انتخابات النواب 2025.. انتظام عملية التصويت في الدوائر ال19 بجولة الإعادة    وزير الإسكان يتفقد المحاور والطرق بمدينة الشروق بعد جولته بالقاهرة الجديدة    خبراء: الاستيراد والتعاقدات طويلة الأجل ساهمت في استقرار أسعار القمح محليًا رغم الارتفاع العالمي    زيلينسكي يلمح إلى حل وسط في مفاوضات أوكرانيا وخارطة طريق اقتصادية حتى 2040    القاهرة الإخبارية: تأكيد سعودي على وحدة اليمن ودعم المسار السياسي لوقف التصعيد    الجيش الملكي يعلن الاستئناف على عقوبات الكاف بعد مباراة الأهلي    كأس مصر.. شريف وجراديشار يقودان هجوم الأهلي أمام المصرية للاتصالات    رونالدو يقود النصر أمام الأخدود في الجولة 11 من دوري روشن السعودي    وزير الرياضة ومحافظ القاهرة يشهدان ختام نهائي دوري القهاوي للطاولة والدومينو    بسبب الطقس السيئ.. سقوط شجرة على سيارة أجرة بالبحيرة    صادر له قرار هدم منذ 22 عاما.. النيابة تطلب تحريات تحطم سيارة إثر انهيار عقار بجمرك الإسكندرية    وزير الثقافة ناعيًا المخرج الكبير داود عبد السيد: السينما المصرية فقدت قامة فنية كبيرة ومبدعًا استثنائيًا    وزير الصحة يكرم العاملين بالمنظومة الصحية تقديرا لجهودهم خلال عام 2025    مكتبة الإسكندرية تحتضن ختام فعاليات "أكبر لوحة في العالم" بمشاركة أطفال المدارس المصرية اليابانية    رمضان 2026| الصور الأولى من مسلسل "فن الحرب"    تأجيل محاكمة أحد التكفيرين بتهمة تأسيس وتولي قيادة جماعة إرهابية    السجن 10 أعوام وغرامة 50 ألف جنيه لمتهم بحيازة مخدرات وسلاح ناري بالإسكندرية    القاهرة الإخبارية: الاحتلال يستخدم المدرعات والروبوتات المفخخة ويكثف قصفه شرق غزة    رمضان 2026.. الصور الأولى من كواليس "عين سحرية" بطولة عصام عمر    أمم إفريقيا - دوكو دودو ل في الجول: كنا نستحق نتيجة أفضل أمام الكونغو.. ونريد الوصول إلى أبعد نقطة    شوربة شوفان باللبن والخضار، بديل خفيف للعشاء المتأخر    الأرصاد: السحب تتشكل على جنوب الوجه البحري وتتجه للقاهرة وتوقعات بسقوط أمطار    محافظ البحيرة تتفقد لجان انتخابات النواب.. وتؤكد على الحياد أمام جميع المرشحين    الدكتور أحمد يحيى يشارك باحتفالية ميثاق التطوع ويؤكد: العمل الأهلى منظومة تنموية    ترامب يدعو وزارة العدل إلى فضح الديمقراطيين المتورطين في قضية جيفري إبستين    بعزيمته قبل خطواته.. العم بهي الدين يتحدى العجز ويشارك في الانتخابات البرلمانية بدشنا في قنا    عمومية الطائرة تعتمد بالإجماع تعديلات لائحة النظام الأساسي وفق قانون الرياضة الجديد    قرار وزاري من وزير العمل بشأن تحديد ساعات العمل في المنشآت الصناعية    تطورات الحالة الصحية للفنان محمود حميدة    اليوم.. العرض الخاص لفيلم "الملحد" ل أحمد حاتم    مواعيد وضوابط التقييمات النهائية لطلاب الصفين الأول والثاني الابتدائي    الرقابة المالية تصدر نموذج وثيقة تأمين سند الملكية العقارية في مصر    هيئة تنشيط السياحة: القوافل السياحية أداة استراتيجية مهمة للترويج للمنتج المصري    افتتاح مشروعات تعليمية وخدمية في جامعة بورسعيد بتكلفة 436 مليون جنيه    بولندا تغلق مطارات بسبب غارات روسية على أوكرانيا    تعذر وصول رئيس اللجنة 40 بمركز إيتاي البارود لتعرضه لحادث    القبض على أجنبي لتحرشه بسيدة في عابدين    متحدث الوزراء: توجيهات بتخصيص الموارد لتطوير التأمين الصحي الشامل و«حياة كريمة»    تواجد بنزيما.. تشكيل اتحاد جدة المتوقع أمام الشباب بالدوري السعودي    الغش ممنوع تماما.. 10 تعليمات صارمة من المديريات التعليمية لامتحانات الفصل الدراسي الأول    إصلاح كسر خط مياه بشارع 17 بمدينة بنى سويف    روسيا: تنفيذ ضربة مكثفة ضد البنية التحتية للطاقة والصناعة الدفاعية الأوكرانية    27 ديسمبر 2025.. أسعار الحديد والاسمنت بالمصانع المحلية اليوم    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : المطلوب " انابة " بحكم " المنتهى " !?    انطلاق الدورة 37 لمؤتمر أدباء مصر بالعريش    المستشفيات الجامعية تقدم خدمات طبية ل 32 مليون مواطن خلال 2025    الصحة: فحص 9 ملايين و759 ألف طفل ضمن مبادرة الكشف المبكر وعلاج فقدان السمع لدى حديثي الولادة    مفتي مصر بدين الهجوم على مسجد بحمص السورية    تشكيل الأهلي المتوقع لمواجهة المصرية للاتصالات في كأس مصر    عشرات الشباب يصطفون أمام لجان دائرة الرمل في أول أيام إعادة انتخابات النواب 2025    نجم الزمالك السابق: محمد صلاح دوره مع منتخب مصر مؤثر    121 عامًا على ميلادها.. «كوكب الشرق» التي لا يعرفها صُناع «الست»    خبيرة تكشف سر رقم 1 وتأثيره القوي على أبراج 2026    زاهي حواس يرد على وسيم السيسي: كان من الممكن أتحرك قضائيا ضده    أخبار × 24 ساعة.. موعد استطلاع هلال شعبان 1447 هجريا وأول أيامه فلكيا    لماذا لم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم على السيدة خديجة طيلة 25 عامًا؟.. أحمد كريمة يُجيب    خشوع وسكينه..... ابرز أذكار الصباح والمساء يوم الجمعه    دعاء أول جمعة في شهر رجب.. فرصة لفتح أبواب الرحمة والمغفرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



باكورتان روائيتان لعراقية وسعودي في القائمة القصيرة للبوكر
نشر في صوت البلد يوم 24 - 02 - 2018

منذ تأسيسها خلقت الجائزة العالمية للرواية العربية البوكر حراكا هاما ساهم في تطور مذهل للرواية العربية كمّا وكيفا. وبعد إعلانها عن القائمة الطويلة التي ضمت 16 رواية، صادرة بين يوليو 2016 ويونيو 2017، التي ينتمي كتابها إلى 10 دول، أعلنت الجائزة عن قائمتها القصيرة المتكونة من ست روايات، ومن المقرر إعلان اسم الرواية الفائزة في 24 أبريل المقبل في الإمارات عشية افتتاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب.
أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية البوكر، الأربعاء، عن القائمة القصيرة للروايات المرشّحة لنيل الجائزة في دورتها العاشرة، والتي ضمت ست روايات من العراق والسودان وفلسطين والسعودية والأردن وسوريا.
وقال ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة، في مؤتمر صحافي أقيم بالعاصمة الأردنية عمان “هذا يوم مهم للجائزة لأننا نحتفل بالدورة العاشرة لجائزة أحدثت صدى، وخلقت بيئة جديدة للكتابة الروائية العربية”.
وضمت القائمة روايات “ساعة بغداد” للعراقية شهد الراوي و”زهور تأكلها النار” للسوداني أمير تاج السر و”وارث الشواهد” للفلسطيني وليد الشرفا.كما ضمت القائمة روايات “الحالة الحرجة للمدعو ك” للسعودي عزيز محمد و”حرب الكلب الثانية” للأردني إبراهيم نصرالله و”الخائفون” للسورية ديمة ونوس.
وقد تشكلت لجنة التحكيم من الأكاديمي والناقد الأردني إبراهيم السعافين والكاتبة السلوفينية باربرا سكوبيتس والروائي الفلسطيني محمود شقير والمترجمة الجزائرية إنعام بيوض والكاتب الإنكليزي من أصل سوداني جمال محجوب.
التنوع المطلوب
جاء في تقرير لجنة التحكيم التي يترأسها الناقد إبراهيم سعافين في المؤتمر الصحافي الذي أقيم بالعاصمة الأردنية عمان أن رواية “ساعة بغداد” ذاكرة المكان والهوّية، تصوغ في بساطة وعمق المصير الإنساني في علاقة المحلة البغدادية بالزمان مع تقلبات الشخصية الرئيسية، بينما “زهور تأكلها النار” تصور ثراء المشهد الإنساني في طقوسه، ثم وقوع البناء الاجتماعي والاقتصادي تحت سيطرة الجهل والأحادية.
أما رواية “وارث الشواهد” فاعتبرتها اللجنة رواية تمعن الغوص في أعماق معاناة الذات الإنسانية للواقعين تحت الاحتلال وسلخ الهوية. فيما تصف رواية “الحالة الحرجة للمدعو ك”، في سرد ذكي يُعنى بالتفاصيل الدقيقة، صراع مريض بالسرطان ورؤيته للوجود من ذلك المنطلق. بينما تتناول رواية “حرب الكلب الثانية” من منظور عجائبي وغرائبي النفس البشرية وتحولات المجتمع والشخصية بأسلوب فانتازي يفيد أكثر من أسلوب الخيال العلمي. في حين أن رواية “الخائفون” تصور ثنائية المواطن والسلطة وتفضح العلاقة الشاذة بينهما، مركزة على ثيمة الخوف اللصيقة بحياة الفرد والمجتمع.
وكشفت اللجنة أنّ شهد الراوي من العراق وعزيز محمد من السعودية هما أصغر كتاب القائمة الطويلة سنا، كما أنّ الروايتين هما أول عمل روائي لكلا الكاتبين. وقد تمت ترجمة رواية “ساعة بغداد” لشهد الراوي إلى الإنكليزية وستصدر في يونيو من هذا العام عن دار وونورلد.
ومن بين الكتاب الآخرين المتنافسين على الفوز بالجائزة، كاتبان سبق لهما الوصول إلى القائمة القصيرة هما الكاتب السوداني أمير تاج السر المرشح في القائمة القصيرة عن روايته “صائد اليرقات” عام 2011، والروائي الفلسطيني الأردني إبراهيم نصرالله المرشح عن “زمن الخيول البيضاء”، عام 2009. كما أن تاج السر ونصرالله قد أشرفا على ورشة إبداع “الندوة” التي تنظمها الجائزة سنويا للكتاب الشباب الموهوبين.
وعلّق السعافين، رئيس لجنة التحكيم، بالقول “تناولت روايات القائمة القصيرة الست موضوعات اجتماعية وسياسية ووجودية. وقد وظفت تقنيات سردية مختلفة مستلهمة من التحولات الحديثة للرواية العالمية في معالجتها للبعدين الغرائبي والعجائبي. ولا تخلو الروايات الست من تقاطعات وإسقاطات على الواقع الجديد، مع تجاوزها للوثوقي واليقيني”.
وبدوره قال سليمان “تألفت القائمة القصيرة لهذه الدورة من أعمال تشتبك مع واقعها العربي بمآلاته وشظاياه المغموسة بهموم كابوسية، وكأنها عمليات حفر في مواقع الألم. هذا الحفر بالكلمات لا بد منه إذا أردنا أن ننخرط في الوقع ونتجاوزه في آن واحد”.
كتاب وروايات
أول الأسماء المفاجئة التي ضمتها القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية البوكر، شهد الراوي الكاتبة العراقية التي ولدت في بغداد عام 1986، نشرت روايتها الأولى “ساعة بغداد” عام 2016. تدور أحداث الرواية في حي من مدينة بغداد، وتسرد على لسان طفلة، تلتقي صديقتها في عام 1991، في ملجأ محصّن ضد الغارات أثناء الحملة الجوية لدول التحالف على العاصمة بغداد. تتشارك الطفلتان الآمال والأحلام وتتداخل الأحلام مع الخيالات والأوهام.
ثاني الأسماء التي تبلغ القائمة بعمل روائي هو الأول في مسيرتها عزيز محمد السعودي من مواليد مدينة الخبر في السعودية عام 1987. وقد كتب في الشعر والقصة القصيرة وصدرت روايته الأولى “الحالة الحرجة للمدعو ك” عام 2017. والرواية تتناول سيرة بطلها “ك” الذي يقرر إثر قراءته كافكا، أن يكتب يومياته أيضا، إلا أنه يصطدم بقدراته المحدودة وحياته المفتقرة إلى الأحداث إلى حين أن يتلقى خبرا يقلب كل هذا رأسا على عقب.
ومن الأسماء المعروفة والتي سبق لها أن بلغت القائمة القصيرة سابقا، الروائي السوداني أمير تاج السر، وهو من مواليد السودان عام 1960. يعمل طبيبا للأمراض الباطنية في قطر. كتب الشعر مبكرا ثم اتجه إلى كتابة الرواية في أواخر الثمانينات. صدرت له 24 كتابا في الرواية والسيرة والشعر. من أعماله “مهر الصياح” و”العطر الفرنسي” وغيرهما. أما روايته “زهور تأكلها النار” فتدور بين زمنين وتحول جذري سببته ثورة دينية وما تبعها من قتل وذبح وسبي وعنف.
وإضافة إلى تاج السر بلغ الكاتب إبراهيم نصرالله، وهو من مواليد عمان عام 1954 من أبوين فلسطينيين اقتُلعا من أرضهما عام 1948، القائمة القصيرة للمرة الثانية هذا العام عن روايته “حرب الكلب الثانية”، وقد نشر الكاتب حتى الآن 14 ديوانا شعريا و14 رواية من ضمنها مشروعه الروائي الملهاة الفلسطينية المكون من سبع روايات تغطي 250 عاما من تاريخ فلسطين الحديث. وتتناول روايته “حرب الكلب الثانية” تحوّلات المجتمع والواقع بأسلوب فانتازي يفيد من العجائبية ومن الخيال العلمي في فضح الواقع وتشوهات المجتمع في التركيز على فساد الشخصية الرئيسية وتحولاتها بين موقعين مختلفين، من معارض إلى متطرف فاسد.
ومن الأسماء التي تبلغ القائمة القصيرة للجائزة للمرة الأولى الفلسطيني وليد الشرفا وهو من مواليد نابلس في فلسطين عام 1973. أستاذ الإعلام والدراسات الثقافية في جامعة بير زيت بفلسطين. أصدر مسرحيته الأولى بعنوان “محكمة الشعب” 1991، كما أصدر روايته “القادم من القيامة” عام 2013 وروايته الثانية “وارث الشواهد” في 2017.
وتتناول روايته “وارث الشواهد” قصة الفلسطيني “الوحيد” الذي يعود إلى الوراء حين كان طفلا أثناء حرب حزيران 1967، ويتذكر أن جده وأباه هاجرا قسرا من قريتهما “عين حوض” التي حولها الإسرائيليون إلى قرية للفنانين، وصار اسمها “عين هود”. وكيف عاد باحثا عن ماضيه فتورط في قتل شرطي.
وإضافة إلى الشرفا بلغت الكاتبة السورية ديمة ونوس القائمة القصيرة للبوكر العربية للمرة الأولى، وهي كاتبة من مواليد دمشق 1982. درست الأدب الفرنسي والترجمة في جامعة دمشق والسوربون. صدرت لها مجموعة قصصية بعنوان “تفاصيل” (2007) كما اختيرت ضمن أفضل كتاب العرب تحت سن الأربعين في مسابقة بيروت 39 سنة 2009. وتتناول روايتها “الخائفون” سيرة امرأة مصنوعة من الخوف، وخبايا الحب والتشابك بين الكاتب وشخصياته.
منذ تأسيسها خلقت الجائزة العالمية للرواية العربية البوكر حراكا هاما ساهم في تطور مذهل للرواية العربية كمّا وكيفا. وبعد إعلانها عن القائمة الطويلة التي ضمت 16 رواية، صادرة بين يوليو 2016 ويونيو 2017، التي ينتمي كتابها إلى 10 دول، أعلنت الجائزة عن قائمتها القصيرة المتكونة من ست روايات، ومن المقرر إعلان اسم الرواية الفائزة في 24 أبريل المقبل في الإمارات عشية افتتاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب.
أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية البوكر، الأربعاء، عن القائمة القصيرة للروايات المرشّحة لنيل الجائزة في دورتها العاشرة، والتي ضمت ست روايات من العراق والسودان وفلسطين والسعودية والأردن وسوريا.
وقال ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة، في مؤتمر صحافي أقيم بالعاصمة الأردنية عمان “هذا يوم مهم للجائزة لأننا نحتفل بالدورة العاشرة لجائزة أحدثت صدى، وخلقت بيئة جديدة للكتابة الروائية العربية”.
وضمت القائمة روايات “ساعة بغداد” للعراقية شهد الراوي و”زهور تأكلها النار” للسوداني أمير تاج السر و”وارث الشواهد” للفلسطيني وليد الشرفا.كما ضمت القائمة روايات “الحالة الحرجة للمدعو ك” للسعودي عزيز محمد و”حرب الكلب الثانية” للأردني إبراهيم نصرالله و”الخائفون” للسورية ديمة ونوس.
وقد تشكلت لجنة التحكيم من الأكاديمي والناقد الأردني إبراهيم السعافين والكاتبة السلوفينية باربرا سكوبيتس والروائي الفلسطيني محمود شقير والمترجمة الجزائرية إنعام بيوض والكاتب الإنكليزي من أصل سوداني جمال محجوب.
التنوع المطلوب
جاء في تقرير لجنة التحكيم التي يترأسها الناقد إبراهيم سعافين في المؤتمر الصحافي الذي أقيم بالعاصمة الأردنية عمان أن رواية “ساعة بغداد” ذاكرة المكان والهوّية، تصوغ في بساطة وعمق المصير الإنساني في علاقة المحلة البغدادية بالزمان مع تقلبات الشخصية الرئيسية، بينما “زهور تأكلها النار” تصور ثراء المشهد الإنساني في طقوسه، ثم وقوع البناء الاجتماعي والاقتصادي تحت سيطرة الجهل والأحادية.
أما رواية “وارث الشواهد” فاعتبرتها اللجنة رواية تمعن الغوص في أعماق معاناة الذات الإنسانية للواقعين تحت الاحتلال وسلخ الهوية. فيما تصف رواية “الحالة الحرجة للمدعو ك”، في سرد ذكي يُعنى بالتفاصيل الدقيقة، صراع مريض بالسرطان ورؤيته للوجود من ذلك المنطلق. بينما تتناول رواية “حرب الكلب الثانية” من منظور عجائبي وغرائبي النفس البشرية وتحولات المجتمع والشخصية بأسلوب فانتازي يفيد أكثر من أسلوب الخيال العلمي. في حين أن رواية “الخائفون” تصور ثنائية المواطن والسلطة وتفضح العلاقة الشاذة بينهما، مركزة على ثيمة الخوف اللصيقة بحياة الفرد والمجتمع.
وكشفت اللجنة أنّ شهد الراوي من العراق وعزيز محمد من السعودية هما أصغر كتاب القائمة الطويلة سنا، كما أنّ الروايتين هما أول عمل روائي لكلا الكاتبين. وقد تمت ترجمة رواية “ساعة بغداد” لشهد الراوي إلى الإنكليزية وستصدر في يونيو من هذا العام عن دار وونورلد.
ومن بين الكتاب الآخرين المتنافسين على الفوز بالجائزة، كاتبان سبق لهما الوصول إلى القائمة القصيرة هما الكاتب السوداني أمير تاج السر المرشح في القائمة القصيرة عن روايته “صائد اليرقات” عام 2011، والروائي الفلسطيني الأردني إبراهيم نصرالله المرشح عن “زمن الخيول البيضاء”، عام 2009. كما أن تاج السر ونصرالله قد أشرفا على ورشة إبداع “الندوة” التي تنظمها الجائزة سنويا للكتاب الشباب الموهوبين.
وعلّق السعافين، رئيس لجنة التحكيم، بالقول “تناولت روايات القائمة القصيرة الست موضوعات اجتماعية وسياسية ووجودية. وقد وظفت تقنيات سردية مختلفة مستلهمة من التحولات الحديثة للرواية العالمية في معالجتها للبعدين الغرائبي والعجائبي. ولا تخلو الروايات الست من تقاطعات وإسقاطات على الواقع الجديد، مع تجاوزها للوثوقي واليقيني”.
وبدوره قال سليمان “تألفت القائمة القصيرة لهذه الدورة من أعمال تشتبك مع واقعها العربي بمآلاته وشظاياه المغموسة بهموم كابوسية، وكأنها عمليات حفر في مواقع الألم. هذا الحفر بالكلمات لا بد منه إذا أردنا أن ننخرط في الوقع ونتجاوزه في آن واحد”.
كتاب وروايات
أول الأسماء المفاجئة التي ضمتها القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية البوكر، شهد الراوي الكاتبة العراقية التي ولدت في بغداد عام 1986، نشرت روايتها الأولى “ساعة بغداد” عام 2016. تدور أحداث الرواية في حي من مدينة بغداد، وتسرد على لسان طفلة، تلتقي صديقتها في عام 1991، في ملجأ محصّن ضد الغارات أثناء الحملة الجوية لدول التحالف على العاصمة بغداد. تتشارك الطفلتان الآمال والأحلام وتتداخل الأحلام مع الخيالات والأوهام.
ثاني الأسماء التي تبلغ القائمة بعمل روائي هو الأول في مسيرتها عزيز محمد السعودي من مواليد مدينة الخبر في السعودية عام 1987. وقد كتب في الشعر والقصة القصيرة وصدرت روايته الأولى “الحالة الحرجة للمدعو ك” عام 2017. والرواية تتناول سيرة بطلها “ك” الذي يقرر إثر قراءته كافكا، أن يكتب يومياته أيضا، إلا أنه يصطدم بقدراته المحدودة وحياته المفتقرة إلى الأحداث إلى حين أن يتلقى خبرا يقلب كل هذا رأسا على عقب.
ومن الأسماء المعروفة والتي سبق لها أن بلغت القائمة القصيرة سابقا، الروائي السوداني أمير تاج السر، وهو من مواليد السودان عام 1960. يعمل طبيبا للأمراض الباطنية في قطر. كتب الشعر مبكرا ثم اتجه إلى كتابة الرواية في أواخر الثمانينات. صدرت له 24 كتابا في الرواية والسيرة والشعر. من أعماله “مهر الصياح” و”العطر الفرنسي” وغيرهما. أما روايته “زهور تأكلها النار” فتدور بين زمنين وتحول جذري سببته ثورة دينية وما تبعها من قتل وذبح وسبي وعنف.
وإضافة إلى تاج السر بلغ الكاتب إبراهيم نصرالله، وهو من مواليد عمان عام 1954 من أبوين فلسطينيين اقتُلعا من أرضهما عام 1948، القائمة القصيرة للمرة الثانية هذا العام عن روايته “حرب الكلب الثانية”، وقد نشر الكاتب حتى الآن 14 ديوانا شعريا و14 رواية من ضمنها مشروعه الروائي الملهاة الفلسطينية المكون من سبع روايات تغطي 250 عاما من تاريخ فلسطين الحديث. وتتناول روايته “حرب الكلب الثانية” تحوّلات المجتمع والواقع بأسلوب فانتازي يفيد من العجائبية ومن الخيال العلمي في فضح الواقع وتشوهات المجتمع في التركيز على فساد الشخصية الرئيسية وتحولاتها بين موقعين مختلفين، من معارض إلى متطرف فاسد.
ومن الأسماء التي تبلغ القائمة القصيرة للجائزة للمرة الأولى الفلسطيني وليد الشرفا وهو من مواليد نابلس في فلسطين عام 1973. أستاذ الإعلام والدراسات الثقافية في جامعة بير زيت بفلسطين. أصدر مسرحيته الأولى بعنوان “محكمة الشعب” 1991، كما أصدر روايته “القادم من القيامة” عام 2013 وروايته الثانية “وارث الشواهد” في 2017.
وتتناول روايته “وارث الشواهد” قصة الفلسطيني “الوحيد” الذي يعود إلى الوراء حين كان طفلا أثناء حرب حزيران 1967، ويتذكر أن جده وأباه هاجرا قسرا من قريتهما “عين حوض” التي حولها الإسرائيليون إلى قرية للفنانين، وصار اسمها “عين هود”. وكيف عاد باحثا عن ماضيه فتورط في قتل شرطي.
وإضافة إلى الشرفا بلغت الكاتبة السورية ديمة ونوس القائمة القصيرة للبوكر العربية للمرة الأولى، وهي كاتبة من مواليد دمشق 1982. درست الأدب الفرنسي والترجمة في جامعة دمشق والسوربون. صدرت لها مجموعة قصصية بعنوان “تفاصيل” (2007) كما اختيرت ضمن أفضل كتاب العرب تحت سن الأربعين في مسابقة بيروت 39 سنة 2009. وتتناول روايتها “الخائفون” سيرة امرأة مصنوعة من الخوف، وخبايا الحب والتشابك بين الكاتب وشخصياته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.