أنا مشكلتي غريبة بعض الشيء، أنا باعمل محاسِبة، وأثناء عملي تعرّفت على شاب زميلي شخصيته جيدة جداً وحنون وطيب ومثقف، مما جعلني أعجب به دون إظهار هذا، وفوجئت به معجب بي هو الآخر مما جعلنا نتقارب، وبدأنا نتحدّث وتعرّفنا على بعضنا أكثر، فصدمت بأرض الواقع إنه بيشرب الحشيش؛ نتيجة صدمة نفسية وهي موت زوجته من أربع سنوات، ولكن هذا يجعله أحياناً عصبياً جداً وغير متزن. أنا باحاول أبعد عنه، بس المشكلة إنه بجد عزيز عليّ، ونفسي أساعده وأرجعه إنسان زي ما كان حتى لو ده هيكلّفني إني ما رتبطش بيه، بس نفسي ألاقي حل لمشكلته!!! أعمل إيه وأساعده إزاي. tyty.mimi صديقتنا العزيزة.. لا أريد أن أتهم الرجل.. ولكن الشخص الذي يهرب مِن صدمة نفسية في حياته بالاتجاه إلى الحشيش، شخص يجعل الشكوك تحوم حوله.. والرجل الذي يستمر في تعاطي الحشيش لمدة أربع سنوات كاملة شخص يبدو أن أمره أكثر من مجرد نتيجة صدمة نفسية.. لنقل إن هذا الشخص مثير للتعاطف، وقصته تلمس أوتاراً حساسة في قلوبنا، ولكن التعاطف وحده ليس سبباً كافياً للارتباط.. عليكِ أن تقتنعي تماماً بهذه النقطة أنه لا يصلح زوجاً لك.. وأنتِ نفسك تعرفين ذلك.. ولهذا فلننتقل للنقطة التالية وهي دوركِ الحقيقي في حياة هذا الشخص. بدأ الأمر يا صديقتنا تعارفاً في العمل، ولكنه تجاوز حدود مجرد الزمالة والتعارف العادي إلى إعجاب وتقارب كما تقولين، وكان يجب عليكِ أن تتوقفي عند هذا الحد، وتدركي أنكِ بعد هذا فأنتِ مُقدِمة على مجهول.. ولكن استمرت العلاقة بينكما حتى صار عزيزاً عليكِ.. وصارحكِ بأنه يشرب الحشيش، وهو جرم لا أجد له منه عذراً، ولكنك أنتِ وجدت له العذر؛ بسبب أن معزّته في قلبك تغفر له ذلك الذنب القبيح.. والخطوة التالية أنكِ تضحكين على نفسكِ حتى تظلّي قريبة منه رغم رفض عقلك الكامل للارتباط به، ولكنكِ تُقنعين نفسكِ بأن لك دوراً في التخفيف عنه من حدة الصدمة التي كانت منذ أربع سنوات.. وهي حيلة تلجأ إليها مشاعركِ لكي تُبقي إلى جواره.. ولكن ألا ترين أن القصة من بدايتها خطوات خاطئة يتبع بعضها بعضاً؟!! والله أعلم أين ستنتهي!! أريد أن أسألكِ سؤالاً: هل أنتِ حقاً متأكدة أنكِ "ما ينفعش ترتبطي بيه"؟ إذا كانت إجابتك بنعم -وأرجو أن تكون هذه هي الإجابة- فأريدك -بالله عليك- أن تتوقفي عند هذا الحد، وأن تُنهي هذه العلاقة، وأن تُخرجي نفسكِ من هذه الدوامة قبل أن تبتلعكِ بشكل أو بآخر.. إذا أردتِ أن تساعديه فادعي الله له ولكل المصابين بالهداية.. لا أرى لك دوراً في حياته أكثر من هذا.. هداه الله وهداكِ إلى ما فيه الخير.. آمين..