تواصل سلسلة "ذاكرة الفن" الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب في إصدار الدراسات البحثية لأعلام الفنون ولأصحاب الرؤى الإبداعية، لتكون دافعا للأجيال الجديدة ودارسي الفن نحو المعرفة، ونحو تجديد رؤاهم في ضوء إنجازات من سبقوهم على طريق الأصالة المصرية والحداثة العصرية. وقد صدرت دراسة عن الفنان التشكيلي شوقي زغلول، يذكر الباحث د. رضا عبدالسلام في مقدمتها: منذ تخرج شوقي في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1972 في قسم التصوير عكف على الإنتاج والعمل بدأب، والمشاركة في كافة المعارض المشتركة والجماعية، وأنتج بالفعل رسوما غزيرة تتسم بالتنوع والثراء والدهشة جعلت منه فنانا مميزا يقف عن جدارة في طليعة تيار الحداثة المصرية خلال فترة السبعينيات. وفي المقدمة يشير إلى "مشروع التخرج.. بذرة التميز"، قائلا: كان المشروع مكونا من خمس لوحات تتناول علاقة المرأة بأشكال الطبيعة الصامتة. الجو العام للوحات كئيب وحزين، وهو يدل على استخدامه الألوان المخلطة الثقيلة من الرمادي والأسود والبني والأزرق، وهي “باليتة” تعكس منظومة لونية شجية محملة بالمعاناة والألم. ويضيف الباحث: تكاد لوحات شوقي عموما لا تخلو من تلك القامات الإنسانية التي يختزل فيها تصويره الفني. الإنسان باعتباره قضية. الإنسان الذي يصوره هنا بطريقة تسمح له بوضع ذلك الإبهام وكل ذلك الحزن على الوجه، والحزن شعور إنساني رهيف ائتلف معه شوقي وأصبح سمة على أعماله الفنية. وفي مجموعة أخرى من إبداعات الفنان شوقي خلال سنوات السبعينيات نراه يكشف لنا عن ولع خاص بالمرأة، باعتبارها موضوعا جماليا يتضمن شكلا ومعنى وموقفا فنيا تكون فيه صياغة المرأة النموذج الإنساني الأفضل والأمثل للتعبير عن فكر وإحساس الفنان أينما يوجد، وكم كانت المرأة كموضوع جمالي أو كقيمة تشكيلية مصدرا غنيا بل وحافزا مثيرا وملهما للعديد من الفنانين على مر فترات التاريخ قديمة وحديثة. ويقول الباحث: في مصر تناول عدد من المصريين المميزين المرأة بصفتها موضوعا جماليا ورمزا تعبيريا في كثير من لوحاتهم الفنية كل حسب اتجاهه وأسلوبه، ولعل الكثير منها لا يزال عالقا بذاكرتي ووجداني أذكر على سبيل المثال لا الحصر: (محمود سعيد – سيف وانلي – حامد ندا – حسن سلمان)، وعند شوقي زغلول نجدها قد شغلت حيزا كبيرا من عقله ووجدانه، وبها بدأ أولى لوحاته، وبها أنهى آخرها قبل وفاته ورحيله منها. ويتطرق الباحث إلى مرحلة الثمانينيات في أعمال الفنان شوقي، قائلا: خلال السنوات العشر التي أمضاها الفنان في الكويت مدرسا ورساما صحفيا، أنتج عددا كبيرا من اللوحات ما بين مساحة صغيرة وكبيرة على الورق والقماش يقارب المائتي لوحة، بعد أن توفرت لديه الألوان والأدوات والجو المناسب. ويذكر الباحث: كثيرا ما يلجأ شوقي إلى استخدام عنصر الخط المحتزل باعتباره وسيطا تعبيريا سريعا ينهي به عناصر أشكاله، وأحيانا يضيف التبشيرات الظلية لإظهار الظل والنور وتجسيد الشكل والإيحاء بالبعد المنظوري، هذا في حال ما إذا كان الفنان يستعين بهذه الرسوم المتآنية في عمل لوحات تصويرية ذات مساحة كبيرة نسبية، وأحيانا يكتفي بترك هذه الرسوم على ما هي عليه وعدم الاستعانة بها في شيء لأنها وليدة حالة ورغبة ملحة في الرسم، وأحيانا أخرى عندما كان يرسم ما من بنات أفكاره ينهيه في حينه. ويضيف الباحث: أشرنا في البداية إلى أن شوقي نادرا ما كان يخطط لعمل آخر بل كان يفضل الرسم وإنهاءه في حينه بإضافة اللون كي يكون العمل الفني غنيا بالمشاعر وبطلاقة التعبير اللحظي، ولأنه كان مولعا بالرسم خارج المرسم نجده كان يرسم كثيرا أينما حل به المقام، على مقهى شعبي، أثناء تجواله في قاهرة المعز الفاطمية، أيام المناسبات الدينية، أو بمجرد أن شاهد مشهدا ما في الواقع، أو طافت بخياله فكرة، نتج عنها عدد وافر من الرسوم المتنوعة النادرة التي تعد بحق وثائق مرجعية لفكرة وحياة الفنان خلال مشوار حياته الفنية. وفي الخاتمة، يذكر الباحث: لماذا كان الواحد والأربعون هو السن الذي يختاره الموت ليختطف فيه أرواح عدد من أنبغ الفنانين؟ في هذه السن أو بعدها بأعوام قليلة اختطف الموت من حياتنا الفنية سلسلة من مبدعينا الكبار، بدءا من النحات محمود مختار، الرسام كمال خليفة… إلخ. وها هو المصور شوقي زغلول يلحق ببعضهم ويسبق البعض الآخر عام 1988، وهو في الواحد والأربعين من عمره في حادث عبثي بمدينة الكويت، حيث كان قد ذهب باحثا عن أمان واستقرار له ولأسرته. تواصل سلسلة "ذاكرة الفن" الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب في إصدار الدراسات البحثية لأعلام الفنون ولأصحاب الرؤى الإبداعية، لتكون دافعا للأجيال الجديدة ودارسي الفن نحو المعرفة، ونحو تجديد رؤاهم في ضوء إنجازات من سبقوهم على طريق الأصالة المصرية والحداثة العصرية. وقد صدرت دراسة عن الفنان التشكيلي شوقي زغلول، يذكر الباحث د. رضا عبدالسلام في مقدمتها: منذ تخرج شوقي في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1972 في قسم التصوير عكف على الإنتاج والعمل بدأب، والمشاركة في كافة المعارض المشتركة والجماعية، وأنتج بالفعل رسوما غزيرة تتسم بالتنوع والثراء والدهشة جعلت منه فنانا مميزا يقف عن جدارة في طليعة تيار الحداثة المصرية خلال فترة السبعينيات. وفي المقدمة يشير إلى "مشروع التخرج.. بذرة التميز"، قائلا: كان المشروع مكونا من خمس لوحات تتناول علاقة المرأة بأشكال الطبيعة الصامتة. الجو العام للوحات كئيب وحزين، وهو يدل على استخدامه الألوان المخلطة الثقيلة من الرمادي والأسود والبني والأزرق، وهي “باليتة” تعكس منظومة لونية شجية محملة بالمعاناة والألم. ويضيف الباحث: تكاد لوحات شوقي عموما لا تخلو من تلك القامات الإنسانية التي يختزل فيها تصويره الفني. الإنسان باعتباره قضية. الإنسان الذي يصوره هنا بطريقة تسمح له بوضع ذلك الإبهام وكل ذلك الحزن على الوجه، والحزن شعور إنساني رهيف ائتلف معه شوقي وأصبح سمة على أعماله الفنية. وفي مجموعة أخرى من إبداعات الفنان شوقي خلال سنوات السبعينيات نراه يكشف لنا عن ولع خاص بالمرأة، باعتبارها موضوعا جماليا يتضمن شكلا ومعنى وموقفا فنيا تكون فيه صياغة المرأة النموذج الإنساني الأفضل والأمثل للتعبير عن فكر وإحساس الفنان أينما يوجد، وكم كانت المرأة كموضوع جمالي أو كقيمة تشكيلية مصدرا غنيا بل وحافزا مثيرا وملهما للعديد من الفنانين على مر فترات التاريخ قديمة وحديثة. ويقول الباحث: في مصر تناول عدد من المصريين المميزين المرأة بصفتها موضوعا جماليا ورمزا تعبيريا في كثير من لوحاتهم الفنية كل حسب اتجاهه وأسلوبه، ولعل الكثير منها لا يزال عالقا بذاكرتي ووجداني أذكر على سبيل المثال لا الحصر: (محمود سعيد – سيف وانلي – حامد ندا – حسن سلمان)، وعند شوقي زغلول نجدها قد شغلت حيزا كبيرا من عقله ووجدانه، وبها بدأ أولى لوحاته، وبها أنهى آخرها قبل وفاته ورحيله منها. ويتطرق الباحث إلى مرحلة الثمانينيات في أعمال الفنان شوقي، قائلا: خلال السنوات العشر التي أمضاها الفنان في الكويت مدرسا ورساما صحفيا، أنتج عددا كبيرا من اللوحات ما بين مساحة صغيرة وكبيرة على الورق والقماش يقارب المائتي لوحة، بعد أن توفرت لديه الألوان والأدوات والجو المناسب. ويذكر الباحث: كثيرا ما يلجأ شوقي إلى استخدام عنصر الخط المحتزل باعتباره وسيطا تعبيريا سريعا ينهي به عناصر أشكاله، وأحيانا يضيف التبشيرات الظلية لإظهار الظل والنور وتجسيد الشكل والإيحاء بالبعد المنظوري، هذا في حال ما إذا كان الفنان يستعين بهذه الرسوم المتآنية في عمل لوحات تصويرية ذات مساحة كبيرة نسبية، وأحيانا يكتفي بترك هذه الرسوم على ما هي عليه وعدم الاستعانة بها في شيء لأنها وليدة حالة ورغبة ملحة في الرسم، وأحيانا أخرى عندما كان يرسم ما من بنات أفكاره ينهيه في حينه. ويضيف الباحث: أشرنا في البداية إلى أن شوقي نادرا ما كان يخطط لعمل آخر بل كان يفضل الرسم وإنهاءه في حينه بإضافة اللون كي يكون العمل الفني غنيا بالمشاعر وبطلاقة التعبير اللحظي، ولأنه كان مولعا بالرسم خارج المرسم نجده كان يرسم كثيرا أينما حل به المقام، على مقهى شعبي، أثناء تجواله في قاهرة المعز الفاطمية، أيام المناسبات الدينية، أو بمجرد أن شاهد مشهدا ما في الواقع، أو طافت بخياله فكرة، نتج عنها عدد وافر من الرسوم المتنوعة النادرة التي تعد بحق وثائق مرجعية لفكرة وحياة الفنان خلال مشوار حياته الفنية. وفي الخاتمة، يذكر الباحث: لماذا كان الواحد والأربعون هو السن الذي يختاره الموت ليختطف فيه أرواح عدد من أنبغ الفنانين؟ في هذه السن أو بعدها بأعوام قليلة اختطف الموت من حياتنا الفنية سلسلة من مبدعينا الكبار، بدءا من النحات محمود مختار، الرسام كمال خليفة… إلخ. وها هو المصور شوقي زغلول يلحق ببعضهم ويسبق البعض الآخر عام 1988، وهو في الواحد والأربعين من عمره في حادث عبثي بمدينة الكويت، حيث كان قد ذهب باحثا عن أمان واستقرار له ولأسرته.