حذر برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة من أن دولة جنوب السودان تواجه أزمة غذائية حادة، بسبب عدة عوامل من بينها عدم انتظام هطول الأمطار واضطرابات الأسواق وارتفاع أسعار الغذاء. وقال المدير الإقليمى لبرنامج الأغذية العالمى كريس نيكوى فى بيان وزعه مكتب البرنامج بالقاهرة اليوم، الاثنين، إن موجة شديدة من الجوع على وشك اجتياح جنوب السودان نتيجة لفقد المحصول واضطراب الأسواق، حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية بمقدار الضعفين أو الثلاثة أضعاف فى بعض المناطق مما جعل مئات الآلاف من الأطفال عرضة للإصابة بسوء التغذية فى مرحلة نمو رئيسية فى حياتهم. وأضاف أنه إزاء هذا الوضع يكثف برنامج الأغذية العالمى عملياته لدعم نحو 7،2 مليون شخص يعانون من الجوع، كما تزامن فقد المحصول الذى نتج عن عدم انتظام هطول الأمطار مع ارتفاع كبير فى أسعار المواد الغذائية، مما أدى إلى تفاقم الصراع واضطراب الأسواق بسبب غلق الحدود وارتفاع الطلب على السلع من قبل العائدين والنازحين. وأشار البيان إلى أن العجز فى الحبوب على المستوى الوطنى يقدر بنحو 400 ألف طن للعام القادم، وذلك وفقا لأحدث التقديرات الصادرة عن برنامج الأغذية العالمى ومنظمة الأغذية والزراعة (فاو). وأوضح أنه لحماية عقول وأجسام الأطفال خلال الأيام الأولى من الولادة فإن البرنامج سيوفر مواد غذائية تكميلية مقواه لأكثر من 500 ألف طفل وامرأة حامل وأم مرضع كجزء من عملياته القائمة فى جنوب السودان. كما حذر برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة - فى بيانه اليوم - من أن الصراع الدائر وانعدام الأمن المتنامى خاصة استخدام الألغام الأرضية، إضافة إلى البنية التحتية الفقيرة للطرقات كلها عوامل تؤدى إلى عرقلة وصول المساعدات الإنسانية. ولفت إلى أن إغلاق الحدود بين جمهورية جنوب السودان والسودان يؤثر بالسلب على تجارة الأغذية مما يؤدى إلى نقص المواد الغذائية وارتفاع أسعارها بشدة فى الولايات الحدودية بجنوب السودان، كما يؤثر على قدرة البرنامج على سد النقص فى المخزون الغذائى الذى يتناقص بشكل سريع. وتشير تقديرات البرنامج إلى أنه سيكون هناك حاجة إلى حوالى 92 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الناجمة عن الجوع فى جنوب السودان خلال الأربعة أشهر الأولى من العام القادم.
