تعانى الكثير من الزوجات من صمت أزواجهن، خاصة بعد مرورعدة سنين على الزواج، فالعلاقة الزوجية يصيبها نوع من الفتور ويغلفها سياج من الصمت، فمعظم الزوجات يتمنين أن تكون حياتهن الزوجية مليئة بالتفاعل والتفاهم والمشاركة، وتزداد المشاكل تعقيداً إذا كانت الزوجة ربة منزل - غير عاملة - فهى وحيدة طوال النهار ، وتنتظر اللحظة التى يصل فيها الزوج للبيت حتى تتكلم معه، ولكنها تواجه بجدار أصم، يرغب فى تناول طعامه والإسراع إلى السرير من أجل الفوز بقسط من الراحة، فالزوجة ترى أن من حقها أن يبادلها الحديث، وأن يتفاعل معها لا أن يتجاهلها، فهى بحاجة إلى من يستمع إليها ويتجاوب معها، وهذا من حقها، والزوجة فى هذه الحالة لها العذر فهى تنتظر وجه زوجها حتى يعود للبيت لتبدأ معه الحديث لتفرغ الشحنة الداخلية، فهى تقضى معظم وقتها فى مشاحنات مع الأولاد الذين لا يسمعون الكلام ولا يذاكرون دروسهم، علاوة على مشاكل الجيران وأحياناً الأهل، وربما تمر الزوجة بظروف نفسية صعبة، وتحتاج إلى من يخفف عنها ويحتويها ويتفهمها، وليس أقرب لها من زوجها، فهى لاتريد أن يشعرها زوجها بأنها أداة لاشباع رغباته، وأنه لايهتم بها كإنسانة لها مشاعر وأحاسيس وحقوق وواجبات، وإن عّبرت عن رفضها أوعدم استعدادها تتَهم بالتقصير فى حق الزوج واغضاب الرب، فمثلما على الزوجة واجبات لها أيضاً حقوق يجب مراعاتها من قبل الزوج، حتى لاتشعر الزوجة بالذل والمهانة والملل، ويجب على الزوجات أن يكن مقدرات لما قد يمر به الزوج من مشاكل وخلافات بالعمل، ويجب على الزوجة فى هذه الحالة أن تقدر ما على زوجها من ضغوط، وأن تبحث فيما يضايقه وتتجنبه وتحاول أن تخفف عنه، ويجب عليها أيضا أن تختار الأوقات المناسبة لكى تتحدث مع زوجها فى أى مشكلة أوموضوع، وأن تتحدث بصوت هادئ لا بصوت مرتفع، وأن تحسن استقبال زوجها عند عودته من العمل، وأن تهتم بمظهرها فى المنزل كما تهتم به عند الخروج، أوعند استقبال الضيوف، ولا مانع أن يُشرك الزوج زوجته معه فى بعض مشاكله الخاصة بالعمل، ويجعلها تشعر بأنها شريك له فى كل أمور حياته، فبذلك يزداد الاحساس بالمشاركة والتفاعل المتبادل، وأنه يثق فى رأيها وقدراتها، فتزداد ثقة فى نفسها وفى زوجها وفى المشاعر التى تربطهما، كذلك لابد للزوجين من تخصيص وقت خاص بهما بعيداً عن مشاكل الأبناء وتربيتهم، ليتحدثا سوياً عن حياتهما ويعبّرا عن مشاعرهما، بحيث لا يشعران بأنهما يعيشان فقط من أجل تربية الأبناء وحل مشاكلهم، دون أى اعتبار لاحتياجاتهما النفسية فى الحب والتفاهم، فعندما يكون هناك حباً وتفهماً بين الأزواج فان هذا ينصب على تربية الأبناء تربية قائمة على الحب والتفاهم .. ويجعل الزوجين يقولان بمنتهى الثقة : وداعاً للخرس الزوجى.