واحتفاء بذكراه فقد شهد مركز رامتان بمتحف طه حسين ، ندوة ناقشت إبداعات الراحل يحيي حقي حضرتها ابنته نهي حقي ومحمد طلبة وسامي فريد ود. أحمد تيمور وصلاح معاطي حيث تم عرض تتر مسلسل (خليها علي الله) في البداية ثم تحدث صلاح معاطي عن يحيي حقي ، وهو أحد تلاميذه وقال إن مسلسل (خليها علي الله) كلمات الشاعر جمال بخيت وغناء خالد عجاج ويعرض علي قناة النيل الثافية يتناول الحياة الكاملة التي عاشها يحيي حقي.. كما أكد أن حقي كان دائماً يكتب عن المهمشين مثل شخصية رجل السيرك والمدرس والبوسطجي في مسلسل (خليها علي الله) . أما د . أحمد تيمور فقد ألقي قصيدة عن يحيي حقي بعنوان (تواصل التراسل مع يحيي حقي) كما أكد أن هذه القصيدة نشرت في الأخبار . وشاركت نهي حقي بمداخلتها عن والدها حيث قالت: (أخي العزيز محمد نوار الذي ينم عن الحضارة الأصلية الذي هو ليس ببعيد عنها والسادة الحضور الذين جاءوا لمشاركتنا في هذه الندوة رغم البرودة الشديدة في الجو فأنا سأتكلم معكم من قلبي وذكرياتي ليست ببعيدة عني حيث جئت مع والدي في هذا المكان منذ سنوات وكنت في المرحلة الابتدائية وجاء والدي إلي د. طه حسين وقدم له رواية (صح النوم) وطلب مني والدي ألا أتحدث في هذا اللقاء، وكنت أستمع للحوار الذي يدور بين طه حسين عميد الأدب العربي والدي وهو يقدم له القصة في حياء شديد واستفدت من هذه الرواية.. الغريب أن المناخ الذي كان بينهما مناخ علق وفي كلمته قال سامي فريد وهو أكثر من كتب عن الكاتب يحيي: من لا يعرف يحيي حقي فقد خسر كثيراً وذكرياتنا معه تبدأ ولا تنتهي لقد رأيت بعيني موسوعة معارف كبار نحن نجلهم ونوقرهم كانوا يجلسون أمامه مجالس التلاميذ ينتظرون منه كلمة وأنا أقترح أن تكون هناك جائزة باسم الكاتب يحيي حقي وعلي ذكر رواية "صح النوم" أقول إن هذه الرواية يتضح فيها خط الإصلاح وأن نستيقظ من أجل بداية التغيير . وأشار محمد طلبة إلي محطات رئيسية في حياة يحيي حقي وقال إنه أثري حياته الأدبية حيث كانت له عدة محطات: المحطة الأولي هي النشأة والأصل من أصول تركية وولد في حي شعبي عريق مليء بالطقوس الدينية فهو ولد عند المقام الزينبي في السيدة زينب وهذا المشهد ترسب في حياة يحيي حقي واستطاع من خلال هذه الحياة في هذه المنطقة أن يعكس ذلك في أدبه وكان يتشبه بالشعب المصري وبمصر وبلغته العربية وكان يري أنه ابن هذه البلد وأنه معصور بعصارة هذه البلاد، هذه الحميمة والانتماء الحقيقي لمصر لا يوجد في أي شخص . اللغة العربية هي المعيار الحقيقي لبيان ما يكتبه الإنسان وكان حريصاً كل الحرص رغم استخدامه للعاميات علي اللغة العربية، ثمة مؤثرات شغلت يحيي حقي في مجالات الحياة المختلفة فقد صنع نفسه بنفسه ويري أنه تأثر تأثراً كبيراً بالأدب الروسي وثمة روح صوفية أثرت فيه تأثيراً كبيراً حين كان يعمل في القنصلية في جدة كما درس ما كتبه الجبرتي ووضع يده علي تواصل الأمم وقربه من تاريخ المصري البسيط سواء كان تاريخاً مملوكياً أو تاريخاً حديث كما أن يحيي حقي لا ينسي فضل أصحابه عليه مهما حصل . يذكر أن العلامة محمود شاكر الذي تعلم علي يديه جمال اللغة العربية ودخل في دهاليزها وأصبح أحد الكتاب في فن السرد والكتابة الدقيقة كان يقول دائماً: إن انكسار الأمة من انكسار اللغة العربية، وكان يحيي حقي من أحد المدافعين عن التراث كان يهمه دائماً المفردات وليس التفصيلات وكان دائراً علي الأساليب ذات الطابع الزخرفي وسعي لأن يكون أسلوبه موضوعياً وعلمياً وحتمي الدلالة ويبتعد عن كل ما هو زخرف لأنه كان يري أن الاعتماد علي زخرفية الأسلوب هو إساءة للأسلوب . إن يحيي حقي كان دائماً يناقشنا ويتركنا د• شكري وكان يري أن الأزمنة التي يستخدمها الكاتب لابد أن تتنوع أما القصة ذات المقدمة التفصيلية فهي عبء علي العمل الإبداعي، في الستينيات كنا نكتب هذا النمط من الكتابة إلا أنه كان ينتقدنا بأننا أصحاب فقر لغوي شديد وأنه ليس عندنا قاموس لغوي لا يوقعنا في الغموض .
وأكدت نهي حقي في نهاية الندوة شعورها بأن كل المتحدثين في هذه الندوة من روح ونبضات يحيي حقي وقالت إن رواية البوسطجي ترجمت إلي صدمة باللغة الأجنبية وقالت أطمئن الأستاذ سامي فريد بأن الجائزة التي يمكن أن نعطيها ليحيي حقي هي حب الناس كما أنني أعلن أنه سوف تكون هناك جائزة للأدباء الشبان في القصة القصيرة باسمه العام المقبل. وفي نهاية الندوة أهدي قطاع الفنون التشكيلية في رامتان برئاسة محسن شعلان تقديرية رامتان وسلمها أحمد فودة إلي الفنانة نهي يحيي حقي ومحمد طلبة وسامي فريد والشاعر أحمد تيمور وصلاح معاطي .