فى إطار حرص مصر على تهدئة الاجواء واستقرار الاوضاع فى السودان بين الشمال والجنوب .. بحث أحمد أبو الغيط وزير الخارجية مع نظيره السودانى على كرتى الوضع فى السودان ، والعلاقة بين الشمال والجنوب وكل الاجتهادات المطروحة على مائدة المفاوضات فى الوقت الحالى ، وكذلك الوضع الاقليمى والقوى الإقليمية والاجتماعات القادمة والاجتهادات المطروحة بشأن الوضع في السودان ، مشيرا الى أن كرتى أطلعه علي نتائج جولته التى قام بها فى الدول الاوروبية . وعقب مباحثات الوزيرين، أكد أبو الغيط إنه شرح للوزير السوداني الاتصالات التى تقوم بها مصر فى اعقاب الزيارة التى قام بها ابو الغيط والوزير عمر سليمان مؤخرا الى الخرطوم وجوبا.. مؤكدا على أن الهدف المصرى الان هو تأمين الاوضاع فى السودان ومنع اى توتر يؤدى الى اقتتال ، وان تتم العملية المتفق عليها فى اتفاق "نيفاشا" بشكل هادئ يؤدى الى استقرار السودان مهما كان القرار الناتج عن الإستفتاء سواء كان بالانفصال والتقسيم ام بالاستمرار فى وحدة هذا الوطن المجاور لمصر . وأكد ابو الغيط أن الاستفتاء هو أمر حتمى باعتبار أنه مؤكد وجوده فى اتفاق نيفاشا ، مشيرا في الوقت نفسه إلي أنه يجب أن يكون الاستفتاء مثلما نص عليه الإتفاق اى أنه استفتاء يعطى كل طرف حقه وفرصه. وأضاف أن فى كل الاحوال يجب أن يتم اى تأجيل اذا طرح بالتراضى بين الجانبين ومن خلال اقناعهم، بأن المصلحة تتطلب ذلك.. مشيرا إلي أن هناك مبدأ واضح تقبل به مصر وتتمسك به.. وهو ارادة الدولة المستضيفة ، أى أن الشمال او الجنوب او دولة السودان الحالية هى التى تقرر اذا ما كانت تقبل بوجود هذه القوات من عدمه مضيفا : أن حديث وزير الخارجية السودانى يشير الى عدم رضا السودان فى الوقت الحالى على الاقل بقبول أى فصل بين الشمال والجنوب عن طريق وجود قوات دولية" . من جانبه أكد علي كرتى وزير الخارجية السوداني أنه جاء الى مصر من أجل شرح أخر التطورات فى السودان.. وكذلك من أجل توضيح المواقف الأوروبية التى وجدها فى جولته الأخيرة بأوروبا ، مشيراً أن هناك حاجة لمعرفة الأوضاع الإقليمية حول السودان ، من حيث ما يجرى فى الإيجاد والاتحاد الإفريقي وما يجرى أيضا فى المستوى الدولي بالأمم المتحدة . وأكد كرتى أنه في ظل هذه الأمور كنا فى حاجة لتبادل الآراء وتبادل المعلومات لافتا إلى أن هناك تقييم مستمر من جانب السودان مع الخارجية المصرية والقيادة المصرية.. معتبرا أن مزيدا من المعرفة حول تطورات الأوضاع في السودان يساعد أيضا فى طرح قضية السودان فى المجتمعين الاقليمى والدولى .. لأن لمصر مكانتها الإقليمية والدولية.. بما يساعدها فى تقييم الأوضاع معنا فى الخطوات التى نقبل عليها.