يصدر عن دار "الشروق" خلال الفترة المقبلة رواية "سيدي براني" للكاتب الشاب الأستاذ محمد صلاح العزب. نقرأ من الرواية: "حين مات جدي للمرة الأولى، لم يكن يملك سوى عصا من خشبٍ رديء وجلباب طويل. حفروا له -على عجلٍ- حفرة غيرَ عميقة بجوار جثمانه تماماً؛ فتعفّر وجهُه واختفت ملامحُه. خيّطوا الجلباب على جسده من أسفل، وتحيروا في رأسه، فوضعوه في الكيس القماشي الذي اعتاد أن يحمل فيه طعامَه. دفعوه حتى سقط في الحفرة، وأهالوا التراب على جسده وانصرفوا دون أن ينظر أحدُهم وراءه. طفل صغير رجع بعد قليل بحثاً عن ضفدعة يسمع نقيقها ولا يراها، وجد الجلباب والكيس القماشي مفرودَين على سطح الحفرة الذي ظل ممهّداً كما تركوه. ناداهم الطفل فرجعوا، وحين رأوا الملابسَ طفت وحدها على وجه الأرض، دون الجسد الذي كان بداخلها، قالوا: هذه معجزة. بنوا فوق القبر ضريحًا، يزوره المريض والمحتاج والمربوط والتي لا تلد، دون أن يفكّروا في نبش التربة ليتأكدوا من وجوده داخلها". ومحمد صلاح العزب من مواليد القاهرة عام 1981، وله مجموعة قصصية وثلاث روايات، وقد حصد العديد من الجوائز؛ منها جائزة سعد الصباح في الرواية عام 2002، وجائزة المجلس الأعلى للثقافة لعامي 1999 و2004، إضافة إلى اختياره ضمن 39 مبدعاً عربياً في مهرجان "بيروت 39" في لبنان عام 2010.