تعهد الرئيس المصري حسني مبارك بتعقب الجهات التي خططت لتفجير الاسكندرية في الساعات الأولى من فجر أول أيام العام الميلادي الجديد، وأضاف في كلمة بثها التلفزيون المصري أن هذا الانفجار استهدف الوطن بأقباطه ومسلميه، مطالبا المصريين بالوقوف صفًا واحدًا في مواجهة ما سماها قوى الإرهاب والمتربصين بأمن الوطن، وصفًا انفجار الاسكندرية بأنه حلقة من حلقات الوقيعة بين الأقباط والمسلمين، وأن مصر برمتها هي المستهدفة، وأن قوى الإرهاب لن تنال من مصر، مضيفًا "لقد كسبنا معركتنا ضد الإرهاب في سنوات التسعينات". وكان الانفجار استهدف كنيسة في حي سيدي بشر بالاسكندرية مما أدى الى مقتل 21 شخصًا وإصابة 97 آخرين حسب مصادر وزارة الصحة، واعتقد في البداية انه ناجم عن تفجير سيارة أمام الكنيسة لكن الشرطة رجحت بعد ذلك ان انتحاريا فجر قنبلة محلية الصنع، وقال مصدر أمني "أكد فحص المعمل الجنائى أن العبوة الإنفجارية التى تسببت فى الحادث محلية الصنع تحتوى على صواميل ورولمان بلى لإحداث أكبر عدد من الإصابات"، كما ذكر أن ملابسات الحادث فى ظل الأساليب السائدة حاليًا للأنشطة الإرهابية على مستوى العالم والمنطقة تشير بوضوح إلى أن عناصر خارجية قد قامت بالتخطيط ومتابعة التنفيذ، فيما المصدر الأمنى تصريحاته بأن الإجراءات الأمنية المكثفة جارية على أوسع نطاق لسرعة كشف كافة أبعاد الحادث. وقال بيان للكنيسة - أمس، السبت - إن حوالي 25 شخصًا قتلوا في الانفجار، مضيفًا أنه أسقط 20 شهيدا غير الأشلاء التي لم يتم التعرف عليها بعد والتي قد تكون لحوالي أربعة أو خمسة أشخاص آخرين، ويذكر أن هناك 80 مصابًا يخضعون للعلاج بخلاف الذين تم علاجهم وغادروا المستشفى، وكان عدد كبير من المسيحيين يغادرون الكنيسة وقت وقوع الانفجار بعد احتفال داخلها برأس السنة الميلادية، فيما تسبب الانفجار في تلفيات في سيارات في الشارع وداخل الكنيسة وحطم زجاج الكنيسة وزجاج مبان مجاورة وتناثر في دائرة قطرها نحو 100 متر، وكان الرئيس حسني مبارك قال في كلمته التي وجهها الى الشعب المصري ان الهجوم عملية ارهابية تحمل في طياتها دلائل تورط أصابع خارجية. وذكر شهود عيان أن اشتباكات وقعت بين مسيحيين ومسلمين في مدينة الاسكندرية وتم اتلاف العديد من السيارات عقب الانفجار، وقال الأب مينا عادل لوكالة أنباء أسوشييتد برس إن ما يربو على ألف شخص كانوا داخل الكنيسة لحضور قداس، وإن الانفجار وقع بعد نهاية القداس، وأضاف الأب عادل "كنت داخل الكنيسة وسمعت دوي انفجار كبير" وقال إن النار اشتعلت ببعض الجثث، ووردت أنباء عن محاولة مسيحيين اقتحام المساجد المجاورة لمنطقة الانفجار وإطلاق قوات الامن القنابلالمسيلة للدموع واشتباكات بين بعض المسيحيين ورجال الشرطة. ويذكر أن التوتر الطائفي قد تصاعد في مصر في السنة الأخيرة، ويقول المحللون ان عجز الحكومة عن التعامل مع شكاوى الأقباط من التمييز قد ساهم في زيادة التوتر، وبدأ الأقباط في مصر بالشكوى بشكل متزايد في الفترة الأخيرة من التمييز الذي يقولون إنه يتبع ضدهم، وفي يناير من العام الماضي قتل ستة مسيحيين ورجل شرطة مسلم في هجوم بالرصاص خارج كنيسة في مدينة قنا بجنوب البلاد مما تسبب في اندلاع احتجاجات، ويتهم مسلمون مسيحيين بتخزين أسلحة في كنائس وارغام مسيحيات على العيش في أديرة رغم دخولهن في الاسلام.