فالصحف القومية وصحف المعارضة والصحف المستقلة ، تعيش حالة من الهياج اللفظي والمعنوي ، للدرجة التي خصصت فيها بعض الصحف صفحات كاملة وكتاب كبار وأسماء معروفة للرد والشد والجذب ، وهو ما دفع بعض المراكز المتخصصة إلى رصد ما يحدث وعمل عينات عشوائية عن تجاوزات الصحفين والصحف ، كما جاء في القاهرة في عددها 457 . قد يفهم البعض من سياق الكلام ، أن القضية هي خروج الصحف عن النص ضد الدولة أو رموزها أو نشر فضائح لرجال الأعمال ، أو قضايا فساد لا تتستر فيها على تفصيلة كبيرة أو صغيرة ، والمؤسف أنه ليس كل هذا لأن القضية ، شخصية بحتة بين الصحفين وبعضهم والصحف وبعضها ، وحسب إحصائيات التجاوز جاءت روزاليوسف في المقدمة ، تلتها جريدة الوطني اليوم ، ثم مجلة روز اليوسف وبعدها الجمهورية ، وجاء الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل ، أحد أكثر الكتاب حصل على كم تجاوزات ضده ، للدرجة التي وصف فيها داخل أحد مقالات رئيس تحرير جريدة قومية " بالألعبان " ورسموه من خلال كاريكاتير على شكل الثعبان يدخن سيجارا ، مع وصفه في كتابات أخرى بالنرجسية والهلوسة وتزيف المعلومات وغيره! وحصلت صحافة الحكومة أو القومية على العديد من الألقاب داخل الصحف المستقلة أو الخاصة ، مثل : "صحافة الهبلة ومسكوها طبلة" ، و"حولت النملة إلى فيل" ، والمانشيت في احد الصحف الخاصة ، صحافة تدعي العفة وهي عاهرة ، واتهمت احدى الصحف الحكومية الصحف الخاصة بأنها تفبرك الموضوعات ، خاصة عمليات التعذيب بأقسام الشرطة وتتلقى أموالا مشبوهة لتنفيذ أجندة غربية ، وشبوهها بماسورة الصرف الصحي وان الناس ادمنوا رائحة المجاري والعفن ، ووصفت روز اليوسف ما تقدمه الدستور بأنه بضاعة مغشوشة ورديئة وكل ما تحتويه لا يخرج عن مجرد شائعات ، ووصفت الصحافة الحزبية بأنها على اختلاف الأحزاب التي تعبر عنها تشترك في آرائها ورافضين التقدم حتى صاروا مثل بن لادن ، ووصفت في مجلة روز اليوسف بالمرستان واصفين الصحفيين في هذه الصحف بمن يستخدمون لبيسة الجزم بدلا من القلم وانه يبدو للقارئ وقورا ثم يلعب له حواجبه ويخرج لسانه. ووصف ابراهيم عيسى من خلال الصحافة الحكومية بأنه ناظر مدرسة العبثية في الصحافة ، هل هي هجمة جديدة يريد بها شغل الصحافة المصرية وتوقيعها في بعضها ، أم هو منهج أفرزه المناخ الفاسد ، فمهما كانت المنافسة تظل هناك خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها ، وقيم لا يصح إهدارها ولا حتى شغل القارئ بقضايا شخصية وعنف نفسي امتد من الصدور إلى الأوراق ، إننا نتجه بالصحافة المصرية إلى مصير جديد قد ينتهي بها إلى لعب الحواجب وإخراج اللسان!! يا استاذ هشام.. ياكنج الصحافيين .. الم تعلم حتى الان ان الصحافة في بلادنا اصبحت من اكثر انواع البيزنس المربح ؟!!!! انظر الى القنوات الفضائية وانت تعلم سواء برامج رياضية او سياسية او فنية او (هبلاونية).. ياعم هشام الله يكرمك كله بياكل عيش .. وانت اعلم مني بالدهاليز الصحافية ومايجرى فيها وكله .. بيزنس سواء من الحكومة او من الصحافيين .. وربنا يجعله عامر!!!!!