطلّب نحو عقد من الزمان، وفي السنتين الأخيرتين قام كل من الجراح "بير فاجرهولم" والطبيبة "ماي جريفيث" من جامعة Linköping بعمل عيادة تجريبية تضمّنت عشرة مرضى فقط يعانون من حالات متقدمة؛ سواء من نُدَب مركزية في القرنية أو حالات قرنية مخروطية؛ حيث تمّ إجراء عملية لكل مريض تمّ فيها استبدال نسيج القرنية المريضة بنسيج لقرنية أخرى صناعية. وطوال سنتين من المتابعة، شاهد الباحثون الخلايا والأعصاب في عين المرضى تنمو وتلتحم مع نسيج القرنية الصناعية المزروع، وتابعوا عن كثب إعادة إنتاج قرنية جديدة تتمتع بنسيج سليم؛ حيث لم يعانِ المرضى من أي أعراض جانبية أو رفض للقرنية الصناعية، كما يتم في عمليات زرع القرنيات الطبيعية؛ حيث أصبحت القرنية الجديدة حساسة بالفعل للمس وبدأت تدمع، وتحسّن مستوى الإبصار لنحو ستة من المرضى العشرة، ومع وضع العدسات اللاصقة أصبح مستوى الرؤية قريباً جداً من ذلك الذي يتحقق من خلال عمليات زرع قرنية طبيعية من متبرع.