أنا مشكلتي إني أعرف واحد وإحنا الاتنين بنحب بعض زي الإخوات بالضبط؛ بس أهلي مش فاكرين كده، وهو أكبر مني بسنتين، واللي خلاني أقرّب منه إن لا بابا ولا ماما ولا إخواتي بيقعدوا يتكلموا معايا في أي حاجة، وهم أصلاً مش مهتمّين بيّ، مش حاسين إن أنا كبرت وبقى عندي 17 سنة. ودخلت الجامعة، حاولت أغيّر الوضع ده وما عرفتش.. يا ريت تقولوا لي أنا موقفي صح ولا غلط. algh صديقتنا العزيزة.. نرحّب بك معنا صديقة عزيزة ل"بص وطل"، ونرجو منك دوام التواصل معنا وإشراكنا في كل أمورك، وهذا شيء نسعد به جداً. ثانياً يا صديقتنا تسألين عن موقفك من الشاب الذي تعرفينه وتحبينه زي الإخوات بالضبط، وأنت متضايقة من فكرة أهلك عن هذه العلاقة، وللصدق يبدو أن فكرة أهلك هي الصحيحة وموقفك من هذا الشاب ليس صحيحاً؛ إذ إنه لا يجوز أن تكون هناك علاقة بين شاب (19 عاماً) مع فتاة (17 عاماً)، ليس بسبب قلة الثقة، أو أن أحدكما صغير أو لا يعرف مصلحته؛ ولكن لأن هذا لا يجوز شرعاً أولاً وعرفاً ثانياً، وثبتت أخطاره النفسية والعاطفية والاجتماعية ثالثاً. بالنسبة للجزئية الأولى يا صديقتنا؛ فقد أفتى الدكتور علي جمعة -مفتي الجمهورية- بحرمة الحديث بين الأولاد والبنات من غير غرض صحيح مبرَّر شرعاً كالضرورة، وإليك نص الفتوى؛ حيث سئل فضيلته عن المحادثة بين الولد والبنت فأجاب: إذا كانت المحادثة بين الفتى والفتاة لغرض صحيح مُبَرَّر ، وكانت بالمعروف من غير ريبة ولا خروج عن الآداب الإسلامية ، فإنها تجوز شرعًا وإلا فلا، فما هو الغرض الصحيح المبرر؟! والنبي صلى الله عليه وسلم ينصحنا بقوله: "من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه". ويمكنك التواصل معنا ومع فضيلة المفتي من خلال صفحات الموقع باب (دين ودنيا).. هذا أولاً. ثانياً العرف في بلدنا أن الناس تنتظر أي شبهة لتنطلق ألسنتها على أي فتاة محترمة تنهش في سمعتها وأخلاقها ولو من غير بيّنة؛ فالناس ليس لهم إلا الظاهر، كما أن الشر الذي نعيشه في مجتمعنا اليوم جعل سوء الظن هو الأساس في فضيحة الناس رغبة عند الكثيرين.. هذا واقع؛ فهل ترضين أن تسيئي لسمعتك وسمعة أهلك بهذه العلاقة؟ ثالثاً: ثبت من خلال التجارب أن العلاقة الأخوية بين الولد والبنت غالباً لا تستمر على هذا الوضع؛ ولكنها تنتقل شيئاً فشيئاً إلى نوع آخر من العلاقة.. هذه فطرة ميل الجنسين إلى بعضهما البعض؛ فإذا كنت أنت من النقاء والصفاء بحيث لا تتخيّلين أن تنتقل العلاقة إلى حب؛ فهل تضمنين ذلك من الفتى الذي يكلّمك وتكلّمينه ويرى فيك كل صفات المحبوبة المثالية.. بالطبع غالباً سوف يحبّك، وساعتها سيكون أمامك طريق من اثنين؛ إما أن ترفضي هذه العلاقة لأنك لم تفكري فيه يوماً كحبيب بل كزميل وأخ، وساعتها ستتعرض علاقتكما لصدمة حقيقية، وإما أن تتحول العلاقة لحب متبادل فتكونين قد أثبتّ صحة فكرة أهلك وخطأ موقفك، ووقعت فيما تعرفين أنه خطأ. إذن ما الحل؟ أرى أن الأفضل والأسلم لك أن تتبعي الخطوات التالية: أولاً: عليك أن تقتربي من أهلك وأن تتواصلي مع والديك، وأن تصارحيهما بكل ما في قلبك، وأن تطلبي منهما حقّك.. أجل حقّك في الاهتمام والرعاية.. لا بد أن يكون هناك حوار وتفاهم معهم.. لا بد أن تصرّي على ذلك حتى وإن تعللا بضيق الوقت أو الانشغال؛ لأن هذا حقك الذي لن يعوضك عنه أي شيء في الدنيا. ثانياً: عليك أن تبحثي عن صديقة وتختارينها حسب مواصفاتك، وأن تكون أمينة وفيّة ملتزمة تحبك وتحفظ سرك، فتساعدك وتساعدينها وتستشيرينها وتستشيرك. ثالثاً: عليك أن تركّزي أكثر في دراستك ومشروعك العلمي، وأن تصرّي على تحقيق التفوّق والنجاح الباهر؛ فهذا توجيه ممتاز لطاقتك ووقت فراغك. رابعاً: يمكنك أن تفكري في نشاط عملي أو ممارسة هواية أو تحديد خطة تقومين بتنفيذها بجانب دراستك، كأن تحفظي القرآن الكريم أو تدرسي لغة تحبّينها أو تمارسين نشاطاً أدبياً تحبينه أو نشاطاً تطوعياً.. فكري وستجدين شيئاً تحبينه وتسعدين بأدائه. وفي انتظار مشاركاتك.. أدعو لك الله أن يخفف وحدتك، وأن يكفيك كل شر وأن يهديك سواء السبيل آمين.