يسيطر التشاؤم على الأسواق المالية ببداية التعاملات الصباحية بعد أن قررت مؤسسة موديز تخفيض التصنيف الائتماني للديون السيادية اليابانية بخطوة واحدة، و هذا بدوره جدد المخاوف من انتشار أزمة الديون السيادية إلى اقتصاديات عالمية، و تعمقت حده التشاؤم بشكل اكبر بعد البيانات الألمانية التي أكدت انخفاض مناخ الأعمال خلال الشهر الماضي لأدنى مستوى منذ أكثر من عامين متأثرا بتفاقم أزمة الديون السيادية في المنطقة. أظهرت قراءة المؤشر لمناخ الأعمال في ألمانيا خلال آب تراجعاً وصل إلى 108.7 و هو أسوأ من المتوقع 111.0 في حين أن القراءة السابقة كانت 112.9، كما سجلت قراءة المؤشر للأوضاع الحالية انخفاضاً وصل إلى 118.1 مقارنة بالقراءة السابقة 121.4 و التي كان من المتوقع أن تنخفض إلى 119.8، ولقد انخفضت قراءة المؤشر للتوقعات إلى 100.1 من 105.0 الشهر السابق و التي كانت من المتوقع أن تنخفض إلى 102.8. تأثرت مستويات الثقة في ألمانيا من تفاقم أزمة الديون السيادية و فشل مساعي صانعي القرار من احتواء الأزمة، خاصة مع المخاوف من انتشار الأزمة إلى ايطاليا و أسبانيا، و هذا بدوره ما دفع الحكومات لإقرار تخفيضات عميقة في الإنفاق العام كان لها الأثر السلبي على مستويات الإنفاق و الثقة، و كان لهذه السياسات التقشفية أثر واضح في تباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي في المنطقة. كان لتباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي العالمي أثر واضح على مستويات الثقة في ألمانيا، التي شهدت هي أيضا تباطؤا حاد في مستويات النمو، فقد سجل الناتج المحلي الإجمالي مستويات 0.1% خلال الربع الثاني مقارنة بمستويات النمو خلال الربع الأول بنسبة 1.3%. لا بد من الإشارة إلى انخفاض مؤشر ZEW للشعور العام تجاه الاقتصاد الألماني و الأوروبي بالأمس لأدنى مستوى منذ أكثر خمسة أعوام، متأثرا بشكل مباشر من تفاقم أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو مع المخاوف المحيطة في الولاياتالمتحدة، مع المخاوف من تباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي العالمي خلال الفترة القادمة. أكد البنك المركزي الألماني هذا الأسبوع على التقديرات الأولية للنمو في ألمانيا عند مستويات 3.0% خلال العام الحالي مستفيدا بشكل مباشر من التوقعات ببقاء معدلات البطالة عند 7.0% خلال العام الجاري و التي تعد الأدنى منذ عشرين عاما. تراجع اليورو مقابل الدولار الأمريكي صباح اليوم، بعد أن رفضت المستشارة الألمانية أنجلا ميركل المطالب اليونانية بوضع ضمانات يونانية على القروض الطارئة التي سوف تأخذها، و ذلك بعد الجدل الكبير في الحكومة الألمانية حول هذه القضية، و أكدت ميركل أن مطالبة وزير العمل بوضع الدول ذهب كضمانات للقروض مرفوض و غير مناسب. هبط اليورو مقابل الدولار الأمريكي مسجلا مستويات دنيا عند 1.4377 بعد البيانات الاقتصادية إلا أنه ارتد صاعدا حاليا ليتداول حول 1.4431 مقارنة بسعر الافتتاح عند 1.4441 و سجل مستويات عليا عند 1.4449.