تتواصل عمليات البيع على أصول المخاطرة خلال مطلع التداولات بالفترة الأمريكية حيث لا تزال المخاوف حيال تعثر اليونان في سداد ديونها بؤرة اهتمام الأسواق. وافتتح مؤشر داوجونز التعاملات على هبوط حاد بأكثر من 200 نقطة خلال وقت الكتابة، في حين أغلقت مؤشرات الأسهم الأوروبية الجلسة في المنطقة الحمراء حيث هبط مؤشر FTSE 100 بنسبة 2.4%، كما تراجع مؤشر DAX الألماني بنسبة 3.6% ومؤشر CAC الفرنسي بنسبة 2.9%. وتراجعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية الآجلة لعشر سنوات تحت 2% مجددًا. فيما استفاد الدولار من بيئة العزوف عن المخاطرة حيث قفز مؤشر الدولار على نحو حاد إلى 77.51 حتى الآن وعلى استعداد لاستهداف ارتفاعًا قياسيًا عند مستوى 77.78. وتتجه أنظار الأسواق حاليًا نحو نتائج المؤتمر الهاتفي بين الترويكا ومسؤولين يونانيين من أجل الوقوف على تقدم يوناني في التوصل إلى متطلبات الدفعة المقبلة من حزمة الإنقاذ المالي المقدرة ب 8 مليار دولار وقدرت الدفعة الثانية ب 109 مليار يورو. وأوقف خبراء صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي استعراضهم بشأن تقدم اليونان في وقت سابق هذا الشهر عقب اكتشاف عجز غير متوقع في الموازنة. وإذا لم تسطع اليونان الالتزام بالإسراع في إجراءات خفض العجز، ربما لا تحقق أي شيء عدا التعثر في السداد بديونها، حيث أن الحكومة ليس لديها ما يكفي من السيولة لدفع مستحقاتها منذ منتصف أكتوبر. وتراقب الأسواق من كثب إمكانية حدوث تعثر باليونان. من جهة أخرى، سوف يعلن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، مقترح خطة بمقدار 1.5 تريليون دولار ضرائب اليوم تشمل حوالي 800 مليار دولار مستحقة على مدار 10 سنوات من تخفيضات في الضرائب تم إلغاؤها فترة حكم الرئيس بوش للزوجين اللذين يجنيان أكثر من 250 ألف دولار. وبالإضافة إلى ذلك، سوف يكون هناك خفض بحوالي 580 مليار دولار في برنامج الفوائد الإلزامية من بينها، الرعاية الصحية، والمساعدات الطبية للفقراء والإعانات للعاملين بقطاع الزراعة. أيضًا، سوف يكون هناك 430 مليار دولار في المدخرات من مدفوعات الفوائد المنخفضة على الدين الوطني. كما سيتوفر مدخرات بحوالي 1 تريليون دولار من سحب القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان. وعلى صعيد البيانات الاقتصادية، تراجع مؤشر NAHB لسوق الإسكان بالولايات المتحدة إلى 14 بواقع نقطة واحدة من 15 المسجلة خلال شهر أغسطس، ودون توقعات الأسواق الرامية إلى ثبات قراءة المؤشر عند 15 دون تغيير. وتراجع مؤشر قياس توقعات المبيعات على مدار الستة أشهر المقبلة إلى 17 من 19. وارتفع مؤشر الإسكان بالمملكة المتحدة بنسبة 0.7% على أساس شهري خلال سبتمبر. أما مؤشر ثقة المستهلك النيوزلندي، فقد ثبتت قراءته دون تغيير عند 112 خلال الربع الثالث. أما مؤشر الدولار، فقد أسار ارتفاعه الحاد اليوم إلى أن التراجع من مستوى 77.784 قد انتهى بالفعل عند مستوى 76.06 وأن الارتفاع الأخير من مستوى 73.42 قد استؤنف. ويعود الميل مجددًا نحو الصعود وسوف يؤكد اختراق مستوى 77.784 هذا الميل الصعودي وسوف يدفع المؤشر نحو ارتداد بنسبة 38.2% من مستوى 88.70 إلى مستوى 72.69 عند مستوى 78.80. وكما ذكرنا سالفًا، ربما ينتهي التراجع الكلي من مستوى 88.70 عند مستوى 72.69 وأن اختراق التداول فوق المستوى المذكور 78.78 سوف يمهد الطريق لاختبار المستوى النفسي 80 خلال الأسبوع الحالي.