كثيرًا ما نفرح باحتراف أحد لاعبي مصر بالخارج، خصوصًا بالدوري الأوروبي، ولكن سرعان ما تزول هذه الفرحة وننصدم بعودتهم مرة أخري دون تحقيق النجاح، فرغم تألقهم في الدوري المصري وقدراتهم المتميزة والعالية، إلا أن تجاربهم الاحترافية تفشل في الخارج.. ويرجع هذا الفشل إلي قدرات اللاعب وامكانياته الفنية وقدرته علي اللعب بالدوري الأوروبي السريع، إما إلي عدم قدرته علي التكيف مع المجتمع وعدم قدرته علي تحمل الغربة، أو لغياب الدافع والرغبة في اثبات الذات، أو إن إدارات الأندية المصرية لا تدرس العروض الاحترافية من الناحية الفنية وتكتفي أن تدرسها من الناحية المادية. فرغم نجاح قلة من لاعبي مصر الذين احترفوا بالخارج، إلا أن الأغلبية فشلت في تجاربها الاحترافية، بل وعادت وكأنها تحمل نفس تذكرة الذهاب، فطبيعة اللاعب المصري الذي يريد معاملة خاصة من مدربه قد تكون أحد الأسباب التي أدت إلي فشل اللاعب المصري في الاحتراف الأوروبي الذي لا يعرف العواطف ولا تتدخل في القرارات الفنية، فاللاعب المصري يريد المال الوفير لا التزام ولا الانضباط، ويعيش بمبدأ معلش الذي لا تعرفه أوروبا التي يتم التعامل فيها بجدية ولا يوجد مجال للأعذار، أيضًا عدم تكيف اللاعب المصري مع الحياة في أوروبا من سهر اللاعبين الأوروبيين وغيرها من عادات تنافي عادات المجتمع المصري، والتي تعتبر بعيدة كل البعد عن المجتمع المصري، فيجد المصري صعوبة التأقلم وتكوين الصداقات في أوروبا، أي أنه في الغالب يعيش اللاعب المحترف حياة منعزلة عن المجتمع الأوروبي، وربما أيضًا لعدم إعداد اللاعبين قبل خوض تجربة الاحتراف من حيث اتقان لغة البلد التي سيحترف بها وتعلم بعض الأساسيات عن المجتمع الذي سيعيش فيه، وأيضًا التعرف علي بعض عادات وتقاليد البلد. وربما عدم وجود الحافز والاصرار علي الاستمرار في الدوري الأوروبي لدي اللاعب المصري، نظرًا لأن المصري لا يحتمل الغربة مدة كثيرة والابتعاد عن أسرته. ومن جهة أخري تقع بعض المسئولية علي عاتق إدارات الأندية المصرية، حيث إن الإدارات لا تهتم بمستوي العروض من الناحية الفنية، من حيث مدي توافقها مع قدرات اللاعب الفنية والبدنية، بل تكتفي بدراستها من الناحية المادية فقط، وهناك بعض الإدارات التي ترفض احتراف نجومها، بل وتتمسك بهم ليظلوا مع الفريق لوقت طويل، وإذا أتت الفرصة مرة أخري يكون قد قلت فرصة الاحتراف لسنوات، بسبب سن اللاعب ولياقته البدنية، فكلما كان احتراف اللاعب في سن صغيرة، كانت فرصته في اثبات ذاته أكثر وتحقيق النجاح، حيث إن صغر سن اللاعب يتيح له فرصة التعلم أكثر. كل هذه الأسباب أدت إلي ابتعاد الأندية الأوروبية عن اللاعب المصري، ولعل أهم الأسباب هو مغالاة الأندية المصرية في أسعار لاعبيها. كما فشل اللاعب المصري أيضًا في احترافه في الدول العربية، مثل السعودية والدول الخليجية لنفس الأسباب.