اتُهم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بخداع مضيفيه السعوديين حين عاد بشكل غير متوقع الأسبوع الماضي إلى صنعاء، ما أدى إلى تفاقم المواجهة بين نظامه وبين حركة الاحتجاج في البلاد. وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" في عددها الصادر – اليوم، الأربعاء - أن مسئولاً أمريكياً رفيع المستوى، لم تكشف عن هويته، أكد أن الرئيس صالح الذي كان يتلقى العلاج الطبي في السعودية "فرّ من المملكة تحت ذريعة الذهاب إلى المطار لأمر آخر، ولم تكن الولاياتالمتحدة تدرك وكذلك السعودية أن رحيله خُطط له بطريقة ذكية وماكرة، ونحن لسنا سعداء على الإطلاق بما حدث". وأضافت الصحيفة أن الدوائر الدبلوماسية تتداول روايتين مختلفتين لتفاصيل عودة الرئيس صالح إلى اليمن، الأولى أنه أبلغ السعوديين بقراره الانتقال إلى إثيوبيا، والثانية أنه ذهب إلى المطار بحجة توديع مسئولين يمنيين. وقالت إن مسئولاً في الحكومة اليمنية نفى بشدة أن يكون صالح سعى إلى تفادي السعوديين في المطار، واصفاً هذه الرواية بأنها مزاعم لا أساس لها من الصحة. ونقلت الصحيفة عن المسئول اليمني "من المستحيل أن يكون الأمر حدث بهذه الطريقة لأن وجود الرئيس صالح في المطار يعني أنه سيكون محاطاً بمسئولين سعوديين". وأضافت أن مسئولين خيلجيين وغرببين اعتبروا ذهاب الرئيس صالح إلى السعودية لتلقي العلاج الطبي من جروح وحروق في الرقبة والصدر أُصيب بها خلال هجوم صاروخي على قصره في صنعاء، فرصة لتسريع عملية الانتقال السياسي من أجل منع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية من استغلال الفراغ السياسي. ونسبت "فايننشال تايمز" إلى دبلوماسي غربي قوله "أعتقد أن هناك اهتماماً في صنعاء على الأقل، بتهدئة الأمور ما دام الرئيس صالح عاد كونه يريد أن يُظهر أن عودته ستحقق بعض الاستقرار".