شهدت فترة التداول الأمريكية ارتفاع أسعار النفط لليوم الثالث على التوالي في ظل توقعات بأن ارتفاع مؤشر التوظيف بالقطاع غير الزراعي الأمريكي، وهدوء أزمة الديون التي تعاني منها أوروبا سوف تؤدي إلى تزايد الطلب على النفط الخام. وعليه، فقد قفزت العقود الآجلة للنفط الخام بنسبة 0.7% عقب توصل اليونان إلى هدفها في ما يعد أكبر محاولة لإعادة هيكلة للديون شهدها التاريخ. ومن المحتمل أن يرتفع عدد الوظائف بالولايات المتحدةالأمريكية ليصل إلى 210 ألف وظيفة خلال شهر فبراير، وذلك وفقًا للمسح الذي أجرته وكالة بلومبرج اليوم. كما ارتفعت أسعار النفط خلال العام الحالي في ظل تزايد المخاوف بشأن فرض عقوبات ضد إيران، الأمر الذي قد يؤدي إلى نشوب نزاع عسكري بالشرق الأوسط، حيث يكمن أكثر من نصف احتياطي النفط الخام بالعالم. ويشير أحد الخبراء الاقتصاديون لدى Saxo Bank A/S بكوبنهاجن إلى أننا "في الوقت الحالي نتبنى سياسة الترقب والانتظار حتى صدور بيانات التوظيف الأمريكية، حيث إنها تعد المؤشر الرئيسي الذي سوف يحدد اتجاهات السوق خلال عطلة الأسبوع. وعقب نجاح اليونان في تفعيل برنامج تبادل الديون، فإن المخاوف سوف تتجه نحو البرتغال وأسبانيا خلال الأسابيع القليلة المقبلة." وعليه، فقد ارتفعت عقود تسليم النفط الخام لشهر أبريل بواقع 74 سنت لتصل إلى 107.32 دولار أمريكي للبرميل الواحد، وذلك خلال التداولات الإلكترونية التي جرت ببورصة نيويورك للسلع. وبلندن، وفي تمام الساعة 12:50 صباحًا، جرت التداولات على العقود الآجلة عند المستوى 106.85 دولار أمريكي للبرميل الواحد. وبالأمس، ارتفع سعر العقد بنسبة 0.4% ليصل إلى 106.58 دولار أمريكي، حيث يعد ذلك المستوى الأعلى منذ يوم 5 مارس. وخلال العام الحالي، ارتفعت أسعار النفط بنسبة 8.2%. وفيما يتعلق بتداولات خام برنت، فقد جرت التداولات على عقود تسليم خام برنت عند المستوى 125.14 دولار أمريكي للبرميل الواحد، لتتراجع بواقع 30 سنت. أوبك تخفض من توقعاتها يُذكر أن منظمة أوبك قد خفضت من توقعاتها بشأن الطلب على النفط العالمي خلال عام 2012، محذرةً من أن مخاطر النمو قد تقلل الاستهلاك. وعليه، فإن منظمة الأوبك التي تقدم إمداداتها من النفط بما يزيد عن 40% من النفط العالمي، قد خفضت توقعات الطلب على النفط للعام الحالي بواقع 130000 برميل يوميًا لتصل إلى 88.63 مليون برميل، وذلك وفقًا لما ذكرته الأمانة العامة للمنظمة. ويعني ذلك أن النمو سوف يتراجع ليصل إلى 860 ألف برميل مقارنة بمقداره في السابق الذي بلغ 940 ألف برميل. وجدير بالذكر أن الدول الأعضاء بمنظمة الأوبك البالغ عددهم 12 دولة قد أنتجوا ما يقرب من 30.97 مليون برميل يوميًا خلال شهر فبراير، وهو المعدل الأعلى منذ عام 2008 على الأقل، وذلك وفقًا للإحصاءات الخاصة بالمنظمة. وتفوق تلك النسبة الحصة اليومية من الإنتاج البالغ قدرها 30 مليون برميل يوميًا والتي وافقت عليها المجموعة خلال اجتماعها بشهر ديسمبر. وعلى الجانب الآخر، فقد تسببت ليبيا وأنجولا والعراق في زيادة المخرجات، بينما خفضت المملكة العربية السعودية والكويت وإيران من إمداداتها للنفط. وأشارت وكالة بلومبرج للأنباء إلى أنه من المحتمل أن تتراجع أسعار النفط بنيويورك خلال الأسبوع المقبل، في ظل استمرار المحادثات والمفاوضات بين القوى النووية وإيران، مما يقلل من الاضطرابات والمخاوف. ويتنبأ ما يقرب من 14 محلل اقتصادي ومتداول من أصل 28، أي بنسبة 50%، بأن العقود الآجلة للنفط الخام سوف تتراجع خلال يوم 16 مارس. فيما تنبأ 10 محللون، أي 36%، بأن الأسعار سوف تشهد ارتفاعًا، وأشار أربعة منهم إلى أن الأسعار لن تشهد سوى تغيرًا طفيفًا.