قبل خمسة وأربعين عاماً، وبالتحديد يوم 16 نوفمبر 1972م، تبنّى المؤتمر العام لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) المنعقد في العاصمة الفرنسية باريس اتفاقية تدعو إلى حماية التراث الثقافي والطبيعي، ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن استجابت 189 دولة حول العالم، من بينها مملكة البحرين، لنداء اليونسكو وصادقت على هذه الاتفاقية التي يطلق عليها رسميا «اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي». لم تكتف مملكة البحرين بالمصادقة على اتفاقية التراث العالمي، بل أخذت بزمام المبادرة من أجل قيادة جهود الوطن العربي في حماية التراث الإنساني الثقافي والطبيعي واستضافت على أرض عاصمتها، المنامة، منذ عام 2012م المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، الوحيد من نوعه في العالم العربي، والمختص في الحفاظ على التراث العالمي الثقافي والطبيعي في المنطقة. الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة مجلس إدارة المركز الإقليمي، قالت: «مملكة البحرين دائماً ما كانت مركزاً للإنتاج الحضاري في المنطقة، اليوم لدينا موقعان مدرجان على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، والحفاظ على هذه المنجزات التاريخية لا بد له من إطار يجمع جهود المملكة والأشقاء العرب في مكان واحد، فكانت مبادرتنا لاستضافة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، بدعم من قيادة البحرين الرشيدة واهتمام ورعاية من قبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى». وأضافت: «تراثنا الثقافي والطبيعي يمر اليوم بأصعب مراحله، تحديات كبيرة تواجه دول وطننا العربي، لذلك فنحن في المركز الإقليمي نتواصل مع المعنيين في الدول العربية وندعمهم بكل الطرق من أجل صون مواقعهم التاريخية المسجلة على قائمة منظمة اليونسكو». وأشارت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار إلى أن جهود البحرين في حماية التراث الثقافي والطبيعي، اسهمت في جعلها جهة يمكن الاعتماد عليها في قضايا التراث العالمي، مضيفة أن ذلك أدى إلى فوز البحرين برئاسة لجنة التراث العالمي لعام 2018م واستضافة لجنة التراث العالمي في دورتها الثانية والأربعين. ومنذ تأسيسه عام 2012، يساعد المركز 19 دولة عربية من أعضاء اتفاقية التراث العالمي من أجل تنفيذ بنود الاتفاقية والحفاظ على مواقعها الثقافية والطبيعية وتراثها المادي الثقافي والطبيعي، وذلك عبر برامج تدريبية ومشاريع حفاظية وأعمال نشر وتوعية. ويوفّر المركز للدول العربية الخبرة والمعرفة إلى جانب الأساليب والتقنيات العالمية، كما يشتغل على حصر المواقع التراثية الطبيعية والثقافية في الدول العربية من أجل إعداد ملفات ترشيحها على قائمة التراث العالمي لليونيسكو. كذلك فإن المركز يوفّر الدعم الفني والمادي عند الحاجة من أجل تحقيق أهدافه ورؤيته. بناء قدرات الخبراء العرب تؤكد استراتيجية المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي أهمية بناء قدرات الخبراء والمتخصصين العرب وفق أعلى معايير الأداء العالمية وآخر التطورات في مجال التراث العالمي، حيث يرى المركز في هؤلاء الخبراء الأداة التنفيذية الأكثر فعالية لتحقيق أهداف اتفاقية التراث العالمي ورفع مستوى صون وإدارة المواقع الطبيعية والثقافية. وخلال سنواته السبع الماضية، قدّم المركز الإقليمي مجموعة كبيرة من ورش العمل، نظّمها في مقره بالمنامة وفي الدول العربية، بالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية والأطراف العربية. وتطرقت مواضيع ورش العمل التي نظّمها المركز إلى موضوعات مختلفة كملفات ترشيح المواقع الثقافية والطبيعية على قائمة التراث العالمي، القيم العالمية الاستثنائية التي تشكل إحدى ركائز قبول المواقع في القائمة، كيفية الحفاظ على مواقع التراث الطبيعي، الحفاظ على التراث الثقافي في ظل الأزمات والحروب، الأطر القانونية لصون وحماية التراث الإنساني في الدول العربية وغيرها. من أهم أهداف المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي تعزيز الوعي العام بضرورة الحفاظ على التراث العالمي عبر المحاضرات والأنشطة التوعوية، إضافة إلى إثراء المكتبة العربية بالوثائق والكتب المتخصصة من أجل صناعة مكتبة تمثّل مرجعاً للخبراء العرب في عملهم على حماية وإدارة مواقع التراث العالمي. ولذلك عمل المركز خلال السنوات الماضية على تدشين عدد من الكتب والتقارير المهمة مثل كتاب «بيت لحم: تراث عالمي» الذي تم نشره بالتعاون مع السفارة الفلسطينية لدى البحرين، كذلك نشر المركز ترجمة عربية لواحدة من أهم الدراسات التي أعدتها منظمة اليونسكو تحت عنوان «دراسات حالات عن تغير المناخ والتراث العالمي»، إضافة إلى إطلاق تقرير «القائمة الحمراء للأنواع المهددة في مملكة البحرين» بالتعاون مع المجلس الأعلى للبيئة. وتواصلاً مع الجمهور العام، قدّم المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي أنشطة مختلفة من بينها سلسلة محاضرات في مواضيع خاصة بالتراث العالمي. ومن أجل إقامة تعاون وثيق مع الجهات المعنية في الدول العربية، أرسل المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي بعثات من خبرائه إلى دول مختلفة ليقفوا على حالة صون وإدارة المواقع التراثية ولتقديم الدعم لأعمال الحفاظ والترميم. وحضر المركز في كل من إمارة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة من أجل المساعدة في تحضير ملف ترشيح موقع خور دبي على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو والمملكة الأردنية الهاشمية من أجل متابعة حالة صون وحفظ موقع وادي رم. وفي إطار المشاركة في الجهود الدولية للحفاظ على التراث الإنساني في الوطن العربي، تواجد خبراء المركز في مدينة تدمر السورية، وفي السودان، أرسل المركز خبراءه في مجال التراث الطبيعي للمساعدة في الحفاظ على المحمية البحرية القومية لسنجانب والحديقة البحرية القومية لخليج جزيرة دنقناب في جزيرة مكوار. أما في فلسطين، فشارك المركز في ورشة عمل إدارة التراث الطبيعي التي نظّمها مكتب منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في مدينة رام الله. حضور عربي وعالمي وكونه يعد مركزاً من الفئة الثانية برعاية منظّمة اليونسكو، فإن المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي شارك بفعالية في اجتماعات لجنة التراث العالمي، حيث قدّم خلال وجوده فيها العديد من الفعاليات والأنشطة الجانبية والعروض التي ألقت الضوء على منجزات الدول العربية في مجال حفظ التراث العالمي. كذلك فإن المركز حرص على الحضور في المؤتمرات المختلفة في المنطقة العربية والعالم، فكان له وجود في كل من المؤتمر الدولي «للمتنزّهات والمواقع الأثرية» بسلطنة عمان، الورشة الدولية حول «بناء القدرات وعملية التطوير المستدام» في جمهورية الصين الشعبية والاجتماع الفنّي الخاص بلجنة التنسيق الدولية لحماية وتطوير الموقع التاريخي «أنكغور» بكمبوديا. تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية استطاع المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي خلال السنوات الماضية تعزيز تعاونه مع منظمات دولية مهمة عاملة في مجال رعاية التراث العالمي وذلك عبر عقد لقاءات مع المسؤولين في هذه المنظمات وإبرام اتفاقيات ومذكرات تفاهم معها من أجل تنفيذ مشاريع وبرامج خاصة بالتراث الثقافي والطبيعي. ومن الاتفاقيات التي عقدها المركز، اتفاقية مع مؤسسة روموالدو ديل بيانكو الإيطالية تتضمن برامج للتدريب وورش عمل، اتفاقية مع ملتقى الملحقين الثقافيين العرب في المنامة من أجل التعاون على رفع مستوى الوعي باتفاقية التراث العالمي 1972م، وتفعيل دور الملحقين الثقافيين في التوعية والحفاظ على الإرث التراثي والطبيعي العربي. هذا إضافة إلى اتفاقية مع مركز إيكروم-آثار الشارقة، والتي تشمل عدداً من برامج التدريب وورش العمل التي تصب في مصلحة التراث بالمنطقة العربية. دعم صون التراث الطبيعي في الوطن العربي رغم أن مواقع التراث العالمي قد وصل عددها في الدول العربية إلى 84 موقعاً في عام 2018م، إلا أن 5 منها فقط تصنّف كمواقع تراث طبيعي، ولذلك فإن المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، ومنذ تأسيسه، وضع تعزيز مكانة التراث الطبيعي العربي على رأس أولوياته وضمن خطة برامجه. المركز يحتضن البرنامج الإقليمي للدول العربية «طبيعية» والذي ينفّذه برنامج التراث العالمي في الاتحاد الدولي لصون الطبيعية (IUCN) بالتعاون مع المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، حيث يعمل البرنامج على تقديم العون للدول العربية الأعضاء في اتفاقية التراث العالمي من أجل الحفاظ على المواقع الطبيعية عبر تنظيم ورش العمل للخبراء والاختصاصيين العرب والمساهمة في إعداد ملفات إدراج المواقع الأخرى على قائمة التراث العالمي لليونيسكو. على مستوى ورش العمل، تعاون برنامج طبيعة مع المجلس الأعلى للبيئة في مملكة البحرين لتنظيم «أسبوع البيئة البحريني الأوروبي» الذي ضم جلسات وفعاليات وورش عمل مختلفة استضافت خبراء التراث الطبيعي من البحرين والاتحاد الأوروبي. كما قدّم البرنامج ورشة عمل بالتعاون مع الاتحاد الدولي لصون الطبيعية حول ترشيح مواقع التراث العالمي وإعداد بيان القيمة العالمية الاستثنائية بمشاركة أكثر من 20 خبيراً من الدول العربية، إضافة إلى ذلك، أطلق برنامج «طبيعة»، بالتعاون مع الحديقة الملكية النباتية بأدنبره وجمعية أصدقاء سقطري وبدعم من المجلس الثقافي البريطاني، مشروع دمج التراث الثقافي السقطري في عملية حفظ وصون الأرخبيل المسجل على قائمة التراث العالمي، حيث تضمن المشروع ورش عمل لتدريب السقطريين على عملية توثيق وصون التراث الثقافي في الجزيرة. أما على مستوى النشر، فقد أطلق البرنامج تقرير «2» الهادف إلى الترويج لصون التراث الطبيعي في المنطقة العربية. وتضمن التقرير مجموعة من التوصيات لتعزيز الحفاظ على المواقع الطبيعية في دول الوطن العربي مما يتيح تقدّما أكبر نحو التنمية المستدامة الطويلة الأمد في المنطقة. كذلك دشّن المركز الإقليمي بالتعاون مع المجلس الأعلى للبيئة قسما خاصا بالتراث الطبيعي في مكتبته، لتعمل كمرجع علمي للخبراء العرب والعاملين في مجال حفظ التراث الطبيعي. وعلى هامش الاجتماع الأربعين للجنة التراث العالمي في مدينة اسطنبول بتركيا، نظّم المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي معرضاً بعنوان «الطبيعية في المنطقة العربية: الصحاري والبحار». وكان لموقع أرخبيل سقطري في الجمهورية اليمنية حضور في برامج المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، كونها تعد من أهم المواقع الطبيعية على مستوى العالم. فخلال عام 2016 استضاف المركز الإقليمي فعاليتين من أجل إغاثة سقطري أولها كان لقاء دوليا لوضع خطة الاستجابة الطارئة لإغاثة التراث العالمي في أرخبيل سقطرى بعد تعرضها لسلسلة من الأعاصير ثم نظم المركز فعالية خيرية لجمع تبرعات لإغاثة الجزيرة وموقع التراث العالمي فيها. كذلك أطلق المركز دراسة حول تحسين إدارة وصون جزيرة سقطرى. وخلال عام 2017م شارك وفد من المركز في ورشة عمل «إطلاق مشروع البرنامج المتكامل للصون والتنمية المستدامة في جزيرة سقطرى»، والتي أقيمت في المملكة الأردنية الهاشمية، إضافة إلى مشاركة المركز الإقليمي في مؤتمر أصدقاء جزيرة سقطرى بجمهورية سويسرا. ومن اليمن إلى العراق، عمل المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي مع الخبراء العراقيين من أجل بناء قدرات فريق عمل ترشيح موقع الأهوار (الطبيعي والثقافي) على قائمة التراث العالمي، وقد تمّ تسجيله على القائمة عام 2016م. خلال عام 2016م، نظّم المركز الإقليمي المؤتمر الدولي «مواقع التراث العالمي والمتاحف» في المقر الرئيسي لمنظمة اليونسكو في العاصمة الفرنسية باريس، حيث ناقش المؤتمر العلاقة بين المتاحف ومواقع التراث العالمي بحضور 300 مشارك من حول العالم. وتعاون المركز في تنظيم المؤتمر مع منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ALECSO)، المركز الدولي لدراسة صون الممتلكات الثقافية وترميمها (ICCROM)، المجلس الدولي للآثار والمواقع (ICOMOS)، الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) والمجلس الدولي للمتاحف (ICOM) . أما خلال 2018م، فنظّم المركز المؤتمر الدولي السابع عشر لسقطرى في متحف البحرين الوطني لأول مرة في المنطقة العربية بحضور أكثر من 70 خبيراً في مجال التراث الطبيعي والثقافي من حول العالم. حضور في الحراك الثقافي البحريني حرص المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي على الحضور في النشاط الثقافي لمملكة البحرين، لذلك يستضيف في كل عام فعالية الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية والذي يوافق 18 ديسمبر من كل عام والمتزامن مع احتفالات هيئة البحرين للثقافة والآثار بالأعياد الوطنية للمملكة. ولتأكيد أهمية مواقع التراث العالمي في جذب السياحة الثقافية النوعية، نظّم المركز احتفالية بمناسبة يوم السياحي العربي بالتزامن مع ذكرى ميلاد الرحالة العربي ابن بطوطة. قبل خمسة وأربعين عاماً، وبالتحديد يوم 16 نوفمبر 1972م، تبنّى المؤتمر العام لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) المنعقد في العاصمة الفرنسية باريس اتفاقية تدعو إلى حماية التراث الثقافي والطبيعي، ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن استجابت 189 دولة حول العالم، من بينها مملكة البحرين، لنداء اليونسكو وصادقت على هذه الاتفاقية التي يطلق عليها رسميا «اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي». لم تكتف مملكة البحرين بالمصادقة على اتفاقية التراث العالمي، بل أخذت بزمام المبادرة من أجل قيادة جهود الوطن العربي في حماية التراث الإنساني الثقافي والطبيعي واستضافت على أرض عاصمتها، المنامة، منذ عام 2012م المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، الوحيد من نوعه في العالم العربي، والمختص في الحفاظ على التراث العالمي الثقافي والطبيعي في المنطقة. الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة مجلس إدارة المركز الإقليمي، قالت: «مملكة البحرين دائماً ما كانت مركزاً للإنتاج الحضاري في المنطقة، اليوم لدينا موقعان مدرجان على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، والحفاظ على هذه المنجزات التاريخية لا بد له من إطار يجمع جهود المملكة والأشقاء العرب في مكان واحد، فكانت مبادرتنا لاستضافة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، بدعم من قيادة البحرين الرشيدة واهتمام ورعاية من قبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى». وأضافت: «تراثنا الثقافي والطبيعي يمر اليوم بأصعب مراحله، تحديات كبيرة تواجه دول وطننا العربي، لذلك فنحن في المركز الإقليمي نتواصل مع المعنيين في الدول العربية وندعمهم بكل الطرق من أجل صون مواقعهم التاريخية المسجلة على قائمة منظمة اليونسكو». وأشارت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار إلى أن جهود البحرين في حماية التراث الثقافي والطبيعي، اسهمت في جعلها جهة يمكن الاعتماد عليها في قضايا التراث العالمي، مضيفة أن ذلك أدى إلى فوز البحرين برئاسة لجنة التراث العالمي لعام 2018م واستضافة لجنة التراث العالمي في دورتها الثانية والأربعين. ومنذ تأسيسه عام 2012، يساعد المركز 19 دولة عربية من أعضاء اتفاقية التراث العالمي من أجل تنفيذ بنود الاتفاقية والحفاظ على مواقعها الثقافية والطبيعية وتراثها المادي الثقافي والطبيعي، وذلك عبر برامج تدريبية ومشاريع حفاظية وأعمال نشر وتوعية. ويوفّر المركز للدول العربية الخبرة والمعرفة إلى جانب الأساليب والتقنيات العالمية، كما يشتغل على حصر المواقع التراثية الطبيعية والثقافية في الدول العربية من أجل إعداد ملفات ترشيحها على قائمة التراث العالمي لليونيسكو. كذلك فإن المركز يوفّر الدعم الفني والمادي عند الحاجة من أجل تحقيق أهدافه ورؤيته. بناء قدرات الخبراء العرب تؤكد استراتيجية المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي أهمية بناء قدرات الخبراء والمتخصصين العرب وفق أعلى معايير الأداء العالمية وآخر التطورات في مجال التراث العالمي، حيث يرى المركز في هؤلاء الخبراء الأداة التنفيذية الأكثر فعالية لتحقيق أهداف اتفاقية التراث العالمي ورفع مستوى صون وإدارة المواقع الطبيعية والثقافية. وخلال سنواته السبع الماضية، قدّم المركز الإقليمي مجموعة كبيرة من ورش العمل، نظّمها في مقره بالمنامة وفي الدول العربية، بالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية والأطراف العربية. وتطرقت مواضيع ورش العمل التي نظّمها المركز إلى موضوعات مختلفة كملفات ترشيح المواقع الثقافية والطبيعية على قائمة التراث العالمي، القيم العالمية الاستثنائية التي تشكل إحدى ركائز قبول المواقع في القائمة، كيفية الحفاظ على مواقع التراث الطبيعي، الحفاظ على التراث الثقافي في ظل الأزمات والحروب، الأطر القانونية لصون وحماية التراث الإنساني في الدول العربية وغيرها. من أهم أهداف المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي تعزيز الوعي العام بضرورة الحفاظ على التراث العالمي عبر المحاضرات والأنشطة التوعوية، إضافة إلى إثراء المكتبة العربية بالوثائق والكتب المتخصصة من أجل صناعة مكتبة تمثّل مرجعاً للخبراء العرب في عملهم على حماية وإدارة مواقع التراث العالمي. ولذلك عمل المركز خلال السنوات الماضية على تدشين عدد من الكتب والتقارير المهمة مثل كتاب «بيت لحم: تراث عالمي» الذي تم نشره بالتعاون مع السفارة الفلسطينية لدى البحرين، كذلك نشر المركز ترجمة عربية لواحدة من أهم الدراسات التي أعدتها منظمة اليونسكو تحت عنوان «دراسات حالات عن تغير المناخ والتراث العالمي»، إضافة إلى إطلاق تقرير «القائمة الحمراء للأنواع المهددة في مملكة البحرين» بالتعاون مع المجلس الأعلى للبيئة. وتواصلاً مع الجمهور العام، قدّم المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي أنشطة مختلفة من بينها سلسلة محاضرات في مواضيع خاصة بالتراث العالمي. ومن أجل إقامة تعاون وثيق مع الجهات المعنية في الدول العربية، أرسل المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي بعثات من خبرائه إلى دول مختلفة ليقفوا على حالة صون وإدارة المواقع التراثية ولتقديم الدعم لأعمال الحفاظ والترميم. وحضر المركز في كل من إمارة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة من أجل المساعدة في تحضير ملف ترشيح موقع خور دبي على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو والمملكة الأردنية الهاشمية من أجل متابعة حالة صون وحفظ موقع وادي رم. وفي إطار المشاركة في الجهود الدولية للحفاظ على التراث الإنساني في الوطن العربي، تواجد خبراء المركز في مدينة تدمر السورية، وفي السودان، أرسل المركز خبراءه في مجال التراث الطبيعي للمساعدة في الحفاظ على المحمية البحرية القومية لسنجانب والحديقة البحرية القومية لخليج جزيرة دنقناب في جزيرة مكوار. أما في فلسطين، فشارك المركز في ورشة عمل إدارة التراث الطبيعي التي نظّمها مكتب منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في مدينة رام الله. حضور عربي وعالمي وكونه يعد مركزاً من الفئة الثانية برعاية منظّمة اليونسكو، فإن المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي شارك بفعالية في اجتماعات لجنة التراث العالمي، حيث قدّم خلال وجوده فيها العديد من الفعاليات والأنشطة الجانبية والعروض التي ألقت الضوء على منجزات الدول العربية في مجال حفظ التراث العالمي. كذلك فإن المركز حرص على الحضور في المؤتمرات المختلفة في المنطقة العربية والعالم، فكان له وجود في كل من المؤتمر الدولي «للمتنزّهات والمواقع الأثرية» بسلطنة عمان، الورشة الدولية حول «بناء القدرات وعملية التطوير المستدام» في جمهورية الصين الشعبية والاجتماع الفنّي الخاص بلجنة التنسيق الدولية لحماية وتطوير الموقع التاريخي «أنكغور» بكمبوديا. تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية استطاع المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي خلال السنوات الماضية تعزيز تعاونه مع منظمات دولية مهمة عاملة في مجال رعاية التراث العالمي وذلك عبر عقد لقاءات مع المسؤولين في هذه المنظمات وإبرام اتفاقيات ومذكرات تفاهم معها من أجل تنفيذ مشاريع وبرامج خاصة بالتراث الثقافي والطبيعي. ومن الاتفاقيات التي عقدها المركز، اتفاقية مع مؤسسة روموالدو ديل بيانكو الإيطالية تتضمن برامج للتدريب وورش عمل، اتفاقية مع ملتقى الملحقين الثقافيين العرب في المنامة من أجل التعاون على رفع مستوى الوعي باتفاقية التراث العالمي 1972م، وتفعيل دور الملحقين الثقافيين في التوعية والحفاظ على الإرث التراثي والطبيعي العربي. هذا إضافة إلى اتفاقية مع مركز إيكروم-آثار الشارقة، والتي تشمل عدداً من برامج التدريب وورش العمل التي تصب في مصلحة التراث بالمنطقة العربية. دعم صون التراث الطبيعي في الوطن العربي رغم أن مواقع التراث العالمي قد وصل عددها في الدول العربية إلى 84 موقعاً في عام 2018م، إلا أن 5 منها فقط تصنّف كمواقع تراث طبيعي، ولذلك فإن المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، ومنذ تأسيسه، وضع تعزيز مكانة التراث الطبيعي العربي على رأس أولوياته وضمن خطة برامجه. المركز يحتضن البرنامج الإقليمي للدول العربية «طبيعية» والذي ينفّذه برنامج التراث العالمي في الاتحاد الدولي لصون الطبيعية (IUCN) بالتعاون مع المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، حيث يعمل البرنامج على تقديم العون للدول العربية الأعضاء في اتفاقية التراث العالمي من أجل الحفاظ على المواقع الطبيعية عبر تنظيم ورش العمل للخبراء والاختصاصيين العرب والمساهمة في إعداد ملفات إدراج المواقع الأخرى على قائمة التراث العالمي لليونيسكو. على مستوى ورش العمل، تعاون برنامج طبيعة مع المجلس الأعلى للبيئة في مملكة البحرين لتنظيم «أسبوع البيئة البحريني الأوروبي» الذي ضم جلسات وفعاليات وورش عمل مختلفة استضافت خبراء التراث الطبيعي من البحرين والاتحاد الأوروبي. كما قدّم البرنامج ورشة عمل بالتعاون مع الاتحاد الدولي لصون الطبيعية حول ترشيح مواقع التراث العالمي وإعداد بيان القيمة العالمية الاستثنائية بمشاركة أكثر من 20 خبيراً من الدول العربية، إضافة إلى ذلك، أطلق برنامج «طبيعة»، بالتعاون مع الحديقة الملكية النباتية بأدنبره وجمعية أصدقاء سقطري وبدعم من المجلس الثقافي البريطاني، مشروع دمج التراث الثقافي السقطري في عملية حفظ وصون الأرخبيل المسجل على قائمة التراث العالمي، حيث تضمن المشروع ورش عمل لتدريب السقطريين على عملية توثيق وصون التراث الثقافي في الجزيرة. أما على مستوى النشر، فقد أطلق البرنامج تقرير «2» الهادف إلى الترويج لصون التراث الطبيعي في المنطقة العربية. وتضمن التقرير مجموعة من التوصيات لتعزيز الحفاظ على المواقع الطبيعية في دول الوطن العربي مما يتيح تقدّما أكبر نحو التنمية المستدامة الطويلة الأمد في المنطقة. كذلك دشّن المركز الإقليمي بالتعاون مع المجلس الأعلى للبيئة قسما خاصا بالتراث الطبيعي في مكتبته، لتعمل كمرجع علمي للخبراء العرب والعاملين في مجال حفظ التراث الطبيعي. وعلى هامش الاجتماع الأربعين للجنة التراث العالمي في مدينة اسطنبول بتركيا، نظّم المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي معرضاً بعنوان «الطبيعية في المنطقة العربية: الصحاري والبحار». وكان لموقع أرخبيل سقطري في الجمهورية اليمنية حضور في برامج المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، كونها تعد من أهم المواقع الطبيعية على مستوى العالم. فخلال عام 2016 استضاف المركز الإقليمي فعاليتين من أجل إغاثة سقطري أولها كان لقاء دوليا لوضع خطة الاستجابة الطارئة لإغاثة التراث العالمي في أرخبيل سقطرى بعد تعرضها لسلسلة من الأعاصير ثم نظم المركز فعالية خيرية لجمع تبرعات لإغاثة الجزيرة وموقع التراث العالمي فيها. كذلك أطلق المركز دراسة حول تحسين إدارة وصون جزيرة سقطرى. وخلال عام 2017م شارك وفد من المركز في ورشة عمل «إطلاق مشروع البرنامج المتكامل للصون والتنمية المستدامة في جزيرة سقطرى»، والتي أقيمت في المملكة الأردنية الهاشمية، إضافة إلى مشاركة المركز الإقليمي في مؤتمر أصدقاء جزيرة سقطرى بجمهورية سويسرا. ومن اليمن إلى العراق، عمل المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي مع الخبراء العراقيين من أجل بناء قدرات فريق عمل ترشيح موقع الأهوار (الطبيعي والثقافي) على قائمة التراث العالمي، وقد تمّ تسجيله على القائمة عام 2016م. خلال عام 2016م، نظّم المركز الإقليمي المؤتمر الدولي «مواقع التراث العالمي والمتاحف» في المقر الرئيسي لمنظمة اليونسكو في العاصمة الفرنسية باريس، حيث ناقش المؤتمر العلاقة بين المتاحف ومواقع التراث العالمي بحضور 300 مشارك من حول العالم. وتعاون المركز في تنظيم المؤتمر مع منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ALECSO)، المركز الدولي لدراسة صون الممتلكات الثقافية وترميمها (ICCROM)، المجلس الدولي للآثار والمواقع (ICOMOS)، الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) والمجلس الدولي للمتاحف (ICOM) . أما خلال 2018م، فنظّم المركز المؤتمر الدولي السابع عشر لسقطرى في متحف البحرين الوطني لأول مرة في المنطقة العربية بحضور أكثر من 70 خبيراً في مجال التراث الطبيعي والثقافي من حول العالم. حضور في الحراك الثقافي البحريني حرص المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي على الحضور في النشاط الثقافي لمملكة البحرين، لذلك يستضيف في كل عام فعالية الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية والذي يوافق 18 ديسمبر من كل عام والمتزامن مع احتفالات هيئة البحرين للثقافة والآثار بالأعياد الوطنية للمملكة. ولتأكيد أهمية مواقع التراث العالمي في جذب السياحة الثقافية النوعية، نظّم المركز احتفالية بمناسبة يوم السياحي العربي بالتزامن مع ذكرى ميلاد الرحالة العربي ابن بطوطة.