ويحصل "عبده خال" على جائزة قدرها 50 ألف دولار، كما يتم ترجمة روايته الفائزة إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والأسبانية والألمانية، فيما يحصل كل مؤلف وصلت روايته إلى القائمة القصيرة "ستة كتب" على جائزة قدرها عشرة آلاف دولار. عبده خال من مواليد (1962) أصدر حتى الآن قرابة 12 عملاً، هو واحد من أفضل الأسماء التي قدمتها شبه الجزيرة العربية على صعيد الرواية. وهذا لا ينفي عنه البنية الكلاسيكية، والتطويل، واللغة المصطنعة في كثير من الأحيان. لكن ربما يمكن وصف صاحب «فسوق» بالمتمرد على سياق السرد السعودي ونسقه خصوصاً. وقد سجل لنفسه مكاناً في عالم الأدب العربي الذي يمكن وسمه الآن، بكل ثقة، بأنه عالم من الخرائط ذات الرموز التي تحتاج إلى «معلم» يفك شيفرتها، ويفهم على لجان تحكيمها. وقد كان عنوان «ترمي بشرر» (دار الجمل) المقتبس عن آية قرآنية، سبباً في سحب الرواية من «معرض الرياض للكتاب» العام الماضي. في هذا العمل، والرواية الفائزة وصفها رئيس لجنة التحكيم الروائي الكويتي طالب الرفاعي بأنّها «استكشاف رائع للعلاقة بين الفرد والدولة»، تبدأ بفصل يحمل عنوان «القصر» في إحالة إلى بقية الآية القرآنية «ترمي بشرر كالقصر». وتدور الأحداث في ذهن طارق فاضل الذي يستدعي تفاصيل حياته منذ انتقاله من حارة الحفرة في مدينة جدة، وقد حافظ خال في روايته على غياب الوصف لأي شخصية. الشخصيات غائبة بملامحها كأنها ليست من البشر، لكنها موجودة ومهيمنة بأفعالها. سيد القصر يستغل أبناء «جهنم»، ويستخدم طارق فاضل الذائع العنف والقوة الجنسية، فيضطهد ويعاقب به مَن يشاء، ويجعل منه أداةً لاغتصاب من يريد أمام عينيه. الجرأة والاختلاف عن الرواية العربية بعمومها، أمر لا يمكن فعلاً غض النظر عنه، ولا سيما مع وصول خال كأول كاتب خليحي إلى «بوكر». . ولم يتردد خال في «فسوق» من الخوض في تفاصيل علاقة حبّ بين فتاة هاربة وحبيبها الذي يتحول إلى مجاهد في أفغانستان، ويصطدم فيها خال بهيئة الأمر بالمعروف وما تمثله من سلطة وصورة أخرى من الرقيب. إذ إنّ الكاتب الذي انتزع «بوكر» بعدما اخترق السوق العربية، لم يجد بعد مكانه في السعودية نفسها. والروايات الست التي وصلت هذا العام إلى القائمة القصيرة ل«بوكر» (10 آلاف دولار لكلّ منها) هي: «السيدة من تل أبيب» للفلسطيني ربعي المدهون، و«أميركا» للبناني ربيع جابر، و«عندما تشيخ الذئاب» للأردني جمال ناجي، ومن مصر «وراء الفردوس» لمنصورة عز الدين، و«يوم غائم في البر الغربي» لمحمد المنسي قنديل، و«ترمي بشرر» لعبده خال التي انتزعت الجائزة. وقد تألفت لجنة تحكيم الدورة الثالثة من الكويتي طالب الرفاعي رئيساً، والتونسية رجاء بن سلامة، والعماني سيف الرحبي، والفرنسي فريدريك لاغرانج. الجائزة التي تنظمها «مؤسسة الإمارات»، و«مؤسسة جائزة بوكر» البريطانية، حازها حتى الآن مصريّان، هما: بهاء طاهر ويوسف زيدان.