علم التسويق من أهم العلوم التي يجب أن تتعرف على مبادئها حين تدخل سوق العمل.. والتسويق ببساطة هو: عملية إثارة اهتمام عميل محتمل لما تقدّمه من خدمة أو سلعة, وقد توسّعت الأبحاث والدراسات في مجال التسويق في العقود الأخيرة، وتطوّرت وصار التخطيط لتسويق المنتج لا يقل أهمية عن عملية تصنيعه وخطة إنتاجه؛ فسلعة غير مسوّق لها هي سلعة غير موجودة على خارطة السوق. ولِتبدأَ عملية التسويق يجب أن تسأل نفسك عدة أسئلة أولها: ما الذي تريد التسويق له (سلعة, شخص, عمل فني, مشروع أو فكرة مشروع.. إلخ)؟ السؤال الثاني: هو لمن ستسوق تلك السلعة وتتعرف على احتياجاته (مشترٍ, رئيس محتمل للعمل, مموّل)؟ وعلى أساس إجابة هذين السؤالين ستبدأ في تحديد استراتيجية التسويق. وسنتكلم هنا عن كيفية التسويق لنفسك في مكان عملك؛ فوظيفتك الحالية ليست نهاية المطاف.. وللتقدم في مكان عملك والحصول على مزيد من الامتيازات والتعريف بمهاراتك وقدراتك لتمكّن رؤساءك من رؤيتك بشكل أفضل والدفع بك في أماكن تناسبك أكثر وتمكّنك من إظهار مواهبك وتحقيق طموحك، إليك بعض الأفكار التي تستطيع استخدامها وتطويرها والبناء عليها لتسويق نفسك في مكان عملك: حافظ على مظهر لائق - الحفاظ على هيئة مناسبة للعمل أمر في غاية الأهمية؛ فصورتك الخارجية أول ما يراه الناس فيك ويتعلّمونه عنك, وكما نعرف؛ فإن الانطباعات الأولى تدوم وإن لم تدم؛ فإن تغييرها يتطلب وقتاً وجهداً. - احرص على أن تكون ملابسك نظيفة ومكويّة. - احرص على استخدام مزيلات العرق والاستحمام يومياً حتى لا تتعرض لمواقف محرجة وينفر منك زملاؤك. - لا ترتدي الكثير من الحلي أو تبالغ في أناقتك، فقط كن بسيطاً؛ ولكن مهندماً بما يتناسب مع وضعك الوظيفي. تكلّم وعبّر عن نفسك في الاجتماعات هل سمعت بمقولة "تكلّم حتى أراك"؟ فإن لم يسمعك الآخرون ويتعرفوا على وجهة نظرك؛ فلن يعرفوا حقيقتك؛ فاحرص على التحدّث والمشاركة في الاجتماعات حتى تعطي فرصة لرؤسائك ومرءوسيك للتعرف على وجهات نظرك وطريقة تفكيرك.. كثيراً ما يصمت الناس في الاجتماعات من باب السلامة؛ بدلاً من التحدّث برأي قد لا يوافقه عليه الآخرون, وينسون أنهم حين يشاركون بآرائهم؛ فإنهم يظهرون صفات التعاون وروح الفريق؛ فاقتراح جيّد أو سؤال لمّاح قد يعطي عنك انطباعاً جيداً يظل ملازماً لك. بدري ومتأخر اذهب إلى عملك 10 دقائق قبل ميعادك، وغادر بعد موعدك بدقائق, لن تصدق الانطباع الذي ستتركه في رئيسك، والتأثير الذي ستؤثره على زملائك؛ فالرسالة التي توجّهها أنك جاد في عملك وتحبه وتعطيه حقه كاملاً وزيادة. ساعد شارك وقدّم الحلول لو أنهيت عملك اسأل زملاءك لو يحتاجون للمساعدة, وإذا كان هناك الكثير من العمل الذي لن تستطيع إنجازه بمفردك أشرك زملاءك معك لإنهائه، ولا تخجل من طلب المساعدة؛ فبالعمل الأول تثبت أنك تحب المساعدة ومدّ العون, وفي الحالة الثانية ستوضّح أنك قائد جيّد قادر على التوجيه وغير خجل من المشاركة لأن المبدأ المهم هو إنجاز العمل. لا تتردد أبداً في كتابة مقترحاتك لحلّ مشكلة ما؛ حتى ولو كانت لا تتعبك مباشرة, قدّمها لرؤسائك واجعلها فرصة ليتعرفوا عليك أكثر ويروا مواهبك المختلفة. اعرف رئيسك ليس للأمر علاقة بالنفاق, فقط انتهز الفرصة للحديث مع رئيسك، ولا تنتظر دوماً وقت الاجتماعات الروتينية, تعلّم متى يكون رئيسك مستعداً للحديث، وتحدّث معه لدقائق, اطرح بعض الأسئلة عن العائلة أو كيف قضى إجازته, استفهم عن أمر من أمور العمل, ليس ضرورياً أن تصبحوا أصدقاء؛ لكن بعض الانفتاح في علاقتكما يفتح المجال لمعرفتك وتوضيح شخصيتك كما يتيح لك الفرصة لمعرفة المعلومات واكتساب الخبرات من رئيسك المباشر. انشر الأخبار الجيدة ولا تكن ثرثاراً بمجرد حصولك على خبر أو معلومة تتعلق بالعمل ابعث الإميلات والرسائل, اجعل زملاءك يتفاءلون بك ورؤساؤك يرون حجم اهتمامك وقدرتك على المشاركة. وفي ذات الوقت لا تتورط تحت أي ظرف في الحديث عن زميل بالسوء, أو في نشر الإشاعات والنميمة؛ ذلك سيجعلك محطّ تقدير الزملاء، وسيزيد ثقة رؤسائك. تعرّف على موظفي الأقسام الأخرى، ولا تقلل من أهمية السكرتارية والسعاة من المفيد أن تبدأ في التعرّف على الموظفين في الأقسام الأخرى؛ فلن تعرف متى ستحتاج منهم خدمة ما, وتأكّد أن الساعي الذي يقدّم لك قهوتك قد يكون من أهم العاملين في المؤسسة؛ فلا تقلل من شأنه أبداً، وكذلك موظف الاستقبال أو السكرتير, وفكّر دائماً أن عداوة واحدة قد تؤذيك، وإن لم تفِدك كل صداقات العالم. في النهاية نقول إن التظاهر بكل ما سبق لن يزيد مساحة النجاح في حياتك؛ فتلك النصائح يجب أن تكون هي الطوبة الأخيرة في بناء من الجدية والثقة والعمل المتواصل وليست الأساس؛ فتذكّر أنك تروّج وتسوق لما هو موجود بالفعل؛ وإلا سيتحول التسويق إلى نصب ونفاق, ولن يثق أحد بمن تثبت عليه واحدة من التهم الأخيرة؛ فاعمل ما بجهدك والتوفيق من الرحمن.