عقدت محكمة جنايات الجيزة اليوم (الأحد) أولى جلساتها لمحاكمة "محمود طه سويلم" -المتهم بارتكاب مذبحة أتوبيس شركة المقاولون العرب، والتي أسفرت عن مقتل 6 وإصابة 6 آخرين من العاملين بالشركة- وذلك وسط حراسة أمنية مشدّدة. وكان النائب العام قد أمر بإحالة المتهم -الذى أطلق النار على زملائه بالشركة- إلى الجنايات في ضوء ما انتهت إليه تحقيقات نيابة جنوبالجيزة الكلية، حيث نسبت إلى المتهم تهم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد لستة أشخاص والمقترن بالشروع في قتل آخرين، وإحراز وحيازة سلاح ناري آلي وذخيرة حية بدون ترخيص. من جانبه اعترف المتهم سويلم (54 عاما) خلال التحقيقات بأنه ليس نادما على ارتكاب جريمته، بل إنه يشعر بالفخر لقتل من أهانه، مشيرا إلى أنه لم يكن بينه وبين أحد الضحايا ثأر عائلي قديم، لكنه ارتكب الجريمة لمجرد أنه شعر بالإهانة والخزي من قيام 3 من الضحايا بالاستهزاء به أمام العاملين بالشركة لأنه -على حد قولهم- رجل مغفّل يرفض التنقيب عن الآثار أسفل منزله، مثلما يفعل العديد من أبناء المنطقة التي يسكن بها في حلوان كما ورد في موقع أخبار مصر. كما حضر الجلسة 16 شاهدا على الجريمة كانت إدراة شركة المقاولين العرب وجّهت لهم خطابا يطلب منهم حضور الجلسة، وحضرت أسرة "سالم عبد السلام" أحد المتوفين، ورفضت التحدث لوسائل الإعلام، ولم يحضر أحد من أسرة المتهم. وطلب "أحمد محمود الأسيوطي" -محامي المتهم- من المحكمة إحالته لمستشفى الأمراض العقلية؛ لكشف مدى سلامة قوى المتهم العقلية وإصابته بهلوسة عقلية أثناء ارتكابه الجريمة من عدمه، استنادا إلى المادة 62 من قانون العقوبات. وقال "الأسيوطي" إن المتهم أصيب بالجنون اللحظي أثناء ارتكابه الواقعة بسبب ما تعرض له من السخرية والاستهزاء واللامبالاة من زملائه، بالإضافة إلى أنه تعرّض لمحاولات قتل هو وأسرته 3 مرات منها حادث سيارة في العمل له ولابنه "أحمد"، ولكنه نجا منه. وقال "محمد سعد" أحد ركاب الأتوبيس الذي تصدى للمتهم إن المتهم "محمود" وقف بالأتوبيس قبل الشركة بمائتي متر، وفكّ حزام الأمان، وأمسك ببندقية آلية وتحرّك داخل الأتوبيس فسأله: فيه إيه يا "محمود"؟، فخرجت طلقة أودت بحياة المجني عليه "جمعة"، وطلقة أخرى أصابت "أبو سريع"، وتحرّك داخل الأتوبيس، ونادى بصوت عالٍ: "اخرج يا عبد الفتاح من تحت الكرسي"، وبدأ الموظفون يقفزون خارج الأتوبيس، ثم توجّه المتهم إلى المجني عليه "عبد الفتاح"، وأطلق طلقة نارية عليه أودت بحياته، وظل يطلق طلقات عشوائية داخل الأتوبيس ويصيب الموظفين. وأضاف "سعد" قائلا "إن المتهم أثناء عودته بظهره أمسكت منه ماسورة البندقية بيده وكانت ذات سخونة شديدة، فرفعتها إلى أعلى خوفا من إطلاق طلقات أخرى خوفا على الركاب، وبعدها لم تطلق طلقة واحدة، وتمكن "سعد" من إيقاع المتهم على أرضية الأتوبيس فردّ المتهم قائلا: خلاص، أنا عملت اللي أنا عايزه، وقوم عشان أروح الشركة". من جانبه قال "محمد علي المغربي" مدير مساعد شركة "المقاولون" إن المتهم صاحب خلق، وكان انطوائيا ولا يتحدث مع أحد، وعندما أطلق النار وقال: "أنا صعيدي يا أولاد الكلب، وماحدش يضحك عليّ، وطلب المتوفى "عبد الفتاح" وأطلق عليه النار". وقال "نميري عبد التواب" وهو مصاب "إن المتهم لا يوجد بينه وبين أحد في الشركة أي خلاف، ولكنه في يوم الحادث أصيب بالجنون". يشار إلى أن الحادث وقع صباح الثلاثاء الموافق 6 يوليو 2010 وفي أثناء تحرك أحد أوتوبيسات شركة "المقاولون العرب" المخصصة لنقل العاملين إلى إدارة المشروعات الميكانيكية والكهربائية بمحافظة الجيزة، حيث توقّف سائق الأتوبيس على بعد حوالي 200 متر من ورش الإدارة المذكورة، وقام السائق "محمود طه أحمد سويلم" بسحب بندقية آلية مخبأة أسفل المقعد الخاص به، وبدأ في إطلاق النار عشوائيا على ركاب الحافلة، مما أسفر عن مصرع 6 وإصابة 6 آخرين. عن مصادر متعددة