عودة انقطاع الكهرباء في مناطق بالجيزة وخروج كابل محطة محولات جزيرة الذهب عن الخدمة    هآرتس: ترامب يعطي الضوء الأخضر لإسرائيل لضم أجزاء من غزة    200 مليون دولار، ليفربول يجهز عرضا خرافيا لحسم صفقة مهاجم نيوكاسل    رابطة الأندية: بدء عقوبة "سب الدين والعنصرية" فى الدوري بالموسم الجديد    السيسي يوجه بتوفير الرعاية الصحية اللازمة والاهتمام الطبي الفوري للكابتن حسن شحاتة    المعمل الجنائي يعاين حريق شقة في المريوطية    ما الوقت المناسب بين الأذان والإقامة؟.. أمين الفتوى يجيب    الكشف الطبي على 540 مواطنًا بقرية جلبانة ضمن القافلة الطبية لجامعة الإسماعيلية    بمناسبة اليوم العالمي.. التهاب الكبد خطر صامت يمكن تفاديه    نقيب الإعلاميين: كلمة الرئيس السيسي بشأن غزة رد عملي على حملات التضليل    سميرة صدقي: عبلة كامل أفضل فنانة قدمت دور المرأة الشعبية    بدء الدراسة بجامعة الأقصر الأهلية.. رئيس الجامعة والمحافظ يعلنان تفاصيل البرامج الدراسية بالكليات الأربع    «ما تراه ليس كما يبدو».. شيري عادل تستعد لتصوير حكاية "ديجافو"    قبل عرضه.. تفاصيل فيلم بيج رامى بطولة رامز جلال    علاج الحموضة بالأعشاب الطبيعية في أسرع وقت    الداخلية: لا توجد تجمعات بالمحافظات والإخوان وراء هذه الشائعات    برومو تشويقى ل مسلسل "ما تراه ليس كما يبدو".. سبع حكايات ومفاجآت غير متوقعة    محافظ جنوب سيناء يتابع تطوير محطة معالجة دهب والغابة الشجرية (صور)    هل "الماكياج" عذر يبيح التيمم للنساء؟.. أمينة الفتوى تُجيب    رفقة العراق والبحرين .. منتخب مصر في المجموعة الثانية بكأس الخليج للشباب    «المصري اليوم» داخل قطار العودة إلى السودان.. مشرفو الرحلة: «لا رجوع قبل أن نُسلّم أهلنا إلى حضن الوطن»    إلقاء بقايا الطعام في القمامة.. هل يجوز شرعًا؟ دار الإفتاء توضح    حزب الجيل: السيسي يعيد التأكيد على ثوابت مصر في دعم فلسطين    أمانة الشؤون القانونية المركزية ب"مستقبل وطن" تبحث مع أمنائها بالمحافظات الاستعدادات لانتخابات مجلس الشيوخ 2025    كم سنويا؟.. طريقة حساب عائد مبلغ 200 ألف جنيه من شهادة ادخار البنك الأهلي    5 شركات تركية تدرس إنشاء مصانع للصناعات الهندسية والأجهزة المنزلية في مصر    تنفيذي الشرقية يكرم أبطال حرب أكتوبر والمتبرعين للصالح العام    ديفيز: سعيد بالعودة للأهلي.. وهذه رسالتي للجماهير    هندسة المنوفية الأولى عالميًا في المحاكاة بمسابقة Formula Student UK 2025    نموذج تجريبي لمواجهة أزمة كثافة الفصول استعدادًا للعام الدراسي الجديد في المنوفية    هل ظهور المرأة بدون حجاب أمام رجل غريب ينقض وضوءها؟.. أمينة الفتوى توضح    السفارة الأمريكية: كتائب حزب الله تقف وراء اقتحام مبنى حكومي ببغداد    قنا: القبض على شاب متهم بالاعتداء على طفل داخل منزل أسرته في قرية الدرب بنجع حمادي    محافظ القاهرة يكرم 30 طالبا وطالبة من أوائل الثانوية العامة والمكفوفين والدبلومات الفنية    الحر الشديد خطر صامت.. كيف تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على القلب والدماغ؟    وثيقة لتجديد الخطاب الديني.. تفاصيل اجتماع السيسي مع مدبولي والأزهري    توجيهات بترشيد استهلاك الكهرباء والمياه داخل المنشآت التابعة ل الأوقاف في شمال سيناء    12 راحلا عن الأهلي في الانتقالات الصيفية    حملات الدائري الإقليمي تضبط 18 سائقا متعاطيا للمخدرات و1000 مخالفة مرورية    ينطلق غدا.. تفاصيل الملتقى 22 لشباب المحافظات الحدودية ضمن مشروع "أهل مصر"    كريم رمزي: فيريرا استقر على هذا الثلاثي في تشكيل الزمالك بالموسم الجديد    تصعيد خطير ضد الوجود المسيحي بفلسطين.. مستوطنون يعتدون على دير للروم الأرثوذكس    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي لأكثر من مليون فرد    على خلفية وقف راغب علامة.. حفظ شكوى "المهن الموسيقية" ضد 4 إعلاميين    منال عوض تتابع ملفات وزارة البيئة وتبحث تطوير منظومة إدارة المخلفات    الشرطة التايلاندية: 4 قتلى في إطلاق نار عشوائي بالعاصمة بانكوك    إطلاق حملة لتعقيم وتطعيم الكلاب الضالة بمدينة العاشر من رمضان (صور)    أحمد الرخ: تغييب العقل بالمخدرات والمسكرات جريمة شرعية ومفتاح لكل الشرور    متحدثة الهلال الأحمر الفلسطيني: 133 ضحية للمجاعة فى غزة بينهم 87 طفلًا    رئيس جامعة القاهرة يشهد تخريج الدفعة 97 من الطلاب الوافدين بكلية طب الأسنان    في مستهل زيارته لنيويورك.. وزير الخارجية يلتقي بالجالية المصرية    المجلس الوزاري الأمني للحكومة الألمانية ينعقد اليوم لبحث التطورات المتعلقة بإسرائيل    مفوض حقوق الإنسان يدعو لاتخاذ خطوات فورية لإنهاء الاحتلال من أراضى فلسطين    «تغير المناخ» بالزراعة يزف بشرى سارة بشأن موعد انكسار القبة الحرارية    تعرف على مواعيد مباريات المصري بالدوري خلال الموسم الكروي الجديد    بداية فوضى أم عرض لأزمة أعمق؟ .. لماذا لم يقيل السيسي محافظ الجيزة ورؤساء الأحياء كما فعل مع قيادات الداخلية ؟    بالأسماء.. 5 مصابين في انقلاب سيارة سرفيس بالبحيرة    جامعة العريش تنظم حفلا لتكريم أوائل الخريجين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



باكورتان روائيتان لعراقية وسعودي في القائمة القصيرة للبوكر
نشر في صوت البلد يوم 24 - 02 - 2018

منذ تأسيسها خلقت الجائزة العالمية للرواية العربية البوكر حراكا هاما ساهم في تطور مذهل للرواية العربية كمّا وكيفا. وبعد إعلانها عن القائمة الطويلة التي ضمت 16 رواية، صادرة بين يوليو 2016 ويونيو 2017، التي ينتمي كتابها إلى 10 دول، أعلنت الجائزة عن قائمتها القصيرة المتكونة من ست روايات، ومن المقرر إعلان اسم الرواية الفائزة في 24 أبريل المقبل في الإمارات عشية افتتاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب.
أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية البوكر، الأربعاء، عن القائمة القصيرة للروايات المرشّحة لنيل الجائزة في دورتها العاشرة، والتي ضمت ست روايات من العراق والسودان وفلسطين والسعودية والأردن وسوريا.
وقال ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة، في مؤتمر صحافي أقيم بالعاصمة الأردنية عمان “هذا يوم مهم للجائزة لأننا نحتفل بالدورة العاشرة لجائزة أحدثت صدى، وخلقت بيئة جديدة للكتابة الروائية العربية”.
وضمت القائمة روايات “ساعة بغداد” للعراقية شهد الراوي و”زهور تأكلها النار” للسوداني أمير تاج السر و”وارث الشواهد” للفلسطيني وليد الشرفا.كما ضمت القائمة روايات “الحالة الحرجة للمدعو ك” للسعودي عزيز محمد و”حرب الكلب الثانية” للأردني إبراهيم نصرالله و”الخائفون” للسورية ديمة ونوس.
وقد تشكلت لجنة التحكيم من الأكاديمي والناقد الأردني إبراهيم السعافين والكاتبة السلوفينية باربرا سكوبيتس والروائي الفلسطيني محمود شقير والمترجمة الجزائرية إنعام بيوض والكاتب الإنكليزي من أصل سوداني جمال محجوب.
التنوع المطلوب
جاء في تقرير لجنة التحكيم التي يترأسها الناقد إبراهيم سعافين في المؤتمر الصحافي الذي أقيم بالعاصمة الأردنية عمان أن رواية “ساعة بغداد” ذاكرة المكان والهوّية، تصوغ في بساطة وعمق المصير الإنساني في علاقة المحلة البغدادية بالزمان مع تقلبات الشخصية الرئيسية، بينما “زهور تأكلها النار” تصور ثراء المشهد الإنساني في طقوسه، ثم وقوع البناء الاجتماعي والاقتصادي تحت سيطرة الجهل والأحادية.
أما رواية “وارث الشواهد” فاعتبرتها اللجنة رواية تمعن الغوص في أعماق معاناة الذات الإنسانية للواقعين تحت الاحتلال وسلخ الهوية. فيما تصف رواية “الحالة الحرجة للمدعو ك”، في سرد ذكي يُعنى بالتفاصيل الدقيقة، صراع مريض بالسرطان ورؤيته للوجود من ذلك المنطلق. بينما تتناول رواية “حرب الكلب الثانية” من منظور عجائبي وغرائبي النفس البشرية وتحولات المجتمع والشخصية بأسلوب فانتازي يفيد أكثر من أسلوب الخيال العلمي. في حين أن رواية “الخائفون” تصور ثنائية المواطن والسلطة وتفضح العلاقة الشاذة بينهما، مركزة على ثيمة الخوف اللصيقة بحياة الفرد والمجتمع.
وكشفت اللجنة أنّ شهد الراوي من العراق وعزيز محمد من السعودية هما أصغر كتاب القائمة الطويلة سنا، كما أنّ الروايتين هما أول عمل روائي لكلا الكاتبين. وقد تمت ترجمة رواية “ساعة بغداد” لشهد الراوي إلى الإنكليزية وستصدر في يونيو من هذا العام عن دار وونورلد.
ومن بين الكتاب الآخرين المتنافسين على الفوز بالجائزة، كاتبان سبق لهما الوصول إلى القائمة القصيرة هما الكاتب السوداني أمير تاج السر المرشح في القائمة القصيرة عن روايته “صائد اليرقات” عام 2011، والروائي الفلسطيني الأردني إبراهيم نصرالله المرشح عن “زمن الخيول البيضاء”، عام 2009. كما أن تاج السر ونصرالله قد أشرفا على ورشة إبداع “الندوة” التي تنظمها الجائزة سنويا للكتاب الشباب الموهوبين.
وعلّق السعافين، رئيس لجنة التحكيم، بالقول “تناولت روايات القائمة القصيرة الست موضوعات اجتماعية وسياسية ووجودية. وقد وظفت تقنيات سردية مختلفة مستلهمة من التحولات الحديثة للرواية العالمية في معالجتها للبعدين الغرائبي والعجائبي. ولا تخلو الروايات الست من تقاطعات وإسقاطات على الواقع الجديد، مع تجاوزها للوثوقي واليقيني”.
وبدوره قال سليمان “تألفت القائمة القصيرة لهذه الدورة من أعمال تشتبك مع واقعها العربي بمآلاته وشظاياه المغموسة بهموم كابوسية، وكأنها عمليات حفر في مواقع الألم. هذا الحفر بالكلمات لا بد منه إذا أردنا أن ننخرط في الوقع ونتجاوزه في آن واحد”.
كتاب وروايات
أول الأسماء المفاجئة التي ضمتها القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية البوكر، شهد الراوي الكاتبة العراقية التي ولدت في بغداد عام 1986، نشرت روايتها الأولى “ساعة بغداد” عام 2016. تدور أحداث الرواية في حي من مدينة بغداد، وتسرد على لسان طفلة، تلتقي صديقتها في عام 1991، في ملجأ محصّن ضد الغارات أثناء الحملة الجوية لدول التحالف على العاصمة بغداد. تتشارك الطفلتان الآمال والأحلام وتتداخل الأحلام مع الخيالات والأوهام.
ثاني الأسماء التي تبلغ القائمة بعمل روائي هو الأول في مسيرتها عزيز محمد السعودي من مواليد مدينة الخبر في السعودية عام 1987. وقد كتب في الشعر والقصة القصيرة وصدرت روايته الأولى “الحالة الحرجة للمدعو ك” عام 2017. والرواية تتناول سيرة بطلها “ك” الذي يقرر إثر قراءته كافكا، أن يكتب يومياته أيضا، إلا أنه يصطدم بقدراته المحدودة وحياته المفتقرة إلى الأحداث إلى حين أن يتلقى خبرا يقلب كل هذا رأسا على عقب.
ومن الأسماء المعروفة والتي سبق لها أن بلغت القائمة القصيرة سابقا، الروائي السوداني أمير تاج السر، وهو من مواليد السودان عام 1960. يعمل طبيبا للأمراض الباطنية في قطر. كتب الشعر مبكرا ثم اتجه إلى كتابة الرواية في أواخر الثمانينات. صدرت له 24 كتابا في الرواية والسيرة والشعر. من أعماله “مهر الصياح” و”العطر الفرنسي” وغيرهما. أما روايته “زهور تأكلها النار” فتدور بين زمنين وتحول جذري سببته ثورة دينية وما تبعها من قتل وذبح وسبي وعنف.
وإضافة إلى تاج السر بلغ الكاتب إبراهيم نصرالله، وهو من مواليد عمان عام 1954 من أبوين فلسطينيين اقتُلعا من أرضهما عام 1948، القائمة القصيرة للمرة الثانية هذا العام عن روايته “حرب الكلب الثانية”، وقد نشر الكاتب حتى الآن 14 ديوانا شعريا و14 رواية من ضمنها مشروعه الروائي الملهاة الفلسطينية المكون من سبع روايات تغطي 250 عاما من تاريخ فلسطين الحديث. وتتناول روايته “حرب الكلب الثانية” تحوّلات المجتمع والواقع بأسلوب فانتازي يفيد من العجائبية ومن الخيال العلمي في فضح الواقع وتشوهات المجتمع في التركيز على فساد الشخصية الرئيسية وتحولاتها بين موقعين مختلفين، من معارض إلى متطرف فاسد.
ومن الأسماء التي تبلغ القائمة القصيرة للجائزة للمرة الأولى الفلسطيني وليد الشرفا وهو من مواليد نابلس في فلسطين عام 1973. أستاذ الإعلام والدراسات الثقافية في جامعة بير زيت بفلسطين. أصدر مسرحيته الأولى بعنوان “محكمة الشعب” 1991، كما أصدر روايته “القادم من القيامة” عام 2013 وروايته الثانية “وارث الشواهد” في 2017.
وتتناول روايته “وارث الشواهد” قصة الفلسطيني “الوحيد” الذي يعود إلى الوراء حين كان طفلا أثناء حرب حزيران 1967، ويتذكر أن جده وأباه هاجرا قسرا من قريتهما “عين حوض” التي حولها الإسرائيليون إلى قرية للفنانين، وصار اسمها “عين هود”. وكيف عاد باحثا عن ماضيه فتورط في قتل شرطي.
وإضافة إلى الشرفا بلغت الكاتبة السورية ديمة ونوس القائمة القصيرة للبوكر العربية للمرة الأولى، وهي كاتبة من مواليد دمشق 1982. درست الأدب الفرنسي والترجمة في جامعة دمشق والسوربون. صدرت لها مجموعة قصصية بعنوان “تفاصيل” (2007) كما اختيرت ضمن أفضل كتاب العرب تحت سن الأربعين في مسابقة بيروت 39 سنة 2009. وتتناول روايتها “الخائفون” سيرة امرأة مصنوعة من الخوف، وخبايا الحب والتشابك بين الكاتب وشخصياته.
منذ تأسيسها خلقت الجائزة العالمية للرواية العربية البوكر حراكا هاما ساهم في تطور مذهل للرواية العربية كمّا وكيفا. وبعد إعلانها عن القائمة الطويلة التي ضمت 16 رواية، صادرة بين يوليو 2016 ويونيو 2017، التي ينتمي كتابها إلى 10 دول، أعلنت الجائزة عن قائمتها القصيرة المتكونة من ست روايات، ومن المقرر إعلان اسم الرواية الفائزة في 24 أبريل المقبل في الإمارات عشية افتتاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب.
أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية البوكر، الأربعاء، عن القائمة القصيرة للروايات المرشّحة لنيل الجائزة في دورتها العاشرة، والتي ضمت ست روايات من العراق والسودان وفلسطين والسعودية والأردن وسوريا.
وقال ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة، في مؤتمر صحافي أقيم بالعاصمة الأردنية عمان “هذا يوم مهم للجائزة لأننا نحتفل بالدورة العاشرة لجائزة أحدثت صدى، وخلقت بيئة جديدة للكتابة الروائية العربية”.
وضمت القائمة روايات “ساعة بغداد” للعراقية شهد الراوي و”زهور تأكلها النار” للسوداني أمير تاج السر و”وارث الشواهد” للفلسطيني وليد الشرفا.كما ضمت القائمة روايات “الحالة الحرجة للمدعو ك” للسعودي عزيز محمد و”حرب الكلب الثانية” للأردني إبراهيم نصرالله و”الخائفون” للسورية ديمة ونوس.
وقد تشكلت لجنة التحكيم من الأكاديمي والناقد الأردني إبراهيم السعافين والكاتبة السلوفينية باربرا سكوبيتس والروائي الفلسطيني محمود شقير والمترجمة الجزائرية إنعام بيوض والكاتب الإنكليزي من أصل سوداني جمال محجوب.
التنوع المطلوب
جاء في تقرير لجنة التحكيم التي يترأسها الناقد إبراهيم سعافين في المؤتمر الصحافي الذي أقيم بالعاصمة الأردنية عمان أن رواية “ساعة بغداد” ذاكرة المكان والهوّية، تصوغ في بساطة وعمق المصير الإنساني في علاقة المحلة البغدادية بالزمان مع تقلبات الشخصية الرئيسية، بينما “زهور تأكلها النار” تصور ثراء المشهد الإنساني في طقوسه، ثم وقوع البناء الاجتماعي والاقتصادي تحت سيطرة الجهل والأحادية.
أما رواية “وارث الشواهد” فاعتبرتها اللجنة رواية تمعن الغوص في أعماق معاناة الذات الإنسانية للواقعين تحت الاحتلال وسلخ الهوية. فيما تصف رواية “الحالة الحرجة للمدعو ك”، في سرد ذكي يُعنى بالتفاصيل الدقيقة، صراع مريض بالسرطان ورؤيته للوجود من ذلك المنطلق. بينما تتناول رواية “حرب الكلب الثانية” من منظور عجائبي وغرائبي النفس البشرية وتحولات المجتمع والشخصية بأسلوب فانتازي يفيد أكثر من أسلوب الخيال العلمي. في حين أن رواية “الخائفون” تصور ثنائية المواطن والسلطة وتفضح العلاقة الشاذة بينهما، مركزة على ثيمة الخوف اللصيقة بحياة الفرد والمجتمع.
وكشفت اللجنة أنّ شهد الراوي من العراق وعزيز محمد من السعودية هما أصغر كتاب القائمة الطويلة سنا، كما أنّ الروايتين هما أول عمل روائي لكلا الكاتبين. وقد تمت ترجمة رواية “ساعة بغداد” لشهد الراوي إلى الإنكليزية وستصدر في يونيو من هذا العام عن دار وونورلد.
ومن بين الكتاب الآخرين المتنافسين على الفوز بالجائزة، كاتبان سبق لهما الوصول إلى القائمة القصيرة هما الكاتب السوداني أمير تاج السر المرشح في القائمة القصيرة عن روايته “صائد اليرقات” عام 2011، والروائي الفلسطيني الأردني إبراهيم نصرالله المرشح عن “زمن الخيول البيضاء”، عام 2009. كما أن تاج السر ونصرالله قد أشرفا على ورشة إبداع “الندوة” التي تنظمها الجائزة سنويا للكتاب الشباب الموهوبين.
وعلّق السعافين، رئيس لجنة التحكيم، بالقول “تناولت روايات القائمة القصيرة الست موضوعات اجتماعية وسياسية ووجودية. وقد وظفت تقنيات سردية مختلفة مستلهمة من التحولات الحديثة للرواية العالمية في معالجتها للبعدين الغرائبي والعجائبي. ولا تخلو الروايات الست من تقاطعات وإسقاطات على الواقع الجديد، مع تجاوزها للوثوقي واليقيني”.
وبدوره قال سليمان “تألفت القائمة القصيرة لهذه الدورة من أعمال تشتبك مع واقعها العربي بمآلاته وشظاياه المغموسة بهموم كابوسية، وكأنها عمليات حفر في مواقع الألم. هذا الحفر بالكلمات لا بد منه إذا أردنا أن ننخرط في الوقع ونتجاوزه في آن واحد”.
كتاب وروايات
أول الأسماء المفاجئة التي ضمتها القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية البوكر، شهد الراوي الكاتبة العراقية التي ولدت في بغداد عام 1986، نشرت روايتها الأولى “ساعة بغداد” عام 2016. تدور أحداث الرواية في حي من مدينة بغداد، وتسرد على لسان طفلة، تلتقي صديقتها في عام 1991، في ملجأ محصّن ضد الغارات أثناء الحملة الجوية لدول التحالف على العاصمة بغداد. تتشارك الطفلتان الآمال والأحلام وتتداخل الأحلام مع الخيالات والأوهام.
ثاني الأسماء التي تبلغ القائمة بعمل روائي هو الأول في مسيرتها عزيز محمد السعودي من مواليد مدينة الخبر في السعودية عام 1987. وقد كتب في الشعر والقصة القصيرة وصدرت روايته الأولى “الحالة الحرجة للمدعو ك” عام 2017. والرواية تتناول سيرة بطلها “ك” الذي يقرر إثر قراءته كافكا، أن يكتب يومياته أيضا، إلا أنه يصطدم بقدراته المحدودة وحياته المفتقرة إلى الأحداث إلى حين أن يتلقى خبرا يقلب كل هذا رأسا على عقب.
ومن الأسماء المعروفة والتي سبق لها أن بلغت القائمة القصيرة سابقا، الروائي السوداني أمير تاج السر، وهو من مواليد السودان عام 1960. يعمل طبيبا للأمراض الباطنية في قطر. كتب الشعر مبكرا ثم اتجه إلى كتابة الرواية في أواخر الثمانينات. صدرت له 24 كتابا في الرواية والسيرة والشعر. من أعماله “مهر الصياح” و”العطر الفرنسي” وغيرهما. أما روايته “زهور تأكلها النار” فتدور بين زمنين وتحول جذري سببته ثورة دينية وما تبعها من قتل وذبح وسبي وعنف.
وإضافة إلى تاج السر بلغ الكاتب إبراهيم نصرالله، وهو من مواليد عمان عام 1954 من أبوين فلسطينيين اقتُلعا من أرضهما عام 1948، القائمة القصيرة للمرة الثانية هذا العام عن روايته “حرب الكلب الثانية”، وقد نشر الكاتب حتى الآن 14 ديوانا شعريا و14 رواية من ضمنها مشروعه الروائي الملهاة الفلسطينية المكون من سبع روايات تغطي 250 عاما من تاريخ فلسطين الحديث. وتتناول روايته “حرب الكلب الثانية” تحوّلات المجتمع والواقع بأسلوب فانتازي يفيد من العجائبية ومن الخيال العلمي في فضح الواقع وتشوهات المجتمع في التركيز على فساد الشخصية الرئيسية وتحولاتها بين موقعين مختلفين، من معارض إلى متطرف فاسد.
ومن الأسماء التي تبلغ القائمة القصيرة للجائزة للمرة الأولى الفلسطيني وليد الشرفا وهو من مواليد نابلس في فلسطين عام 1973. أستاذ الإعلام والدراسات الثقافية في جامعة بير زيت بفلسطين. أصدر مسرحيته الأولى بعنوان “محكمة الشعب” 1991، كما أصدر روايته “القادم من القيامة” عام 2013 وروايته الثانية “وارث الشواهد” في 2017.
وتتناول روايته “وارث الشواهد” قصة الفلسطيني “الوحيد” الذي يعود إلى الوراء حين كان طفلا أثناء حرب حزيران 1967، ويتذكر أن جده وأباه هاجرا قسرا من قريتهما “عين حوض” التي حولها الإسرائيليون إلى قرية للفنانين، وصار اسمها “عين هود”. وكيف عاد باحثا عن ماضيه فتورط في قتل شرطي.
وإضافة إلى الشرفا بلغت الكاتبة السورية ديمة ونوس القائمة القصيرة للبوكر العربية للمرة الأولى، وهي كاتبة من مواليد دمشق 1982. درست الأدب الفرنسي والترجمة في جامعة دمشق والسوربون. صدرت لها مجموعة قصصية بعنوان “تفاصيل” (2007) كما اختيرت ضمن أفضل كتاب العرب تحت سن الأربعين في مسابقة بيروت 39 سنة 2009. وتتناول روايتها “الخائفون” سيرة امرأة مصنوعة من الخوف، وخبايا الحب والتشابك بين الكاتب وشخصياته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.