مشيرا إلى قيام فريق بحثى بالمركز بتوثيق ما يزيد على 850 نقشا كتابيا من هذه النقوش. وقال مدير المركز د. خالد عزب إن تلك النقوش تسرد تاريخ مكةالمكرمة، وتبين أهم أعمال الملوك والسلاطين الذين أولوا اهتمامًا كبيرًا لتجديد وإصلاح وتشييد العناصر المعمارية المختلفة هناك؛ سواء داخل الحرم المكى أو بين أرجاء المدينة. وأكد أن تلك النقوش الأثرية تتمتع بقدر كبير من الأهمية، نظرًا لما تحمله من قيمة دينية وتاريخية ودلالات حضارية وفنية تعكس تاريخ المدينة على مر العصور، وتطور النقوش الكتابية بها. وأوضح بيان للمكتبة أن التوثيق يبدأ من داخل الحرم المكّي، حيث تستعرض المكتبة نقوش كسوة الكعبة الشريفة، وباب الكعبة الحالى الذى أمر بصنعه الملك الراحل خالد بن عبد العزيز آل سعود، وكذلك كيس مفتاح باب الكعبة الذى يرجع لعهد الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز، وميزاب الكعبة. وأشار عزب إلى أن المركز وثّق الكتابات الموجودة على مجموعة من مفاتيح وأقفال باب الكعبة المشرفة، وهى من أندر المجموعات التى يقتنيها متحف سراى طوب قابى فى إسطنبول بتركيا، ويبلغ عددها أكثر من 50 مفتاحا وقفلا لباب الكعبة. وأكد أن هذه الكتابات الموجودة على الكسوة والأبواب والمفاتيح والأقفال تمكننا من تتبع التطور الذى مر به الحرف العربى على مدى فترات مختلفة، وتبين مدى كماله. وأضاف أن المكتبة تضم أيضا نقوش اللوحات الرخامية التى توجد بمنطقة بئر زمزم، وداخل الكعبة المشرفة، وفى مقام النبى إبراهيم عليه السلام، فضلاً عن العديد من النقوش التى تؤرخ لتجديد بناء الكعبة فى عصور مختلفة. من جانبها تضيف عزة عزت، رئيس وحدة البحوث والنشر بمركز المخطوطات، أنه تم توثيق نقوش بأماكن أخرى مهمة فى تاريخ مكةالمكرمة، ومنها: غار ثور، وغار حراء، وكذلك دار الأرقم بن أبى الأرقم، وهو المكان الذى احتضن الدعوة الإسلامية فى مرحلتها السرية. وأكدت أن المكتبة الرقمية قامت بتوثيق وتسجيل المجموعة الكاملة لشواهد قبور مقبرة المعلاة بمكةالمكرمة، والتى دفن فيها الكثير من الصحابة والتابعين، ويزيد عدد هذه الشواهد على 645، وهى تعكس تطور الخط الكوفى حتى أواخر العصر الأيوبي.