كشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، النقاب عن زيارة سرية استثنائية، قام بها رئيس جهاز المخابرات الخارجية البريطانية (إم آي 6) جون سويرز خلال الأسبوعين الماضيين لإسرائيل، لحث قياداتها على عدم السير قدما في خططهم لتوجيه ضربة عسكرية لإيران. وقالت الصحيفة - في تقرير بثته على موقعها على شبكة الإنترنت -: إن اضطلاع سويرز بهذه المهمة بشكل شخصي يعطي مؤشرا بأن الحكومة البريطانية تعتقد أن الهجوم على المنشآت النووية البريطانية صار وشيكا، وأن سويرز هو خير من يحمل رسالة للقيادة الإسرائيلية تفيد بمعارضة بريطانيا للهجوم في الوقت الحالي. وأضافت الصحيفة أن القلق المتزايد لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون هو أمر يمكن تفهمه بالنظر إلى توجهات القيادة الإسرائيلية، وتهديدها بالهجوم بشكل منفرد على إيران لعرقلة برنامجها النووي، موضحة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك يعملان على دفع لندن وواشنطن لاتخاذ مواقف أشد صرامة تجاه إيران مع تنامي المخاوف بشأن منشآتها النووية. وأوضحت الصحيفة أن المخاوف التي أبدتها بريطانيا لإسرائيل بشأن الهجوم الوشيك على منشآت إيران النووية أدى إلى فشل نتنياهو في إعطاء إجابات محددة بشأن نوايا إسرائيل في هذا الصدد خلال الفترة الأخيرة. ورجحت الصحيفة أن يكون سويرز قد التقى خلال الزيارة نتنياهو وباراك، وعددا من مسئولي الأمن والدبلوماسيين الإسرائيليين، للتأكيد على موقف بريطانيا التي ترى وجود متسع من الوقت أمام العقوبات الدبلوماسية والاقتصادية المفروضة على إيران لكي تنجح في تحقيق هدفها بمنع النظام الإيراني العنيد من إنتاج السلاح النووي. وقالت الصحيفة إنه من المرجح أن يكون سويرز قد اقترح على القادة الإسرائيليين حزمة جديدة من العقوبات المشددة على إيران، غير أنه من الواضح أن مهمة سويرز فشلت في تهدئة الإسرائيليين، لافتة إلى ما صرح به نتنياهو أول أمس بأنه يحمل الغرب تبعات فشل التحرك الحازم تجاه إيران، وهو التصريح الذي قد يشير إلى عدم استبعاد الإسرائيليين لخيار خوض الحرب في وقت قريب.