هو مخرج استطاع أن يرسم طموح الشعب المصري بأفلامه المأساوية التي حاول بها أن ينبه الحكومة إلي حدوث الثورة القادمة، وأنها ستكون ثورة انتفاضة في الصباح وثورة لصوص في الليل ورسم الصورة في نهاية أفلامه مثل فيلم دكان شحاتة وحين ميسرة وهي فوضي.. وأكد خالد يوسف علي دعمه الكامل لشباب 25 يناير، وأن الجيل الحالي للشباب أفضل من الجيل السابق الذي لم يستطع أن يفعل مثلهم، وأن الإعلام المصري لم يكن محايدًا في بعض الأوقات بل ساهم في حدوث بلبلة وحاول أن يقنع الرأي العام بأن المتظاهرين أُجراء ولهم أجندات خارجية مما دفع البعض لقتالهم؛ لذلك فالإعلام الموجه يتحمل دم الأبرياء في رقبته. كما نوه إلي أن جماعة الإخوان المسلمين لهم مكان في الشارع المصري، ولكن لابد ألا تكون لهم مرجعية دينية بحتة لآن بمصر هناك أكثر من عشرة ملايين مسيحي.. "صوت البلد" التقت خالد يوسف لمعرفة موقفه من ثورة الشباب ودعمه لهم والأعمال القادمة التي ستحتوي علي هذه الثورة. - تنبأت بحدوث ثورة 25 يناير في أفلامك الأخيرة مثل دكان شحاتة وحين ميسرة وفيلم هي فوضي.. فماذا كنت تقصد بهذه النهايات في الأفلام؟ وهل كنت متوقعًا لحدوث ثورة بمصر أم كان مجرد تخيل؟ حاولت تحذير الحكومة أكثر من مرة في أفلامي ألا يتغافلوا عن إرادة الجماهير وأن الثورة ستأتي وستكون ثورة انتفاضة في الصباح وثورة لصوص في الليل وأنا في موقع لا يسمح لي الآن بأن أقول أنا كنت أعلم وألوم الحكومة؛ لأننا ليس في موقف لوم الآن، ولكن أحب أؤكد أن المخرج دائما لديه رؤية ويعبر في أفلامه عن الواقع والماضي ويتخيل المستقبل. - لماذاكنت تشجع جموع المتظاهرين في ميدان التحرير بالبقاء في أماكنهم والتمسك بإسقاط النظام، فأين آلياتك كمخرج سينمائي ولك جمهورك في هذا الأمر؟ هذا موقف أحزاب سياسية التي تريد أن تأخذ مكاسب لها وليس منطق الثورات؛ فالثورات عندما تأتي هي عين التعبير؛ فالشباب أرادوا أن يبينوا وجه الحياة في مصر، ويريدون أن يغيروا كل شيء وأنا أري مثلما نطالب الرئيس بالرحيل يجب أيضا بأن يرحل الجيل الاَخر الذي هو جيلي فوق سن الأربعين ونترك الشباب أن يكتشفوا أنفسهم ويختاروا قيادتهم ويرتبوا برامجهم، والحزب الذي سيقيمه الشباب لابد أن يكونوا هم الأساس فيه، ومن يرد أن يشاركهم فلابد أن تكون عضويته عضوية مكتسبة ولا يكون للمنتسبين لهم حق في إرادة الحزب ولا حتي الترشح لمجلس الشعب أو منصب رئاسي داخل الحزب؛ لأن هذا الحزب سيغير وجه الحياة علي مدار 100 عام قادمة، مكان لابد أن يصمد الشباب حتي لو بقي منهم عشرة أنفار حتي يحققوا مطالبهم، ولا ننسي أن كل ثورة لها ضرائب وثمن وكل الثورات مات بها ملايين وشهداء ولكن فكرة أن الأمر ينتهي بشكل سريع فهذا خطأ لأن الثورة هي نضال مستمر وتضحيات مستمرة. - هناك من يقول إنها حرب شوارع وإنه لا توجد هناك معركة ثابتة ومحددة وسيطرت الروح الانهزامية في الصفوف.. فلماذا لم تكن هناك حكمة الكبار مع روح الشباب؟ الثورة بحاجة إلي ثوار وليس إلي حكماء، ومستقبل الثورة هو من يحدده الثوار؛ فهؤلاء الشباب لابد أن يصروا علي منطلق ثورتهم حتي لو وافقوا الشباب علي الرحيل الآن لفترة مؤقتة علي وعد بأن تحقق مطالبهم لكي تسير أمور الحياة كما يقال؛ فممكن أن يعودوا مرة أخري إذا لم تحقق مطالبهم، ولابد أن يعلم الشباب أنهم في مشوار الثورة ومشوار حركة الإصلاح فأخطر ما يمكن أن يحدث أن تتحول الحركة الثورية إلي حركة إصلاحية ويرجع الفساد والمحسوبية مرة أخري. - هل هناك عمل سينمائي تفكر فيه أو اكتشفته مما يحدث حولك؟ أنا طلبت من أول يوم أن أصور بكاميرا كل ما يحدث لأني في النهاية سينمائي، وأنا لم أستطع أن أفعل ذلك لأني أرغب أن أكون واحدًا من أفراد الثورة وليس سينمائيًا أو مهنيًا. - هل يمكن للإعلامي أن يفعل ما يطالب به بحرفية بمعني أن يكون وسطًا بين الجانبين؟ السينمائي ليس كالإعلامي؛ فالسينمائي يجب أن يبتعد قليلا عن الأحداث حتي يعطي رؤية موضوعية، أما الإعلامي أو الصحفي فهو مطالب بمتابعة الأخبار فور حدوثها؛ فالكاتب أو الإعلامي أو الصحفي أو السينمائي دوره لا يقل أهمية عن الثوري الموجود في الميدان. -ما تقييمك للإعلام المصري في هذه المرحلة؟ إلي حد ما استطاع أن يغطي ما يحدث ولكن الإعلام المأجور هو الذي يتحمل دم الأبرياء؛ لأن الإعلام حاول أن يفهم الجمهور أن المتظاهرين عملاء وأجراء ولهم أجندات خارجية فلابد أن نقذفهم بالحجارة.. وكثير من الشعب المصري اقتنعوا بهذا الكلام وقذفوا الحجارة علي إخوانهم في ميدان التحرير وهذه جريمة؛ فالرصاصة ممكن تقتل شخصا واحدا ولكن الإعلام والكلمة تقتل الملايين فلابد أن يكون الإعلامي محايدا وصادقا ويعرض الأمر بشفافية بدون تحيز حتي لا يحمل في رقبته دماء الأبرياء.