علي أثر القفزة الهائلة التي شهدتها سوق الكتاب المصرية خلال السنوات القريبة الأخيرة، وظهور المدوّنات، بل وما تبعها من انتشار تطبيقات استخدام الإنترنت المختلفة، تبدي علي المشهد الثقافي الدور البارز الذي لعبته المدونات في الترويج لبعض الكتب من خلال الإشارة إليها أو الكتابة عنها، ساعد علي ذلك كون بعض المدونين كتاباً في الأساس مما حدا بهم لاستخدام المدونة في الترويج لكتاباتهم.. الأمر الذي رسخ لأهمية القراءة لدي جيل كامل من المدونين ومستخدمي الإنترنت، تبعها ظهور العديد من المدونات الجديدة تخصصت فقط في قراءة الكتب والمتابعات النقدية لكل ما يصدر عن دور النشر المصرية والعربية، ومن ضمن تلك التحديثات مدونة "قرأت مؤخرا"، والتي تقدم المدونة نفسها بصفتها مدونة جماعية يشارك في تحريرها أكثر من مدون. تتصدر الصفحة الرئيسية للمدونة فقرة بالعامية، نصها: "قرأت مؤخرا، مدونة لكل الناس ولكل الكتب اللي هنقراها واللي خلاص خلصناها، هنكتب هنا تعليقنا علي الكتب دي وإيه عجبنا وإيه لا، يعني كل واحد فينا هيمسك كتاب عجبه أو ما عجبوش، وهيعلق عليه بأسلوبه، أي حد عايز يكون معانا يبعت لنا علي طول، وأهلا بيه في أي وقت". بدأت مدونة "قرأت مؤخرًا" منذ العام 2009 ويشارك في تحريرها ما يربو علي العشرة مدونين، تتنوع الكتب التي يعرض لها المشاركون ما بين كتب التنمية الذاتية والروايات العربية أو الأجنبية، بلغة بسيطة، وأحيانا أخري بأحكامها النقدية الانطباعية. إلا أن معظم عروض الكتب علي المدونة لا تتصف دومًا بالإيجابية؛ إذ إنه أحيانًا ما يتم توجيه نقد قاس لبعض الكتب والأعمال الأدبية، وأبرز تلك الحالات تدوينة أحمد سعد عن رواية "أنين" للكاتب شريف ثابت، ولكن ما أخذ علي التدوينة أنه كان يكتب جزءا من الحوار بالعامية وآخر بالفصحي، وهو ما سبب له بعض الارتباك. ومن الجدير بالذكر، أن هناك عددًا من المدونات الأخري الشخصية المخصصة لتقديم عروض الكتب منها مدونة "جناحي الطائر" لشمس الدين، والتي تتصدر صفحتها الرئيسية عبارة: "ستتقدم هذه الأمة عندما تغير اهتماماتها المنغمسة فيها للنخاع: متابعة المسلسلات والأفلام والطرب ونجومهم، وتهتم أكثر بالعلم والثقافة". وتركز المدونة علي الكتب الفكرية والنقدية؛ حيث تعرض في إحدي تدويناتها كتاب "المرأة والدين والأخلاق" للدكتورة هبة رءوف عزت، ود. نوال السعداوي، كما تعرض المدونة للندوات والفعاليات الثقافية المختلفة، لتقدم تطوعا تغطيات واسعة لها، وتنقل مشاركات القراء معها في انطباعتها عن معارض الكتب المختلفة.