وللأسف فإن بعض المثقفين يحاولون تخفيف وطأتها فمنهم من يطلق عليها سينما كليب والبعض يسميها أفلام الشباب.ومع تعدد التسميات والمسميات فإن القاسم المشترك بينهما قلة التكلفة وسرعة التحضير والاستعانة بوجوه جديدة لا تحصل علي أجر وقصة وسيناريو وحوار يفتقد لأية قيمة فنية. الناقد محمود قاسم يري أن بعض صناع السينما يعودون بالفعل إلي إنتاج أفلام مقاولات خالية من القيمة والمضمون منزوعة الدسم وقليلة التكلفة وتتسم بالضعف الفني في كل مراحل إنتاجها وضررها أكثر من نفعها لأنها تافهة وتعمل علي تسطيح الفكر. ويقول هذه الظاهرة تتكرر في حالات مرور صناعة السينما بأزمة اقتصادية وقد حدث في مرحلة ظهور الفيديو وهي عملية تشبة عمليات تعليب الأغذية حيث يقوم مقاول الأفلام بإنتاج كم كبير من هذه النوعية والمشكة أننا نعيش نفس ظروف الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي بسبب كثرة الفضائيات واحتياجها لسد العجز في البث وملأ الهواء، ومن هنا يحدث التنافس بين هذه المحطات علي شراء تلك الأفلام وعرضها مما يشجع الصناع علي الإنتاج السريع لتحقيق أكبر نسبة أرباح. ويتفق في الرأي الناقد طارق الشناوي مؤكداً أن هذه الظاهرة لن تؤثر علي السينما المصرية فهي مجرد ظاهرة لأن السينما المصرية ذات تاريخ عريق وبها شركات إنتاج كبري والمشاهد هو الذي يفرق بين الغث والسمين ويقول الناقد رفيق الصبان: إن أفلام المقاولات في الثمانينات ومنتصف التسعينيات من القرن الماضي كانت تستهدف المشاهد العربي ورغم أن بعضها كان يتم إنتاجه حسب الطلب إلا أنها كانت تخضع لرقابة صارمة بسبب توزيعها في الدول العربية. ويضيف أن المشكلة الحقيقة أنه مثلما ظهر ملوك الفيديو في السابق ظهر الآن ملوك الفضائيات فالأفلام الآن تلبي حاجة القنوات الفضائية التي تسارع إلي شراء أي عمل من دون شروط تضمن الجودة، لذا نجد أفلاماً كثيرة تضم ممثلي الأدوار الثانوية أو أنصاف المواهب أو الوجوه الجديدة بدون أي ضابط إن كان هذا الوجه يصلح أو لا يصلح.كما أن صناعة السينما دخلها بعض السماسرة والتجار ولذلك ظهرت موجة السينما كليب وهي تختلف كثيراً عن أفلام المقاولات أو سينما الفيديو كاسيت لعدم خضوعها لقوانين رقابية واعتمادها علي الإثارة واستغلال الجنس أو الدين. وتوضح المنتجة مي مسحال أن هذه النوعية من الأفلام، عرفت في فترة الثمانينيات باسم أفلام المقاولات نظراً لأن المنتج كان يتعاقد مع خمسة فنانين علي خمسة أفلام دفعة واحدة بأسلوب المقاولة. وتقول: لا يوجد عيب في تقديم أفلام بتكاليف منخفضة أو وجوه جديدة، مادامت عالية القيمة والمضمون. أما المخرج ماجد نبيه فيؤكد أن فيلمه علقة موت لا يجب إدراجه ضمن أفلام المقاولات التي يتم تصويرها داخل غرفة أو غرفتين وأماكن محدده للغاية ويتم تصويرها في أسبوعين فقط، أما فيلمه فهو فيلم عالي القيمة والهدف وتم تصوير معظم المشاهد خارج البلاتوهات وتضمن مشاهد مطاردات واقعية. أما الممثلة أميرة فتحي فتبدي ندمها علي مشاركتها في فيلم ابقي قابلني للمخرج إسماعيل فاروق والذي شاركها البطولة المطرب الشعبي سعد الصغير وعدد من الفنانين.