يسود الانقسام الحزب "الوطني" حيال المقترح بتسمية الرئيس حسني مبارك مرشحًا للانتخابات الرئاسية، وذلك خلال المؤتمر العام للحزب المقرر انعقاده في ديسمبر، بعد انتهاء انتخابات مجلس الشعب القادمة، والتبكير بالإعلان عن تسميته دون الانتظار إلي الصيف المقبل كما هو محدد للإعلان رسميا عن اسم مرشح الحزب للانتخابات المقررة نهاية العام المقبل. ويتبني فريق داخل الحزب مطالب بضرورة الإسراع بإعلان تسمية الرئيس مبارك كمرشح وحيد للحزب خلال انتخابات الرئاسة القادمة، من أجل تبديد حالة الغموض السائدة علي الساحة السياسية، ووضع حد للتكهنات حول هوية المرشح الرئاسي، خاصة مع وجود قناعة داخل أحزاب المعارضة وجماعة "الإخوان المسلمين" بعدم جدوي طرح أي مرشح أمام الرئيس إذا قرر خوض الانتخابات. أما الفريق الآخر، فلا يري ضرورة تستدعي الإسراع بالإعلان عن اسم مرشح الحزب قبل الانتخابات بعام، خاصة مع تراجع الضغوط علي النظام من قبل المعارضة، والمخاوف من إمكانية حدوث فراغ سياسي كما بدا خلال الفترة التي أعقبت إجراء الرئيس مبارك للعملية الجراحية في مارس الماضي. ويتحجج أصحاب هذا الرأي بتلاشي حالة الصخب التي كان أثارها د. محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، عقب عودته إلي مصر في فبراير الماضي مع إعلان اعتزامه منافسة مرشح الحزب في الانتخابات الرئاسية، الأمر الذي يراه أنصار هذا الرأي يفرض علي الحزب تأجيل إعلان اختيار الرئيس إلي الموعد المحدد في صيف 2011. ولم يحسم الجدل بعد داخل الحزب، فيما ينتظر الجميع عرض الأمر علي الرئيس مبارك للبت في مصير ترشحه من عدمه بعد انتخابات مجلس الشعب القادمة، خاصة أن تركيز الحزب منصب حاليا علي الحفاظ علي الانتخابات البرلمانية المقررة في 28 نوفمبر الجاري، مما يتطلب التركيز فقط علي هذا الملف. غير أن هناك اتفاقا يصل إلي حد الإجماع داخل الحزب بأن الرئيس مبارك سيكون هو مرشح الحزب للانتخابات الرئاسة القادمة علي أن تكون الولاية الأخيرة له بعدها يختار الرئيس خليفته في الحكم في تكرر لسيناريو الرئيس الراحل أنور السادات، الذي اختار مبارك نائبًا له ومهد ذلك لوصوله إلي الحكم في 1981. وكان صفوت الشريف الأمين العام للحزب "الوطني"، قد صرح في وقت سابق بأن هناك "إجماعًا" داخل الحزب علي ترشيح الرئيس حسني مبارك (82 عامًا) للانتخابات الرئاسية المقررة في العام المقبل، إلا أن مسألة الترشح ستتوقف علي الرئيس نفسه. ولم يحدد مبارك الذي أجريت له جراحة ناجحة في المرارة في مارس ما إذا كان سيسعي إلي ترشيح نفسه لفترة سادسة، وإذا قرر عدم الترشح فإن الرأي الأكثر شيوعًا هو أن المؤسسة الحاكمة ستدعم نجله جمال (46 عامًا) للرئاسة. وكان قد صرح علي هامش زيارته للولايات المتحدة في أغسطس من العام الماضي التي رافقه فيها نجله جمال، بأنه لا يزال من المبكر الحديث عن مسألة ترشحه للرئاسة لفترة أخري.. مشيرا إلي أن الحديث عن ترشيح نجله للرئاسة "هو لمجرد البروباجندا لتوجيه النقد للنظام وأن الموضوع خارج تفكيره تماما".