لا شك أن السمنة صارت تجتاح العالم، وأن مقاسات الخصور تزداد بضراوة، و"الكروش" صارت في كل مكان! ما الذي حدث حقاً لنصبح بهذا الشكل؟ هناك العديد من الأسباب، بعضها مدهش حقاً.. 1-النظافة الزائدة نحن نعيش الآن في عالم أكثر نظافة ومراعاة للشروط الصحية من كل أسلافنا، هذا شيء جيّد طبعاً، لكن العلماء اكتشفوا أن هذه النظافة الزائدة لها دور في السمنة التي وصلنا إليها. هناك نوع من البكتيريا التي تعيش في الأمعاء الدقيقة، وُجد أنها تساعد الجسم على امتصاص كميات أكبر من السعرات الحرارية من نفس الكمية من الطعام، كما أنها تساعد على فتح الشهية. هذه البكتيريا صارت سائدة في أمعاء البشر؛ بسبب موت الأنواع الأخرى المنافسة من البكتيريا، بفعل الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية واتباع اشتراطات صارمة في النظافة، وبالتالي صار البشر يجوعون أسرع ويمتصون سعرات أكثر من الأطعمة بسبب هذه البكتيريا. 2-الوالدان تلعب الجينات دوراً كبيراً في توريث السمنة، فليس كل الأشخاص ضحية للظروف البيئية، البعض ضحية لجينات الآباء أيضاً، تلعب الجينات دورها في مدى إحساس الشخص بالرضا والشبع بعد تناول كمية معينة من الطعام. 3-والأم بالذات تشير الدراسات الحديثة إلى أن الجنين في بطن أمه يستقبل رسائل من الرحم نفسه لها علاقة بعملية تنظيم الوزن. تشير الدراسات إلى أنه حتى لو كان لدى شخصين نفس الجينات، فإن هذه الجينات قد تُنبّه لأداء وظيفتها، أو قد تظلّ خاملة، ويعتمد هذا الأمر على الرسائل الكيميائية التي تصل إلى الجينات لتفعيلها، والتي تأتي -في حالة جينات البدانة- من رحم الأم. 4-الأصدقاء يحكم الناس على أوزانهم مقارنة بمعارفهم وأصدقائهم. تشير الدراسات إلى أنه إذا كان أصدقاء الإنسان من المنتمين لنادي البدناء، فإن الاحتمال الأكبر أن ينضم الإنسان إلى نفس النادي بعد فترة. التعامل مع الأصدقاء البدناء يجعل الشخص غير البدين يعتقد أنه رفيع جداً فيأخذ راحته في تناول الطعام وقد يجاري أصدقاءه في حجم استهلاك وجباتهم، وبالتالي فإنه قد يصاب بالبدانة هو أيضاً دون أن يشعر. 5-السيارات والكراسي والأرائك الحياة السهلة التي نحياها اليوم، والتي تكاد تخلو من المجهود البدني، ساهمت كثيراً في امتلاء أجسادنا. نحن نتحرّك طوال الوقت بالسيارات، ونقضي أوقات عملنا جالسين على الكراسي، وأوقات راحتنا متمددين على الأرائك، ثم نتعجّب من أين أتت كل هذه الشحوم عندما ننظر في المرآة؟!! 6-الحكومة الأمريكية عام 1998 أعلنت الحكومة الأمريكية تخفيض رقم الBMI للإنسان الصحيح غير البدين إلى 25. والBMI هو اختصار لBody Mass Index، وهو وزن الإنسان بالكيلو جرام مقسوماً على مربع طوله بالمتر. إذا زاد هذا الناتج عن الرقم المحدد فإن الإنسان يعتبر بديناً. وقد أدّى إعلان الحكومة الأمريكية تخفيض هذا الرقم عام 1998 -ليتماشى مع توصيات منظمة الصحة العالمية- إلى إدخال 29 مليون أمريكي في زمرة البدناء في لحظة واحدة. 7-مطاعم الوجبات السريعة هذه الوجبات اللذيذة جداً والمغرية التي تقدّمها مطاعم الوجبات السريعة، مليئة بالدهون ومليئة بالملح ومليئة بالسكريات، وهي لا تتوقّف عن ابتكار ما يدفعنا للمزيد من الأكل. تشير الدراسات إلى أن هذه الوجبات تثير نوعاً من النشوة في المخ، مثلها في ذلك مثل المخدرات. 8-ضغوط الحياة إذا كانت الجينات هي المسئولة عن ثلث حالات البدانة، والظروف البيئية المحيطة مسئولة عن ثلث آخر؛ فإن الحالة النفسية مسئولة عن الثلث الثالث. حياتنا الحديثة سريعة الإيقاع المشحونة بالضغوط العصبية والإحباطات تدفع البعض إلى تعويض شعوره بالنقص بالتهام المزيد من الطعام، كما تؤدي الضغوط العصبية وقلة النوم إلى تأثير سيئ على عمليات الأيض في الجسم، وبالتالي مزيد من البدانة.