ومجموعتين قصصيتين" رغبات مشروخة" 1997، و" الولوج في الزمن الماء" 1990، والكتاب الحواري للأدباء "حمّي الكتابة" 2004م. تخوضُ شخصيات رواية" أبناء السماء" رحلتها الخاصة، بحثاً عن تفسير لظواهر الخارقة في هذا الكون، والعوالم المخفية التي تؤثّر فبنا دون أن نراها، وذلك من خلال إعادة النظر بالمسلمات التاريخية التي توارثناها، وتوظيف مختلف لمنجزات العلوم الحديثة، وقراءة مغايرة للنصوص الدينية، وتنتمي هذه الشخصيات إلي جنسيات عديدة من بينها: الأردنية، والروسية، والمصرية، والبريطانية، والسورية والفلسطينية، حيث تتحرك في أماكن كثيرة باحثة عن بارقة أمل تبعث علي الطمأنينة والإيمان. تحضر في هذه الرواية، الجريئة في موضوعاتها وطروحاتها الروحية، المعارف الصوفية، والحكايات الشعبية، والحفريات الأثرية، والنظريات العلمية، لكي تقود بعض هذه الشخصيات الملحدة أو التي لا تعترف بالديانات إلي الإيمان، وبعضها الآخر إلي تخيل اكتشاف حضارات متطورة في هذا الكون الشاسع تقوم بالتواصل معها والذهاب إلي جنتها المشتهاة، وكلّ ذلك ضمن حكاية مشوقة، تأخذ من الصورة السينمائية جمالياتها، مع توظيف متعدد للتقنيات السردية، وتبدأ هذه الرواية أحداثها المفترضة منذ شتاء العام 1987 وتنتهي في خريف 2001. هناك حضور بارز للمكان الأردني في هذا العمل الإبداعي، فنجد أن بعض الأحداث تقع في عمان، وسط البلد أو في جبل اللويبدة، و السلط، وعجلون، ورم، والبتراء، والزرقاء وغيرها، فيما تبحث الشخصية الأساسية وهي شاب أردني خريج الاتحاد السوفييتي، ومتأثر بالأفكار الشيوعية التي لا تؤمن بما وراء المادة عن خلاصها بعد أن تعرضت إلي مجموعة من التجارب غير القابلة للتفسير من وجهة نظره، وتلتقي هذه الشخصية الأساسية مع أحمد الحسيني الطبيب المصري المقيم في عمان والذي يحمل في جعبته الكثير من الأسرار يمنحها لصديقة الأردني، فيما تتواصل الرحلة مرورا بشخصيات أخري رئيسية مثل" كاثلين" الأيرلندية المتزوجة من أردني وتعيش في مأدبا، والتي لديها خبرات واسعة في المسائل الروحية والتقت الكثير من المعلمين الكبار وسافرت كثيراً، وآمنة الأردنية التي نصفها من الشيشان المهاجرين للزرقاء والتي تدرس التصوف في بريطانيا، وفاءً لجدها المهاجر الذي جاء من القوقاز مع عدد من أتباع الطريقة النقشبندية، وغيرها الكثير. ما يمكن قوله في عجالة عن هذه الرواية، التي صمم غلافها الفنان والشاعر المبدع زهير أبو شايب، بأنها جريئة في طروحاتها وتفسيراتها المغايرة للسائد، وهي تقدم وجبة معرفية للقارئ يبدو فيها الجهد البحثي كبيراً، وربما يمكن القول بأنها واحدة من روايات قليلة ربما علي مستوي الأردن والوطن العربي تناقش مثل هذه القضايا الشائكة وغير المطروقة بحثاً عن طمأنينة ما أو حيرة أخري جديدة..! يذكر أن الروائي يحيي القيسي من مواليد قرية حرثا شمال الأردن في العام 1963 وهو صحفي أيضاً عمل مراسلاً ثقافياً لصحيفة القدس العربي اللندنية في عمان لعشر سنوات، وعمل محرراً وصحفياً متعاوناً في "الرأي" و"الغد" ومعداً وكاتبا للبرامج الوثائقية عن أبرز الشخصيات الثقافية الأردنية.