في أوروبا يحصل اللاعب علي راتب ضخم كونه سلعة ثمينة تدر دخلا أكبر لناديه، وفي أمريكا الجنوبية وقطاع من إفريقيا تعتمد الأندية سياسة الحد الأقصي للرواتب، واللاعب الذي يستحق تجاوز هذا الإطار يتم بيعه للاستفادة من ثمنه في اكتشاف أخرين.. أما في مصر فالوضع مختلف؛ مصر تقف في المنتصف، فلا الأندية ملتزمة بحد مالي يتناسب مع ما تحصده من الكرة، ولا هي مصدرة للنجوم إلي أوروبا لتستفيد ماليا من لاعبيها؛ لكن ثورة يناير جاءت لتغير كل ما كان سلبيا في أرض الفراعنة، لذلك يدرس الاتحاد المصري لكرة القدم وضع سقف لأسعار اللاعبين في المسابقات المحلية؛ ووفقا لبيان صادر عن اتحاد الكرة، فإن ضوابط أسعار سوق الانتقالات ورواتب اللاعبين سيتم مناقشاتها مع الأندية قبل اعتمادها؛ اتحاد الكرة يري الآن أن الوقت مناسب لعلاج أفة الأموال المهدرة في الملاعب، إذ دائما ما تثير قيمة صفقات انتقالات اللاعبين في أندية الدوري الممتاز غضب واستفزاز قطاعات كبيرة من الشعب؛ وقد كانت أولي الخطوات الجماهيرية لإجبار الأندية علي تقنين الأسعار عن طريق رابطة مشجعي الإسماعيلي التي قررت مقاطعة مباريات الفريق حتي إعلان حد أقصي لأجور اللاعبين؛ وترغب الرابطة في مقاطعة مباريات الدوري بعد استئنافها كي تجبر الخسائر المتوقعة من ضعف إيراد المباريات الأندية علي تخفيض الرواتب وقيمة العقود السنوية؛ وأعلن أكثر من لاعب مصري من أصحاب العقود المالية الضخمة عن عدم موافقتهم علي الدعاوي المطالبة بتخفيض الرواتب، مشددين علي عدم وجود مثل هذا التوجه في الدول الأوروبية المحترفة؛ ويرد محللون ومراقبون بأنه في ظل قانون الأندية والهيئات الرياضية، فإنها تابعة للدولة وتحصل علي دعم مالي منها، مما يعني أن جزءا كبيرا من الأموال المدفوعة للاعبي الكرة في السواد الأعظم من أندية مصر تأتي من دافعي الضرائب؛ وكانت أسعار اللاعبين قد ارتفعت بشدة في المواسم الأخيرة حيث يحصل الثلاثي أحمد حسن وعمرو زكي وحسني عبد ربه علي ما يقرب من خمسة ملايين جنيه في الموسم وفقا للأرقام المعلنة؛ وتكلفت صفقة انتقال محمد ناجي "جدو" من الاتحاد السكندري إلي الأهلي في الصيف الماضي ما يقرب من ستة ملايين جنيه بالإضافة إلي إعارة ثلاثة لاعبين من الشياطين الحمر لزعيم الثغر؛ كما أشارت تقارير إلي أن عقد محمود عبد الرازق "شيكابالا" الجديد مع الزمالك الذي وقعه قبل رحيل رجل الأعمال ممدوح عباس وصل قيمته إلي سبعة ملايين جنيه في الموسم؛ وتتخطي رواتب معظم لاعبي الأهلي والزمالك حاجز الثلاثة ملايين جنيه في الموسم؛ فهل آن الآوان لتحديد سقف لأسعار النجوم الي فاقت أرقامها الخيال؟