استجابة لمطالب عدد من المثقفين وافق فاروق حسني وزير الثقافة المصري علي ضم زقاق المدق إلي مشروع القاهرة الفاطمية، والعمل علي إنجاز وتبني مركز نجيب محفوظ لمشروع "المزارات المحفوظية" ليفتتح في ديسمبر المقبل.. وجاءت موافقة وزير الثقافة استجابة للاقتراح الذي تقدم به الروائي جمال الغيطاني بتحويل "زقاق المدق" القابع بشارع الجمالية إلي محمية ثقافية، وتم تشكيل لجنة ثقافية ضمت كلًا من: الكاتب محمد سلماوي، والروائي يوسف القعيد، والقاص سعيد الكفرواي، وتم الاتفاق علي أن يبدأ المشروع بتسجيل الأماكن المرتبطة بنجيب محفوظ من المقاهي التي ارتادها، والبيوت التي أقام بها، ضمن الأماكن الأثرية لديه في القاهرة القديمة خصوصاً، علي أن يتم التعريف بهذه الأماكن وترميم ما يحتاج منها إلي ترميم؛ وأن يتم تحديد خط مسار للمزارات جميعها بوضع أسهم ولافتات للأماكن، وكذلك طبع كتيبات صغيرة توضح خارطة المزارات بلغات متعددة ليقوم السائحون بجولات ذات مسارات محددة تستعرض أماكن محفوظ. ومن الجدير بالذكر أن زقاق المدق هو أحد الازقة المتفرعة من منطقة الحسين بحي الأزهر الشريف بالقاهرة، وتتميز هذه المنطقة بأنها جزء من القاهرة الفاطمية، التي أسسها المعز لدين الله الفاطمي، منذ ما يزيد علي الألف عام.. وزقاق المدق هو زقاق شعبي صغير، ألف عنه الأديب الراحل صاحب جائزة "نوبل" إحدي رواياته والمسماة باسم الزقاق ذاته، ويتخذ نجيب محفوظ من روايته مجهرا يدقق من خلال عدساته ليري الدنيا أجمع مكبرة ملايين المرات، فهو لا يروي حكاية الزقاق وأهله، بل من خلال الزقاق يروي حكاية العالم؛ لتصبح الرواية عملًا إبداعيا شديد المحلية والواقعية لحياة شريحة كبيرة من جمهور القاهرة. فالصراع في "زقاق المدق" قائم علي أساس علاقة الإنسان بالمكان، والعلاقات بين الناس وبعضهم البعض، وعلاقاتهم بالعالم الخارجي وتأثرهم به، مع الحفاظ علي الهوية والأصالة المميزة له، والتي ظل محتفظاً بها علي مدي الأزمان، وقد رسم محفوظ معالم وملامح الزقاق بدقة متناهية بعد أن بدأ الرواية باستعادة تاريخ الزقاق ومجده الغابر، والحديث عن أصالته، وهي بداية ترسخ أهمية المكان، وتعمق أولويته من خلال تسليط ضوء البداية عليه، وقد برز ذلك المكان كبطل مهيمن علي الأحداث.