فقد عاشت جمهوريات آسيا الوسطي الخمس وهي: أوزبكستان- قازاخستان- تركمستان- قيرغيرستان- وطاجكستان. عاشت هذه الجمهوريات التي تجمعها هوية متشابهة في الكثير من أصول التاريخ والجغرافيا والعادات والتقاليد وإن اختلفت اللغات والسياسات. فقد نالت هذه الدول جميعها استقلالها قبل نهاية عام 1991 وأقرت دساتيرها وسارت كلها تجاه الإصلاحات السياسية والاقتصادية بوصفها دولاً حديثة الاستقلال. وقد اختلفت نتائج السياسات الاقتصادية والسياسية من دولة إلي أخري منذ الاستقلال وحتي الآن، وكانت الأزمة العالمية الاقتصادية اختباراً أو مقياساً لمدي ما استطاعت أن تحققه هذه الدول من نتائج وكيف عبرت بشعوبها إلي بر الأمان وكيف جنبت أوطانها مشاكل الإرهاب والتطرف والنزاعات الطائفية والعرقية. وأفصح المشهد الأخير عن تعدد أزمات هذه الدول- باستثناء أوزبكستان- فقد شهد اقتصاد هذه الدول العديد من الأزمات وتراجعاً لمعدلات النمو في العديد من قطاعات الإنتاج فضلاً عن تفاقم أعداد ومؤشرات البطالة فضلاً عما تشهده وبكل أسف الساحة في قيرغيرستان من صراعات علي السلطة وفساد في الإدارة فطفحت علي السطح النزاعات العرقية والطائفية والتي تصرفت فيها القيادة الأوزبكية بكل حكمة وسيطرة وفتحت أراضيها وأبوابها علي مصراعيها لضيوفها من مواطنيها الأوزبك الذين أقاموا في أوطانهم، أيضاً في قيرغيزستان فالمشاهد لأرض الواقع حين يتجول في أراضي الدولتين يجد نفسه فجأة في حدود الدولة الأخري فقد جمع التاريخ والجغرافيا شعوب هاتين الدولتين في موقع واحد وكم قدمت الحكومة الأوزبكية يد الدعم والعون لأشقائها في قيرغيزستان وها هي الآن بالعقل المدبر وقيادة كريموف الحكيمة تحتوي أزمة كادت أن تعصف باستقرار المنطقة بأكملها لكن القيادة حكيمة والقرار صائب فتحية لاوزبكستان قيادة وشعباً.