موضوع خطبة الجمعة اليوم وأسماء المساجد المقرر افتتاحها.. اعرف التفاصيل    أسعار الذهب اليوم الجمعة.. عيار 24 ب 3525.75 جنيه    ترينيداد وتوباجو تقرر الاعتراف رسميا بدولة فلسطين    طلاب مؤيدون لفلسطين ينصبون خيامًا أمام أكبر جامعة بالمكسيك (فيديو)    الدفاع الأمريكي: لا أرى مؤشرات على أن حركة حماس تخطط لأي هجوم    جمال علام يكشف موقفه من خوض انتخابات اتحاد الكرة المقبلة    إبراهيم سعيد يكشف كواليس الحديث مع أفشة بعد أزمته مع كولر    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 3- 5- 2024 والقنوات الناقلة    إبراهيم سعيد: عبد الله السعيد نسي الكرة مع الزمالك    زد يلتقي المقاولون العرب في مباراة خارج التوقعات بالدوري    «تحويشة عمري».. زوج عروس كفر الشيخ ضحية انقلاب سيارة الزفاف في ترعة ينعيها بكلمات مؤثرة (صورة)    حالة الطرق اليوم، سيولة مرورية بمحاور وميادين القاهرة والجيزة    خريطة التحويلات المرورية بعد غلق شارع يوسف عباس بمدينة نصر    «سباق الحمير.. عادة سنوية لشباب قرية بالفيوم احتفالا ب«مولد دندوت    وزارة التضامن وصندوق مكافحة الإدمان يكرمان مسلسلات بابا جه وكامل العدد    تموين الغربية يضبط 2000 لتر سولار بمحطة وقود لبيعها بالسوق السوداء بالسنطة    مواعيد صرف معاش تكافل وكرامة بالزيادة الجديدة لشهر مايو 2024    الفسفور.. أسعار الجمبري اليوم الجمعة3-5-2024 في محافظة قنا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة3-5-2024    دراسة أمريكية: بعض المواد الكيميائية يمكن أن تؤدي لزيادة انتشار البدانة    دراسة: الأرز والدقيق يحتويان مستويات عالية من السموم الضارة إذا ساء تخزينهما    "الدفاع التايوانية" تعلن رصد 26 طائرة و5 سفن صينية في محيط الجزيرة    أهداف برشلونة في الميركاتو الصيفي    اليونسكو تمنح الصحفيين الفلسطينيين جائزة حرية الصحافة    رسالة جديدة من هاني الناظر إلى ابنه في المنام.. ما هي؟    20 لاعبًا بقائمة الاتحاد السكندري لمواجهة بلدية المحلة اليوم في الدوري    ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على منزلًا شمال رفح الفلسطينية إلى 6 شهداء    هل يجوز الظهور بدون حجاب أمام زوج الأخت كونه من المحارم؟    حكم البيع والهبة في مرض الموت؟.. الإفتاء تُجيب    تركيا تعلق جميع المعاملات التجارية مع إسرائيل    كاتبة: تعامل المصريين مع الوباء خالف الواقع.. ورواية "أولاد الناس" تنبأت به    "نلون البيض ونسمع الدنيا ربيع".. أبرز مظاهر احتفال شم النسيم 2024 في مصر    تعيين رئيس جديد لشعبة الاستخبارات العسكرية في إسرائيل    العثور على جثة سيدة مسنة بأرض زراعية في الفيوم    الإفتاء: لا يجوز تطبب غير الطبيب وتصدرِه لعلاج الناس    بعد انفراد "فيتو"، التراجع عن قرار وقف صرف السكر الحر على البطاقات التموينية، والتموين تكشف السبب    مصطفى كامل ينشر صورا لعقد قران ابنته فرح: اللهم أنعم عليهما بالذرية الصالحة    سر جملة مستفزة أشعلت الخلاف بين صلاح وكلوب.. 15 دقيقة غضب في مباراة ليفربول    فريدة سيف النصر توجه رسالة بعد تجاهل اسمها في اللقاءات التليفزيونية    قتل.. ذبح.. تعذيب..«إبليس» يدير «الدارك ويب» وكر لأبشع الجرائم    أحكام بالسجن المشدد .. «الجنايات» تضع النهاية لتجار الأعضاء البشرية    السفير سامح أبو العينين مساعداً لوزير الخارجية للشؤون الأمريكية    برلماني: إطلاق اسم السيسي على أحد مدن سيناء رسالة تؤكد أهمية البقعة الغالية    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدده    عز يعود للارتفاع.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    نكشف ماذا حدث فى جريمة طفل شبرا الخيمة؟.. لماذا تدخل الإنتربول؟    معهد التغذية ينصح بوضع الرنجة والأسماك المملحة في الفريزر قبل الأكل، ما السبب؟    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    سعر الموز والتفاح والفاكهة بالأسواق اليوم الجمعة 3 مايو 2024    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    هالة زايد مدافعة عن حسام موافي بعد مشهد تقبيل الأيادي: كفوا أيديكم عن الأستاذ الجليل    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



باكورتان روائيتان لعراقية وسعودي في القائمة القصيرة للبوكر
نشر في صوت البلد يوم 24 - 02 - 2018

منذ تأسيسها خلقت الجائزة العالمية للرواية العربية البوكر حراكا هاما ساهم في تطور مذهل للرواية العربية كمّا وكيفا. وبعد إعلانها عن القائمة الطويلة التي ضمت 16 رواية، صادرة بين يوليو 2016 ويونيو 2017، التي ينتمي كتابها إلى 10 دول، أعلنت الجائزة عن قائمتها القصيرة المتكونة من ست روايات، ومن المقرر إعلان اسم الرواية الفائزة في 24 أبريل المقبل في الإمارات عشية افتتاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب.
أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية البوكر، الأربعاء، عن القائمة القصيرة للروايات المرشّحة لنيل الجائزة في دورتها العاشرة، والتي ضمت ست روايات من العراق والسودان وفلسطين والسعودية والأردن وسوريا.
وقال ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة، في مؤتمر صحافي أقيم بالعاصمة الأردنية عمان “هذا يوم مهم للجائزة لأننا نحتفل بالدورة العاشرة لجائزة أحدثت صدى، وخلقت بيئة جديدة للكتابة الروائية العربية”.
وضمت القائمة روايات “ساعة بغداد” للعراقية شهد الراوي و”زهور تأكلها النار” للسوداني أمير تاج السر و”وارث الشواهد” للفلسطيني وليد الشرفا.كما ضمت القائمة روايات “الحالة الحرجة للمدعو ك” للسعودي عزيز محمد و”حرب الكلب الثانية” للأردني إبراهيم نصرالله و”الخائفون” للسورية ديمة ونوس.
وقد تشكلت لجنة التحكيم من الأكاديمي والناقد الأردني إبراهيم السعافين والكاتبة السلوفينية باربرا سكوبيتس والروائي الفلسطيني محمود شقير والمترجمة الجزائرية إنعام بيوض والكاتب الإنكليزي من أصل سوداني جمال محجوب.
التنوع المطلوب
جاء في تقرير لجنة التحكيم التي يترأسها الناقد إبراهيم سعافين في المؤتمر الصحافي الذي أقيم بالعاصمة الأردنية عمان أن رواية “ساعة بغداد” ذاكرة المكان والهوّية، تصوغ في بساطة وعمق المصير الإنساني في علاقة المحلة البغدادية بالزمان مع تقلبات الشخصية الرئيسية، بينما “زهور تأكلها النار” تصور ثراء المشهد الإنساني في طقوسه، ثم وقوع البناء الاجتماعي والاقتصادي تحت سيطرة الجهل والأحادية.
أما رواية “وارث الشواهد” فاعتبرتها اللجنة رواية تمعن الغوص في أعماق معاناة الذات الإنسانية للواقعين تحت الاحتلال وسلخ الهوية. فيما تصف رواية “الحالة الحرجة للمدعو ك”، في سرد ذكي يُعنى بالتفاصيل الدقيقة، صراع مريض بالسرطان ورؤيته للوجود من ذلك المنطلق. بينما تتناول رواية “حرب الكلب الثانية” من منظور عجائبي وغرائبي النفس البشرية وتحولات المجتمع والشخصية بأسلوب فانتازي يفيد أكثر من أسلوب الخيال العلمي. في حين أن رواية “الخائفون” تصور ثنائية المواطن والسلطة وتفضح العلاقة الشاذة بينهما، مركزة على ثيمة الخوف اللصيقة بحياة الفرد والمجتمع.
وكشفت اللجنة أنّ شهد الراوي من العراق وعزيز محمد من السعودية هما أصغر كتاب القائمة الطويلة سنا، كما أنّ الروايتين هما أول عمل روائي لكلا الكاتبين. وقد تمت ترجمة رواية “ساعة بغداد” لشهد الراوي إلى الإنكليزية وستصدر في يونيو من هذا العام عن دار وونورلد.
ومن بين الكتاب الآخرين المتنافسين على الفوز بالجائزة، كاتبان سبق لهما الوصول إلى القائمة القصيرة هما الكاتب السوداني أمير تاج السر المرشح في القائمة القصيرة عن روايته “صائد اليرقات” عام 2011، والروائي الفلسطيني الأردني إبراهيم نصرالله المرشح عن “زمن الخيول البيضاء”، عام 2009. كما أن تاج السر ونصرالله قد أشرفا على ورشة إبداع “الندوة” التي تنظمها الجائزة سنويا للكتاب الشباب الموهوبين.
وعلّق السعافين، رئيس لجنة التحكيم، بالقول “تناولت روايات القائمة القصيرة الست موضوعات اجتماعية وسياسية ووجودية. وقد وظفت تقنيات سردية مختلفة مستلهمة من التحولات الحديثة للرواية العالمية في معالجتها للبعدين الغرائبي والعجائبي. ولا تخلو الروايات الست من تقاطعات وإسقاطات على الواقع الجديد، مع تجاوزها للوثوقي واليقيني”.
وبدوره قال سليمان “تألفت القائمة القصيرة لهذه الدورة من أعمال تشتبك مع واقعها العربي بمآلاته وشظاياه المغموسة بهموم كابوسية، وكأنها عمليات حفر في مواقع الألم. هذا الحفر بالكلمات لا بد منه إذا أردنا أن ننخرط في الوقع ونتجاوزه في آن واحد”.
كتاب وروايات
أول الأسماء المفاجئة التي ضمتها القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية البوكر، شهد الراوي الكاتبة العراقية التي ولدت في بغداد عام 1986، نشرت روايتها الأولى “ساعة بغداد” عام 2016. تدور أحداث الرواية في حي من مدينة بغداد، وتسرد على لسان طفلة، تلتقي صديقتها في عام 1991، في ملجأ محصّن ضد الغارات أثناء الحملة الجوية لدول التحالف على العاصمة بغداد. تتشارك الطفلتان الآمال والأحلام وتتداخل الأحلام مع الخيالات والأوهام.
ثاني الأسماء التي تبلغ القائمة بعمل روائي هو الأول في مسيرتها عزيز محمد السعودي من مواليد مدينة الخبر في السعودية عام 1987. وقد كتب في الشعر والقصة القصيرة وصدرت روايته الأولى “الحالة الحرجة للمدعو ك” عام 2017. والرواية تتناول سيرة بطلها “ك” الذي يقرر إثر قراءته كافكا، أن يكتب يومياته أيضا، إلا أنه يصطدم بقدراته المحدودة وحياته المفتقرة إلى الأحداث إلى حين أن يتلقى خبرا يقلب كل هذا رأسا على عقب.
ومن الأسماء المعروفة والتي سبق لها أن بلغت القائمة القصيرة سابقا، الروائي السوداني أمير تاج السر، وهو من مواليد السودان عام 1960. يعمل طبيبا للأمراض الباطنية في قطر. كتب الشعر مبكرا ثم اتجه إلى كتابة الرواية في أواخر الثمانينات. صدرت له 24 كتابا في الرواية والسيرة والشعر. من أعماله “مهر الصياح” و”العطر الفرنسي” وغيرهما. أما روايته “زهور تأكلها النار” فتدور بين زمنين وتحول جذري سببته ثورة دينية وما تبعها من قتل وذبح وسبي وعنف.
وإضافة إلى تاج السر بلغ الكاتب إبراهيم نصرالله، وهو من مواليد عمان عام 1954 من أبوين فلسطينيين اقتُلعا من أرضهما عام 1948، القائمة القصيرة للمرة الثانية هذا العام عن روايته “حرب الكلب الثانية”، وقد نشر الكاتب حتى الآن 14 ديوانا شعريا و14 رواية من ضمنها مشروعه الروائي الملهاة الفلسطينية المكون من سبع روايات تغطي 250 عاما من تاريخ فلسطين الحديث. وتتناول روايته “حرب الكلب الثانية” تحوّلات المجتمع والواقع بأسلوب فانتازي يفيد من العجائبية ومن الخيال العلمي في فضح الواقع وتشوهات المجتمع في التركيز على فساد الشخصية الرئيسية وتحولاتها بين موقعين مختلفين، من معارض إلى متطرف فاسد.
ومن الأسماء التي تبلغ القائمة القصيرة للجائزة للمرة الأولى الفلسطيني وليد الشرفا وهو من مواليد نابلس في فلسطين عام 1973. أستاذ الإعلام والدراسات الثقافية في جامعة بير زيت بفلسطين. أصدر مسرحيته الأولى بعنوان “محكمة الشعب” 1991، كما أصدر روايته “القادم من القيامة” عام 2013 وروايته الثانية “وارث الشواهد” في 2017.
وتتناول روايته “وارث الشواهد” قصة الفلسطيني “الوحيد” الذي يعود إلى الوراء حين كان طفلا أثناء حرب حزيران 1967، ويتذكر أن جده وأباه هاجرا قسرا من قريتهما “عين حوض” التي حولها الإسرائيليون إلى قرية للفنانين، وصار اسمها “عين هود”. وكيف عاد باحثا عن ماضيه فتورط في قتل شرطي.
وإضافة إلى الشرفا بلغت الكاتبة السورية ديمة ونوس القائمة القصيرة للبوكر العربية للمرة الأولى، وهي كاتبة من مواليد دمشق 1982. درست الأدب الفرنسي والترجمة في جامعة دمشق والسوربون. صدرت لها مجموعة قصصية بعنوان “تفاصيل” (2007) كما اختيرت ضمن أفضل كتاب العرب تحت سن الأربعين في مسابقة بيروت 39 سنة 2009. وتتناول روايتها “الخائفون” سيرة امرأة مصنوعة من الخوف، وخبايا الحب والتشابك بين الكاتب وشخصياته.
منذ تأسيسها خلقت الجائزة العالمية للرواية العربية البوكر حراكا هاما ساهم في تطور مذهل للرواية العربية كمّا وكيفا. وبعد إعلانها عن القائمة الطويلة التي ضمت 16 رواية، صادرة بين يوليو 2016 ويونيو 2017، التي ينتمي كتابها إلى 10 دول، أعلنت الجائزة عن قائمتها القصيرة المتكونة من ست روايات، ومن المقرر إعلان اسم الرواية الفائزة في 24 أبريل المقبل في الإمارات عشية افتتاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب.
أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية البوكر، الأربعاء، عن القائمة القصيرة للروايات المرشّحة لنيل الجائزة في دورتها العاشرة، والتي ضمت ست روايات من العراق والسودان وفلسطين والسعودية والأردن وسوريا.
وقال ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة، في مؤتمر صحافي أقيم بالعاصمة الأردنية عمان “هذا يوم مهم للجائزة لأننا نحتفل بالدورة العاشرة لجائزة أحدثت صدى، وخلقت بيئة جديدة للكتابة الروائية العربية”.
وضمت القائمة روايات “ساعة بغداد” للعراقية شهد الراوي و”زهور تأكلها النار” للسوداني أمير تاج السر و”وارث الشواهد” للفلسطيني وليد الشرفا.كما ضمت القائمة روايات “الحالة الحرجة للمدعو ك” للسعودي عزيز محمد و”حرب الكلب الثانية” للأردني إبراهيم نصرالله و”الخائفون” للسورية ديمة ونوس.
وقد تشكلت لجنة التحكيم من الأكاديمي والناقد الأردني إبراهيم السعافين والكاتبة السلوفينية باربرا سكوبيتس والروائي الفلسطيني محمود شقير والمترجمة الجزائرية إنعام بيوض والكاتب الإنكليزي من أصل سوداني جمال محجوب.
التنوع المطلوب
جاء في تقرير لجنة التحكيم التي يترأسها الناقد إبراهيم سعافين في المؤتمر الصحافي الذي أقيم بالعاصمة الأردنية عمان أن رواية “ساعة بغداد” ذاكرة المكان والهوّية، تصوغ في بساطة وعمق المصير الإنساني في علاقة المحلة البغدادية بالزمان مع تقلبات الشخصية الرئيسية، بينما “زهور تأكلها النار” تصور ثراء المشهد الإنساني في طقوسه، ثم وقوع البناء الاجتماعي والاقتصادي تحت سيطرة الجهل والأحادية.
أما رواية “وارث الشواهد” فاعتبرتها اللجنة رواية تمعن الغوص في أعماق معاناة الذات الإنسانية للواقعين تحت الاحتلال وسلخ الهوية. فيما تصف رواية “الحالة الحرجة للمدعو ك”، في سرد ذكي يُعنى بالتفاصيل الدقيقة، صراع مريض بالسرطان ورؤيته للوجود من ذلك المنطلق. بينما تتناول رواية “حرب الكلب الثانية” من منظور عجائبي وغرائبي النفس البشرية وتحولات المجتمع والشخصية بأسلوب فانتازي يفيد أكثر من أسلوب الخيال العلمي. في حين أن رواية “الخائفون” تصور ثنائية المواطن والسلطة وتفضح العلاقة الشاذة بينهما، مركزة على ثيمة الخوف اللصيقة بحياة الفرد والمجتمع.
وكشفت اللجنة أنّ شهد الراوي من العراق وعزيز محمد من السعودية هما أصغر كتاب القائمة الطويلة سنا، كما أنّ الروايتين هما أول عمل روائي لكلا الكاتبين. وقد تمت ترجمة رواية “ساعة بغداد” لشهد الراوي إلى الإنكليزية وستصدر في يونيو من هذا العام عن دار وونورلد.
ومن بين الكتاب الآخرين المتنافسين على الفوز بالجائزة، كاتبان سبق لهما الوصول إلى القائمة القصيرة هما الكاتب السوداني أمير تاج السر المرشح في القائمة القصيرة عن روايته “صائد اليرقات” عام 2011، والروائي الفلسطيني الأردني إبراهيم نصرالله المرشح عن “زمن الخيول البيضاء”، عام 2009. كما أن تاج السر ونصرالله قد أشرفا على ورشة إبداع “الندوة” التي تنظمها الجائزة سنويا للكتاب الشباب الموهوبين.
وعلّق السعافين، رئيس لجنة التحكيم، بالقول “تناولت روايات القائمة القصيرة الست موضوعات اجتماعية وسياسية ووجودية. وقد وظفت تقنيات سردية مختلفة مستلهمة من التحولات الحديثة للرواية العالمية في معالجتها للبعدين الغرائبي والعجائبي. ولا تخلو الروايات الست من تقاطعات وإسقاطات على الواقع الجديد، مع تجاوزها للوثوقي واليقيني”.
وبدوره قال سليمان “تألفت القائمة القصيرة لهذه الدورة من أعمال تشتبك مع واقعها العربي بمآلاته وشظاياه المغموسة بهموم كابوسية، وكأنها عمليات حفر في مواقع الألم. هذا الحفر بالكلمات لا بد منه إذا أردنا أن ننخرط في الوقع ونتجاوزه في آن واحد”.
كتاب وروايات
أول الأسماء المفاجئة التي ضمتها القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية البوكر، شهد الراوي الكاتبة العراقية التي ولدت في بغداد عام 1986، نشرت روايتها الأولى “ساعة بغداد” عام 2016. تدور أحداث الرواية في حي من مدينة بغداد، وتسرد على لسان طفلة، تلتقي صديقتها في عام 1991، في ملجأ محصّن ضد الغارات أثناء الحملة الجوية لدول التحالف على العاصمة بغداد. تتشارك الطفلتان الآمال والأحلام وتتداخل الأحلام مع الخيالات والأوهام.
ثاني الأسماء التي تبلغ القائمة بعمل روائي هو الأول في مسيرتها عزيز محمد السعودي من مواليد مدينة الخبر في السعودية عام 1987. وقد كتب في الشعر والقصة القصيرة وصدرت روايته الأولى “الحالة الحرجة للمدعو ك” عام 2017. والرواية تتناول سيرة بطلها “ك” الذي يقرر إثر قراءته كافكا، أن يكتب يومياته أيضا، إلا أنه يصطدم بقدراته المحدودة وحياته المفتقرة إلى الأحداث إلى حين أن يتلقى خبرا يقلب كل هذا رأسا على عقب.
ومن الأسماء المعروفة والتي سبق لها أن بلغت القائمة القصيرة سابقا، الروائي السوداني أمير تاج السر، وهو من مواليد السودان عام 1960. يعمل طبيبا للأمراض الباطنية في قطر. كتب الشعر مبكرا ثم اتجه إلى كتابة الرواية في أواخر الثمانينات. صدرت له 24 كتابا في الرواية والسيرة والشعر. من أعماله “مهر الصياح” و”العطر الفرنسي” وغيرهما. أما روايته “زهور تأكلها النار” فتدور بين زمنين وتحول جذري سببته ثورة دينية وما تبعها من قتل وذبح وسبي وعنف.
وإضافة إلى تاج السر بلغ الكاتب إبراهيم نصرالله، وهو من مواليد عمان عام 1954 من أبوين فلسطينيين اقتُلعا من أرضهما عام 1948، القائمة القصيرة للمرة الثانية هذا العام عن روايته “حرب الكلب الثانية”، وقد نشر الكاتب حتى الآن 14 ديوانا شعريا و14 رواية من ضمنها مشروعه الروائي الملهاة الفلسطينية المكون من سبع روايات تغطي 250 عاما من تاريخ فلسطين الحديث. وتتناول روايته “حرب الكلب الثانية” تحوّلات المجتمع والواقع بأسلوب فانتازي يفيد من العجائبية ومن الخيال العلمي في فضح الواقع وتشوهات المجتمع في التركيز على فساد الشخصية الرئيسية وتحولاتها بين موقعين مختلفين، من معارض إلى متطرف فاسد.
ومن الأسماء التي تبلغ القائمة القصيرة للجائزة للمرة الأولى الفلسطيني وليد الشرفا وهو من مواليد نابلس في فلسطين عام 1973. أستاذ الإعلام والدراسات الثقافية في جامعة بير زيت بفلسطين. أصدر مسرحيته الأولى بعنوان “محكمة الشعب” 1991، كما أصدر روايته “القادم من القيامة” عام 2013 وروايته الثانية “وارث الشواهد” في 2017.
وتتناول روايته “وارث الشواهد” قصة الفلسطيني “الوحيد” الذي يعود إلى الوراء حين كان طفلا أثناء حرب حزيران 1967، ويتذكر أن جده وأباه هاجرا قسرا من قريتهما “عين حوض” التي حولها الإسرائيليون إلى قرية للفنانين، وصار اسمها “عين هود”. وكيف عاد باحثا عن ماضيه فتورط في قتل شرطي.
وإضافة إلى الشرفا بلغت الكاتبة السورية ديمة ونوس القائمة القصيرة للبوكر العربية للمرة الأولى، وهي كاتبة من مواليد دمشق 1982. درست الأدب الفرنسي والترجمة في جامعة دمشق والسوربون. صدرت لها مجموعة قصصية بعنوان “تفاصيل” (2007) كما اختيرت ضمن أفضل كتاب العرب تحت سن الأربعين في مسابقة بيروت 39 سنة 2009. وتتناول روايتها “الخائفون” سيرة امرأة مصنوعة من الخوف، وخبايا الحب والتشابك بين الكاتب وشخصياته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.