بدأ السوق الأوروبي جلسته اليوم باختلاط عزيزي القارئ، إذ أن صفقة تبادل السندات اليونانية تمّت مساء الأمس بموافقة ما نسبته 85.8% من الدائنين في القطاع الخاص والتي عملت على ارتفاع السوق الأوروبي طوال الجلستين الماضيين، ولذلك فإن تلك الصفقة تم تسعيرها في السوق لتتشكل عمليات جني ارباح مع بداية الجلسة الأوروبية اليوم الجمعة. ويجب ان نشير هنا بأن العيون لا تزال متجهة نحو اجتماع هيئة المبادلات والمشتقات الدولية بتمام الساعة 02:00 بتوقيت نيويورك لتحديد ما إذا كانت اليونان قد دخلت تحت بند "الحدث الائتماني"، مع العلم أن الهيئة كانت قد صرحت في وقت سابق من الشهر الجاري بأن صفقة مبادلة السندات اليونانية مع القطاع الخاص لا تعتبر حدثاً ائتمانيا بعد. هذا وقد بدأت الجلسة الأوروبية بصدور بيانات عن الاقتصاد الأكبر في منطقة اليورو - الاقتصاد الألماني - والتي تمثلت في تقرير الميزان التجاري وتقارير الصادرات والواردات التي جاءت بأفضل من التوقعات بما يخص شهر كانون الثاني/ يناير، إذ أظهر تقرير الميزان التجاري الألماني توسع الفائض إلى 13.1 مليار يورو مقابل 12.9 مليار يورو وبأعلى من التوقعات بقليل عند 13.0 مليار كفائض. في حين ارتفعت الصادرات الألمانية خلال الشهر نفسه بنسبة 2.3% مقارنة بالقراءة السابقة التي تم تعديلها إلى -4.4% وبأعلى مما توقعت الأسواق عند 2.0%، هذا وقد ارتفعت الورادات الألمانية أيضاً بنفس الشهر بنسبة 2.4% مقابل انخفاض بنسبة 3.9% وبأفضل من التوقعات عند 1.5%. وبالانتقال إلى الاقتصاد الملكي البريطاني فقد صدر عنه تقارير تعكس الإنتاج الصناعي وأسعار المنتجين وذلك بما يخص شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، إذ أظهرت التقارير انخفاض الانتاج الصناعي في المملكة المتحدة بنسبة 0.4% مقابل الارتفاع السابق عند 0.4% وبأسوأ من التوقعات عند 0.3% كارتفاع. بينما ارتفع الإنتاج التصنيعي البريطاني بنسبة 0.1% مقابل 1.1% وبأدنى مما هو متوقع عند 0.3%، إلا أن تقرير أسعار المنتجين للمدخلات والمخرجات أظهر ارتفاع الأسعار بأعلى مما كان متوقعاً، وبالتالي فإن مستويات التضخم لا تزال مرتفعة في المملكة المتحدة، مما يرفع من المخاطر المحيطة من الاقتصاد الذي يعاني بالأصل من ضعف ملحوظ في أنشطته الاقتصادية. ارتفع مؤشر أسعار المنتجين للمدخلات خلال شهر شباط/ فبراير بنسبة 2.1% مقابل 0.1% وبأعلى من التوقعات عند 1.0%، بينما ارتفعت أسعار المنتجين للمخرجات بنسبة 0.6% مقابل 0.4% ولكن بأدنى مما كان متوقعاً عند 1.0%. أما على الصعيد الجوهري - أي باستبعاد أسعار الغذاء والطاقة - فإن الأسعار ارتفعت بنسبة 0.5% مقابل 0.3% بأعلى من التوقعات عند 0.2%، وكذلك الأمر على الصعيد السنوي، إذ ارتفعت أسعار المنتجين للمخرجات الجوهرية بنسبة 3.0% مقابل 2.4% بأعلى من التوقعات عند 2.5%. وقد شهدنا البنك المركزي البريطاني أمس يثبت اسعار الفائدة دون تغيير عند 0.50% مبقياً على برنامج شراء الأصول دون تغيير أيضاً عند 325 مليار جنيه استرليني وذلك دعماً للاقتصاد الذي وقع في ركود اقتصادي طفيف و يتوقع أن يقع في ركود اقتصادي عميق خلال النصف الأول من العام الجاري وسط تفاقم أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو. واضعين بعين الاعتبار عزيزي القارئ بأن البنك المركزي البريطاني يحاول جاهداً ضبط الأسعار و لكن تركيزه الأكبر حالياً لدعم الاقتصاد الذي الذي يقع في دائرة الانكماش حالياً أعمق من ما سجله في الربع الرابع، حيث ظهرت قراءة الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الرابع من العام الماضي انكماشا بنسبة 0.2% مقارنة بالنمو خلال الربع الثالث بنسبة 0.6%، في حين أن كل الاشارات التي ظهرت مؤخراً احتمالية ركود الاقتصاد الملكي بوتيرة أعمق من ما سجله خلال النصف الأول من العام الجاري. وعقب صدور الأخبار، واصل الجنيه الاسترليني انخفاضه أمام الدولار الأمريكي، حيث يتداول الزوج لحظة إعداد التقرير عند مستويات 1.5751 دولار ليمحو الأرباح التي اكتسبها أمس الخميس بعد أن حقق أعلى مستوى له خلال اليوم عند 1.5830 دولار وأدنى مستوى له عند 1.5748 دولار، مع العلم أن الزوج بدأ تداولات اليوم عند مستويات 1.5824 دولار. ولكن يجب أن نذكّر بأن العيون لا تزال موجّهه نحو الاقتصاد الأكبر في العالم الاقتصاد الأمريكي إذ سيصدر عنه في وقت لاحق اليوم تقرير الوظائف الأبرز عالمياً والذي من الممكن أن يحدث تغيير في تداولات المستثمرين، هذا بالإضافة إلى اجتماع هيئة المبادلات والمشتقات الدولية الذي أشرنا له أعلاه. وفي تمام الساعة 04:22 بتوقيت نيويورك وصل مؤشر FTSE 100 البريطاني إلى مستويات 5862.44 نقطة أي مرتفعاً بنسبة 0.05% أو 2.71 نقطة، حيث قاد الارتفاع في المؤشر قطاع المنافع، حيث أضاف القطاع إلى المؤشر حتى تلك الساعة بما نسبته 0.63%.