إيران- منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979 -أخرجت للنور شخصيات سياسية جديدة لم نكن نعرف عنها شيئا،وأعني تحديدا شخصيات نسائية• فقد شهدت أجواء الانتخابات الرئاسية العاشرة ظاهرة جديدة تمثلت في زيادة عدد النساء اللاتي تقدمن للترشيح، حيث بلغ عددهن 42 مرشحة•إذ تتعرض إيران إلي انتقادات واسعة من الغرب بخصوص حقوق المرأة الممنوحة في ظل الجمهورية الإسلامية•خاصة فيما يتعلق بالزي المفروض علي المرأة،وفي كثير من القضايا الاجتماعية الأخري مثل الإرث، وشهادتها في المحكمة•هذا مع العلم أن المرأة الإيرانية مسموح لها المشاركة في الانتخابات، وقيادة السيارة،والعمل مع الرجال• من علي قناة الجزيرة أطلت زهرة راهنفارد وهي زوجة مير حسين موسوي الذي أعلن عن فوزه أيضاً في البداية في انتخابات الرئاسة ،هي واحدة من أبرز الاستاذات الجامعيات في إيران،وقد عُينت أول رئيسة لجامعة إيران، وهي أيضا رسامة معروفة• إنها امرأة تغطي رأسها بالحجاب وترتدي الزي الإيراني التقليدي ،تبلغ من العمر 64 عاما، تحدثت عبر الشاشات عن الانتخابات في إيران،وهذا قبل إعلان النتائج،ثم بعد إعلان النتائج خرجت إلي العلن قائلة : " سنطلب إلغاء نتائج الانتخابات" وبعد هذا التصريح مئات الآلاف خرجوا للتظاهر في الشوارع رافضين نتائج الانتخابات • ومنذ بداية الانتخابات لعبت هذه المرأة دورا مهما جدا فقد ظهرت خلال الحملة الإنتخابية برفقة زوجها مير حسين موسوي،وهما يشبكان يديهما دلالة علي مواجهتهما للصعاب معا،وهذا أمر نادر حدوثه في إيران•أما خلال الحملة الانتخابية لزوجها فقد وصفت السياسة بأنها فن، ووصفت اختيارها لردائها بأنه توليفة جميلة، توليفة مكونة من شادور اسود يطل من تحته حجاب ملون برسوم الازهار• واثارت حماس الجماهير عندما اعلنت ان علي النساء ان يصلوا الي مراكز السيطرة علي طريق التغيير في ايران ووعدت رهنفارد انه في حال اصبح زوجها رئيسا فإنه سيعين اثنتين او ثلاث نساء في مناصب مركزية• انها تطالب بمساوة حقوق النساء مع حقوق الرجال،رغم ادراكها أنه مطلب صعب جدا،لكنها تمكنت من جر ملايين النساء الشابات اللواتي جلبن امهاتهن الي الطوابير الطويلة وراء صناديق الاقتراع من اجل التغيير• وهي التي أدارت المؤتمرات الصحافية لزوجها وألقت الخطابات في الأماكن التي لا يستطيع مير موسوي الوصول اليها وهي التي حددت الرسائل والنهج المتبع في الحملة الانتخابية• وعلي الرغم من هذه المواقف لزهرة راهنفارد فإن هناك من ينبش في تاريخ هذه السيدة ويري فيها بعض الانتهازية السياسية وذلك في تحول مواقفها، فهي كانت ترتدي الزي الغربي في شبابها،وعاشت في أمريكا ثلاث سنوات،ثم تحولت مواقفها السياسية إلي مناصرة للثورة الإيرانية وارتدت الزي الإيراني التقليدي•كما يري خصومها السياسين أن زوجها يحاول الحصول علي دعم من النساء عبر تسليمها هذا الجناح في حملته الانتخابية، مقلدا بذلك النموذج الغربي• لكن حتي إذا كان الأمر كذلك،فإن ظهور زهرة راهنفارد علي الساحة السياسية الإيرانية يعتبر تمهيدا لحدوث تغيرات إصلاحية في وضع المرأة،وفي قيادتها نحو نوع من الوعي من الممكن أن يؤدي بالأجيال القادمة إلي تغيير صورة الانتخابات الرئاسية بالكامل إن راهنفارد تعرف جيدا أهمية الدور الذي تؤديه،بل والذي تود أن تلعبه إنها لا تتواني عن تشبيه نفسها بهيلاري كلينتون قائلة : يقولون عني انني ميشيل اوباما طهران ،ولكني افضل هيلاري كلينتون المرأة الفعالة • كلينتون مثلي تطوعت لدعم زوجها وهي تؤدي منصبا هاما ولا تقوم بقص الشريط فقط •