كما امتنعت ليبيا عن تمكين خبراء منظمة الصحة من زيارة الأماكن التي ظهر بها "الوباء" لأخذ عينات من الأشخاص أو التربة والحشرات والقوارض لتحليلها للوقوف على أسباب ظهور المرض ومصدره، إلا أن المنظمة رصدت محاولات ليبية لشراء كميات من التطعيمات والأمصال الواقية ضد المرض، جنبًا إلى جنب مع مخزونها من بعض المضادات الحيوية، لاسيما "البنسيلين". والأجهزة الصحية المصرية طلبت أيضا إيضاحات من السلطات الليبية حول التقرير الذي نشرته صحيفة "المصريون" أول أمس، والذي كشف عن حدوث "الوباء" بسبب تسرب بكتريا المرض من بقايا مخزون الأسلحة البيولوجية التي تخلصت منها ليبيا منذ نحو عامين. وقالت مصادر مطلعة إن حالة من القلق الشديد تسيطر على كافة الأجهزة المعنية في مصر، خشية وجود بقايا لأسلحة بيولوجية أو جرثومية مازالت تحتفظ بها ليبيا ولم تتخلص منها، لافتًة إلى أن سلطات الأخيرة لم ترد على الطلب المصري، واكتفت بالتأكيد على أن المرض انتشر بسبب القوارض والحشرات وانه تحت السيطرة. وعلى صعيد متصل، استمرت أزمة أكثر من 4 آلاف مصري تحتجزهم السلطات الليبية على منطقة الحدود مع مصر، بعدما قرروا العودة هربا من الطاعون، بسبب عدم سدادهم رسوم المغادرة الجديدة، والتي أقرتها السلطات الليبية قبل أربعة أيام فقط دون الإعلان عنها. وطالب المحتجزون السلطات المصرية بسرعة التدخل لتمكينهم من العودة، خاصة أن مصر أغلقت حدودها مع ليبيا بصفة مؤقتة لحين الانتهاء من إقامة معسكرات للحجر الصحي للعائدين من ليبيا قرب الحدود.