أثار مقتل السفير الأمريكي بليبيا إثر العاصفة الاحتجاجية على ضوء نشر الفيلم المسئ للرسول صلّ الله عليه وسلم ، حالة من الجدل السياسي والشعبي والدولي فى آن واحد ، والذي اعتبره مراقبون مؤشرا على تصعيد العلاقات وتأزمها بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والعاصمة الليبية من جانب ، وبينها وبين شعوب الربيع العربى من جانب آخر خلال المرحلة القادمة ، الأمر الذى حذر منه مراقبون سياسيون فى حالة عدم احتواء الموقف ، فى ظل رد فعل الولاياتالمتحدةالأمريكية وتوعدها بإعادة النظر فى العلاقات بين بلدان الربيع العربي ، من حيث الدعم السياسي والإقتصادي ، خاصة للسلطات الأمنية فى كلاً من مصر وليبيا ، والتي وصفت موقفها تجاه تلك الأحداث بالمتخاذل والبطئ. السفير إيهاب وهبة مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق ، أبدى رفضه التام للتعامل بالعنف ومقتل السفير الأمريكى بالقنصلية الأمريكية ببلغاريا والذي وصفه بالجريمة الإنسانية والتي لا تعبر عن حالة الغضب العارمة التى يمر بها المسلمين بشأن الفيلم المسئ للرسول صلّ الله عليه وسلم ، لاعتبارها محاولات لقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين لخرق القواعد والقوانين الدولية والتي قد تؤدى إلى تصعيد الأمر دولياً لتخطيها الحدود المتعارف عليها بشأن التظاهرات السلمية من جانب ، واتهام الجهات الأمنية بعدم الحماية الدولية للقنصليات الموجودة على الأراضي التى ترتبط بقواعد ومواثيق دولية . وأضاف السفير وهبه :" إن ماحدث وما شهدته الدولة الليبية من اعتصامات وتظاهرات تعد غير سلمية على الإطلاق ، والتي تختلف كثيراً عن ردود الأفعال المصرية التي التزمت بقواعد السلمية فى التظاهرات خاصة أمام السفارة الأمريكية بالقاهرة ؛ مؤكداً على تفهم المصريين لعدم وجود علاقة أو صلة بين الحكومة الأمريكية وسفرائها بالدول الأخرى والشخص المتطرف صاحب العمل السئ عن شخص الرسول الكريم " . وأكد على ضرورة ألا يختلط الأمر كثيراً حتى لا تتورط العلاقات والدول فى أزمات ما كان لها الحدوث فى حال الوقوف دون وصول الأمر لهذا الحد من قبل المسئولين بالدولتين المصرية والأمريكية خاصة فى ظل الزيارة المرتقبة بين د. محمد مرسي وبين الولاياتالمتحدةالأمريكية ، والتى سيتحدد على إثرها تحديد العديد من الأنظمة والاتجاهات التي ستسير عليها الدولتين فى الفترة المقبلة . وأضاف السفير هانى خلاف مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون العربية ، أن أحداث السفارة الأمريكية بليبيا بهذه الصورة البشعة تعد ، ومحاصرة السفارات الموجودة بالدول العربية بالإعتداء والهجوم ، تعد مؤشراً خطرا تسير به ثورات الربيع العربي تحتاج من خلاله إعادة تصحيح العديد من الأمور الهامة من أجل تحديد المسار القادم ؛ الذي تسير فيه المسارات السياسية المختارة من جانب الثوار والنظم السياسية الجديدة التى اعتلت المناصب القيادية للحكم فى العديد من الدول العربية التي شهدت سقوطا للحكام السابقين عقب إندلاع ثورات الربيع العربي والتي إنطلق قطارها من تونس والتي لم ستقر قطارها بعد فى سوريا ، ومعرفة مدى القبول والاستجابة الخارجية مع احتياجات وتطلعات ومطالب الشعوب العربية بعد . خط أحمر وأشار الخبير الاستراتيجى اللواء سامح سيف الليزل ، إلى رفضه إنتاج هذا الفيلم المسئ للرسول صلّ الله عليه وسلم ، والتي يعتبرها إهانة غير مقبولة وخط أحمر لا يجوز لأحد التجرؤ بتجاوزه على الإطلاق ؛ مؤكداً فى السياق ذاته ، لضرورة الفصل بين من قاموا بعمل الفيلم المسئ للرسول وبين الدول التى يوجد بها هؤلاء وسفاراتهم فى الدول الأخرى خاصة وأن هذه العلاقات تحكمها العديد من المواثيق الدولية والتى لا يجوز كسرها بأى شكل من الأشكال لعدم حدوث أزمات وخلافات دولية فى ظل النعرات التي يتم إطلاقها بشكل واضح وبتوجيه الإتهام للولايات المتحدةالأمريكية لمجرد وجود هؤلاء الأشخاص المسيئين للعلاقات الدولية . وتابع اللواء اليزل حول مقتل السفير الأمريكي قائلاً :" أن هذا الحدث العنيف يجب الأ يتكرر مرة أخرى ويجب على الحكومات بشكل عام أن تكثف من التواجد الأمنى الخاص بحماية القنصليات الأجنبية ككل حتى لا تتدخل مصر فى حلقة مفرغة مع كسر الواعد الدولية لمنظمة العمل التابعة لها هذه السفارات . وأرجع د.سعيد اللاوندى الخبير بمركز الاهرام للدراسات السياسية ، إنتاج مثل هذا الفيلم المسئ للرسول بعدم معرفة الغرب بالدين الإسلامى ، واقتصارهم له على أحداث الحادى عشر من سبتمبر ؛ والذي يعتبرونه اليوم الأسود فى تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية والمتسبب فيها أسامة بن لادن والتي أعلنوا على إثره تجريم المسلمين ، وإحتواء الإسلام للإرهاب ، وهذا العمل يعد خطأ فى حق المسلمين ، الذين يصل عددهم لمليار ونصف المليار حول العالم . مؤكداً على عدم إعتراضه على عمل السينمائيين الأمريكيين ، ولكن بعد إعترافهم بحقيقة الإسلام حتى يتم إمتصاص الغضب العارم ضد ما حدث من جانب صناع الفيلم ؛ خاصة وأن هذا الفيلم لا يعد المثال الوحيد عن الإساءة بل سبقه حرق القرآن فى أفغانستان وإنتشار الرسومات المسيئة للرسول بالدنمارك . وشدد " اللاوندي" على دور الحكومات الدول الإسلامية بالعمل على احتواء هذا الغضب حتى لا يتطور فى صورة أعمال عنف مثلما حدث فى ليبيا. أقباط المهجر ومن زاوية أخرى أكد د. ممدوح رمزي الناشط القبطى ، إلى رفضه هذا العمل الذي يتعارض مع السماحة الدينية لكل الأديان ، مؤكداً بأن الكنسية المصرية والاقباط المصريين بالداخل لا يعترفون بفكر ولا مبادئ أقباط المهجر التي يطلقونها من حين لآخر ، والتي تعتبرهم منشقين يعملون لصالح أعداء مصر ككل ، من خلال التمويلات التي يتلقونها من الخارج وسيرهم علتى نهج تلك الدول ومؤسساتها الفكرية والمزعومة والتى تهدف فى الوقت الراهن إلى تقسيم مصر ولكن بعد حرقها وإشتعال الفتنة الطائفية بها . وأوضح د . رمزي فى تغريدة له على تويتر: " إن الدين المسيحى لم يذكر الإساءة إلي جميع الأنبياء السماويين ككل ، كما ينص عليه الدين الإسلامي ؛ وهذه التعاليم راسخة داخل الإنجيل " . وأضاف ممدوح نخلة الناشط القبطي ، أن الهدف من نشر عمل هذا الفيلم تشويه صورة الإسلام والمسلمين بأنهم إرهابيون ؛ خاصة فى ظل ما يخفيه هؤلاء القائمين على هذا العمل ورغبته فى نشره بالتناسب مع أحداث الحادى عشر من سبتمبر العالمية بنيويورك كرد فعل من قبلهم بالتأكيد على رأيهم ، بشكل يوقع الفتنة ، فالمشهد الأول في الفيلم هو مقتل طبيب قبطى وابنته فى مصر على يد مسلمين وبتشجيع من الشرطة ، وهذا ليس له أساس من الصحة ولكن فكرة تقسيم مصر المسيطرة على هؤلاء " أقباط المهجر " لن تؤثر على التلاحم والترابط بين المسلمين والأقباط فى مصر بالتحديد . وقال د. نبيل لوقا بباوى عضو مجلس الشعب السابق ، إن الكنيسة المصرية أعلنت رسميا عن رفضها السماح بمثل هذا العمل المسي للأنبياء ككل وللنبى محمد عليه السلام أيضاً بشكل خاص .. مؤكداً أن هذا يجب أن يعمل على ترسيخ معاني الديمقراطية والمواطنة بين الجميع داخل الوطن حتى لا يكون هناك ادعاءات غير حقيقية للتدخل بالشأن الداخلى لمصر. وأوضح أمير عياد منسق عام جماعة الإخوان المسيحيين ، أسباب رفض الحركة الخروج بوقفات إحتجاجية امام السفارة الأمريكية والتى وصفها بغير المدروسة وغير المنسق لها من قبل بشكل يسمح للجميع بالخروج دون حدوث أى أعمال أخرى جانبية قد تؤدى بالنيل بالأمن ككل . فى الوقت ذاته أكد عياد ، رفض الحركة لإنتاج مثل هذه الأعمال التي تثير حالة من الحنق والغضب لدى المسلمين كما هو بالفيلم المسيئ للنبي والذي ساعد على نشر الإتهام وتوجيهه عاطفياً ونفسياً تجاه الأقباط وغير المرتبطين بصلة عن هؤلاء الموجودين بالخارج ، الذين يدعمون بشكل أو بأخر هؤلاء المنتجين .