ويمارسون بعض الطقوس والرقصات الغريبة علي أنغام الموسيقي الصاخبة. "صوت البلد" تنشر تفاصيل ونصوص الكتاب المقدس، لتحذر من "عبدة الشياطين" والذين يسمونه "المصحف الأسود" أو "الجلوة".. وفيه يخبرهم إبليس تعاليمه، ويعرفهم بنفسه وقدراته.. ويعد الكتاب محاولة لتقليد أسلوب القران بمنتهي السذاجة. وهذا الكتاب - كما يدعون - به تعاليم الرب إبليس بنفسه لأتباعه حيث يصفونه بأنه "المرشد بغير كتاب" ويقول الفصل الأول: "إذا كنت إبليسيا قوي العقيدة فان علاقتك ستكون منك له مباشرة وسيظهر لك لتستفتيه في كل أمورك كما يستفتي البعض قلبه". يتكون هذا المصحف من خمسة فصول ويبدأ الفصل الأول بقوله: "أنا كنت.. وموجود الآن.. وليست لي نهاية.. ولي تسلط علي الخلائق وتدبيري مصالح كل الذين تحت حوزتي.. أنا حاضر سريعا للذين يثقون بي ويدعونني عند الحاجة.. ما يخلو مني مكان من الدنيا. مشترك أنا بجميع الوقائع، التي يسميها الخارجون شروراً لأنها ليست حسب مرامهم.. كل زمان له مدبر بمشورتي.. كل جيل يتغير حتي رئيس هذا العالم، والرؤساء يقوم كل واحد بدوره ونوبته لكي يكمل وظيفته.. أعطي رخصتي حسب الطبيعة لبني الإنسان.. يحزن ويندم الذي يقاومني". ويستمر في هذا الهذيان ويضيف: "جميع الآلهة ليست لهم مداخلة بشغلي، ومنعي عنهم قضية مهمة. ليست الكتب الموجودة بين الخارجين هي حقيقية، ولا كتبها الأنبياء والمرسلون، ولكن زاغوا وبدلوا ومنعوا، كل واحد يبطل الآخر وينسخه.. الحق والباطل معلومان عندي.. حين وقوعهما بالتجربة، أعطي ميثاقي للذين يتكلون علي، وأعطيهم رأي المدبرين الحذاق، لأني كنت قد وكلتهم لأوقات معلومة عندي.. أذكر وأحرك الأمور اللازمة في حينها.. أرشد وأعلم الذين يتبعون تعليمي.. فإذا سمعوا قولي ووافقوا مشورتي، يجدون فيه لذة وفرحا وخيراً لهم". اما الفصل الثاني، فيتحدث عن مكافأته لأتباعه، وعن أنه المالك لزمام أمور البشر فيقول: "أنا أكافئ وأجازي نسل آدم بأنواع أعرفها.. بيدي قوة وتسلط علي جميع ما في الأرض من فوقها وتحتها.. ما أقبل معاملة غير العوالم، وما أمنع خير الذين هم خاصتي وهم حسب مرامي.. أسلم شغلي بيد الذين جربتهم وهم حسب مرامي.. أظهر في جميع الأشكال والأنواع للذين هم أمنائي وتحت مشورتي" . "آخذ وأعطي، أغني وأفقر، أسعد وأشقي، وذلك حسب الظروف والأوقات.. ليس هناك من يحق له أن يتدخل في شيء من تصرفي.. أجلب الأوجاع والأسآم علي الذين يضادونني.. ولا يموت الذي هو من حسبي كسائر بني آدم.. ما أسمح لأحد بأن يسكن هذه الدنيا أكثر من الزمن المحدود مني وإن شئت أرسلته إلي هذا العالم أو غيره بتتاسخ الأرواح". وفي الفصل الثالث، يتحدث عن انه الذي يرشد اتباعه بدون كتب مثل آلهة الاديان الاخري فهو صديقهم وربيبهم الذي يظهر في أي وقت فيقول: "أرشد من غير كتاب..أهدي غيبا أحبائي وخواصي.. جميع تعاليمي موافقة للحال والزمان، أقاصص الذين يخالفون شرائعي بعوالم أخري". "بنو آدم ما يعرفون الأحوال المزمعة، لهذا السبب، يسقطون في أوقات كثيرة بالغلط. حيوانات البر، وطيور السماء وأسماك البحر، جميعهم بيدي وتحت ضبطي، جميع الخزائن والدفائن تحت الأرض معلومة عندي وأخلفها من واحد إلي واحد لمن أريده. أظهر معجزاتي وعجائبي للذين يقبلونها ويطلبونها في وقتها . لكن الأجانب هم أعدائي، لذلك هم مخالفون ومضادون لي ولا يبالون بذلك، وهم لا يدرون أنها ضرر عليهم لأن العظمة والثروة والغني بيدي، وأنا أختار من يليق لها من نسل آدم.. تدبير العوالم وانقلاب الأجيال وتغير مدبريهم منظومة منذ القديم". ويتحدث في الفصل الرابع عن كرهه وبغضه للأديان السماوية الحنيفة، ويأمر أتباعه بعدم الانصياع لها والا ينكروا تعاليمه فيقول: "حقوقي لا أعطيها لغيري من الآلهة.. أربعة عناصر، وأربعة أزمنة، وأربعة أركان سمحت بها لأجل ضروريات المخلوقين" . كتب الأجانب من اليهود والإسلام والنصاري، أقبلوا منها ما يوافق سنني وما يخالف لا تقبلوه لأنهم غيروا فيه. ثلاثة أشياء هي ضدي وثلاثة أشياء أبغضها. لكن الذين يحفظون أسراري ينالون مواعيدي. والذين ينالون المصائب بسبب لابد أن أكافئهم بأحد العوالم". "جميع تابعي أريدهم أن يتحدوا برباط واحد، لئلا يفسدهم الأجانب.. يا أيها الذين آمنوا اتبعوا وصاياي وتعاليمي.. وأنكروا أقوال الأجانب التي لست أعلمها وليست من عندي.. لا تذكروا اسمي ولا صفاتي لئلا تندموا، لأنكم لا تعلمون ما قد يفعله الأجانب". وفي الفصل الخامس والاخير يقول إبليس لاتباعه ويوصيهم بألا يطلعوا اعداءهم يقصد المؤمنين بالكتب السماوية علي كتبه وتعاليمه، وان يحاولوا ان يحفظوا شرائعه وتعاليمه قدر الامكان فيقول لهم: يا أيها الذين آمنوا، أكرموا صورتي وشخصي، لأنهم يذكراني بي. احفظوا سنني وشرائعي. أطيعوا وأصغوا إلي خدامي بما يلقنونكم به، ولا تبيحوا به قدام إلي خدامي كاليهود والنصاري والمسلمين وغيرهم لأنهم يعلمون ما هو تعليمي. لا تعطوهم من كتبكم، لئلا يغيروها عليكم وأنتم لا تعلمون. احفظوا أكثر الأشياء غيبا لئلا تتغير عليكم.