أكد وليد صفور - مدير اللجنة السورية لحقوق الإنسان بلندن- أن أكثر من 11300 سوري قتلوا منذ بداية الثورة الشعبية المطالبة بإسقاط الرئيس بشار الأسد بداية مارس 2011 وحتى العشرين من الشهر الجاري. جاء ذلك بندوة عقدت مساء أمس الجمعة بالعاصمة الألمانية برلين أجمع فيها المشاركون على إدانة ممارسات النظام السوري وطالبوا بمساعدة الشعب. وقال صفور - في كلمته خلال الندوة التي أقيمت بمناسبة مرور عام على الثورة السورية- إن من بين من قتلتهم قوات النظام السوري وجرى توثيقهم هناك 807 أطفال و681 سيدة و4633 شخصا في حمص و2017 في إدلب و1171 في حماة . وأشار الحقوقي السوري إلى أن عدد المعتقلين يتراوح بين 69 ألف شخص و200 ألف انقطعت أخبارهم، وأوضح أنه إلتقى بمعارض سورى - هرب مؤخراًَ من سجن "تدمر"- ذكر له أن ساحة واحدة بالسجن تضم أكثر من 6 آلاف معتقل، وأن قسماً كبيراً من المعتقلين موزعون على قاعدة الدفاع الجوي في حمص وفي مصانع حولها نظام الأسد إلى معتقلات إضافة للسجون المعروفة. فيما قال جورج صبرا - عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري- إن مرور عام على الثورة دون وقوع حرب أهلية يعكس أن السوريين استوعبوا الدرس جيدا من جيرانهم بلبنان والعراق، واعتبر أن استمرار نظام الأسد هو الذي سيؤدي لحرب أهلية وتهديد مستقبل سوريا والنظام والسلم في المنطقة وجوارها. مشيراً إلى أن المسيحيين في سوريا كان لهم حضورهم البارز ولعبوا دوراً فاعلاً، وأن ثلاثة منهم تولوا رئاسة الحكومة وثلاثة آخرين رئاسة البرلمان عندما كانت البلاد ديمقراطية في منتصف الخمسينيات، وأكد عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني أن الأقليات والأغلبية في سوريا ستكون مضمونة بدستور يضعه الشعب وفي ظل دولة حديثة تعلي قيم المواطنة وحقوق الإنسان. واعتبر منذر ماخوض - منسق العلاقات الخارجية للمجلس الوطني السوري في أوروبا - أن عدم تدخل المجتمع الدولي لحماية المدنيين بسوريا يوجب عليه على الأقل إيجاد آلية لإدخال مساعدات الإغاثة للسوريين، وانتقد عدم اتخاذ مؤتمر "أصدقاء سوريا" الأخير بتونس قرارات بشأن مسألة المساعدات. وأشارت سهير الأتاسي - ممثلة الهيئة العامة للثورة السورية- إلى أن "حرب الإبادة" التي يشنها الأسد ضد السوريين واكبها في الفترة الأخيرة تزايد المظاهرات المطالبة بسقوط النظام، مؤكدة أن قوات الأسد تعمدت قصف المناطق والقلاع الأثرية، ورفع أعلام حزب الله اللبناني بأحياء داخل دمشق "مما يعد مظهرا جديدا لتورط هذا الحزب بدعم النظام السوري". ودعا بوريس روجا - مفوض الشرق الأوسط بالخارجية الألمانية المجلس الوطني السوري- وباقي فصائل المعارضة السورية للاتحاد والاستعداد لإدارة مقاليد الأمور في بلادهم، "بعد سقوط نظام الأسد الذي تضاءلت قدرته على الاستمرار، وبات سقوطه أقرب مما يتوقع كثيرون". وقال روجا:"كنا متأكدين عند اشتعال شرارة الاحتجاجات أن النظام السوري سيستخدم كافة وسائله القمعية للاحتفاظ بسلطاته، وكنا كذلك واثقين أن شعلة الحرية التي أوقدها الشعب لن تنطفئ". وذكر المسؤول الألماني أن بلاده أكثر دولة بذلت جهودا من أجل الإغاثة في سوريا وتؤيد تطلع السوريين للتغيير وتؤمن بعدم وجود مستقبل للأسد في بلاده. ورأت مورييل أسبورج - رئيس وحدة الشرق الأوسط بالمؤسسة الألمانية للدراسات السياسية والأمنية- أن السبيل الوحيد لنجاح الثورة السورية هو المقاومة والاحتجاجات المدنية لأن تسليح المعارضة يريده النظام لتبرير استخدامه كطرف أقوى للحل العسكري، واعتبرت أن إقامة ممر آمن يعد اقتراحا جيدا، لكنه غير عملي بسبب الفيتو بمجلس الأمن الدولي ورفض دول أخرى إقامة ممر يتطلب حمايته بقوات برية على الأرض. وتحدث ممثلون لثلاث منظمات إغاثية سورية عن تداعيات منع النظام السوري إدخال المساعدات إلى مواطنيه، وعرضوا لأوجه الاختلاف بين عملهم في الساحتين التركية واللبنانية، وتم عرض ضمن الفعالية فيلم تسجيلي حديث لمخرجة ألمانية بعنوان "23 دقيقة ثورة" تطرق في 23 دقيقة للتغييرات التي أحدثتها الثورة في مدينة حماة. شارك فى الندوة التي حملت عنوان "عام من الكفاح السلمي والرد الوحشي"، المئات من السوريين المقيمين في ألمانيا، وأقيمت بمركز ثقافات العالم في برلين بدعوة من إتحاد الطلاب والأكاديميين السوريين في ألمانيا؛ بالتعاون مع وزارة الخارجية الألمانية.