جدلا واسعا بسبب المشاهد الساخنة التي تتضمنها مما دفع أحد المحامين لرفع دعوي قضائية يطالب فيها بوقف العرض لفيلم "أحاسيس" فهل ستنجح سياسة صناع السينما أم لا؟ في نظرة سريعة إلي الأفلام التي أثارت ضجة في الفترة الأخيرة، نجد أنها لو عرضت من دون مشاهد "الإثارة" في الإعلان لما تعرضت لهجوم واسع، لأنها في الحقيقة لا تتضمن سوي بضعة مشاهد هي التي اختارها المخرج أو المنتج لعرضها في الإعلان بهدف جذب "الزبون". لم تتوقف الضجة التي أثارها إعلان "بالألوان الطبيعية" للمخرج أسامة فوزي إلا بعد عرضه، إذ تأكد المشاهدون أنه ليس بال"سخونة" نفسها التي يتصورونها، وهذا ما تكرر مع "كلمني شكرا" و"دكان شحاتة" و"حين ميسرة"، إذ جمع المخرج خالد يوسف أكثر المشاهد إثارة فيها وعرضها في الإعلان. تشير المونتير غادة عز الدين إلي وجوب توافر اختصاصي للترويج للفيلم، لكن في بلادنا يستعين المخرج بالمونتير لأنه أقرب إلي تقطيع مشاهد الفيلم وتجميعها في إعلان مدته خمس دقائق. تضيف عز الدين: "في البداية عملت كمونتيرة مع المخرج خالد يوسف إلي أن طلب مني تنفيذ إعلانات أفلامه، فشعرت بالخوف لأنني أعرف أن هذه المهمة صعبة بل خطيرة، إذ يجب تضمينها مشاهد تشوّق المشاهد وتجذبه ولا تحرق الفيلم في الوقت نفسه، بمعني أنه لا يجب حشر نوع الفيلم سواء كان "أكشن" أو "رومنسياً" لأن هذا الأمر يضرّ المخرج والمنتج قبل المشاهد نفسه". توضح أن المنتج يتدخل عادة في تنفيذ "التريللر" باستثناء حالات معينة يصرّ فيها المخرج علي الإشراف عليه بنفسه، علي غرار خالد يوسف الذي يشرف بنفسه علي كل صغيرة وكبيرة في الفيلم ومن بينها الإعلان. يؤكد المخرج والمنتج هاني جرجس فوزي أن إعلان الفيلم في الأصل مهمة مشتركة بين المخرج والمونتير، ومن حق المنتج التدخل للاطمئنان علي المقدمة الإعلانية التي تساهم في زيادة إيرادات الفيلم. ويضيف فوزي: "تتضمن أفلامي قضايا ساخنة علي المستويات كافة وبالتالي يجب أن يكون شريط الدعاية ساخناً أيضاً، خصوصاً أنه أصبح أحد أساسيات الترويج للفيلم بل أهمها بعد انتشار الفضائيات واعتماد المخرجين والمنتجين عليه في التسويق للأفلام. ويؤكد المنتج أحمد السبكي، أن إعلان الفيلم يؤدي دوراً في زيادة الإيرادات كونه يعبّر عن مضمون العمل، وأن المخرج هو المسئول عنه فيما يكون دور المنتج استشارياً. بدوره يوضح الممثل كريم قاسم بطل "بالألوان الطبيعية"، أن الممثل يتحمل الهجوم الذي يشن علي الفيلم علي رغم أنه ليس مسئولا عن سخونة "التريللر" أو الفيلم نفسه. أما يسرا اللوزي، التي شاركت في بطولة "بالألوان الطبيعية" فهي ضد الحكم علي الفيلم من خلال المقدمة الإعلانية الخاصة به، لأن هذا الأمر ينسف المبادئ السينمائية كافة. من جهته، يشير السيناريست هاني فوزي إلي أنه اعتاد مثل هذه المواقف الحادة من الجمهور بعد مشاهدته إعلانات أفلامه، لا سيما "بحب السيما" الذي هاجمه العديد من النقاد قبل مشاهدته. ولا يعترض هاني علي تجميع المشاهد المثيرة في شريط الدعاية، مؤكداً أن من حق المنتج والمخرج اختيار ما يحلو لهما من الفيلم، لكن العيب في الشخص الذي يسمح لنفسه بالحكم علي العمل دون مشاهدته.