الخبر يقول إن النادي الأهلي تقدم بطلب رسمي لإدارة النادي الإسماعيلي لشراء اللاعب المعتصم سالم نظير أربعة ملايين من الجنيهات, والمعروف أن نادي الزمالك سبق أن عرض ما يزيد علي ثلاثة ملايين أخري لكن الصفقة تعثرت لقلة المبلغ المقترح. والحقيقة أن أرقام بيع وشراء اللاعبين في مصر شهدت قفزات ضفدعية في الآونة الأخيرة, ولا يعترض أحد علي المبدأ و إنما السؤال هو: هل يساوي اللاعب المصري أن يصل سعره إلي ستة أصفار وبعدهما واحد, و أحيانا يقترب من السبعة أصفار؟ مستوي الدوري المصري هو المعيار الوحيد للحكم علي اللاعبين و توقع أسعارهم, و قدرة اللاعب المصري علي الاستمرار في التألق محدودة, بل إن قدرته علي تنفيذ مفاهيم ومهام الاحتراف الحقيقي محدودة أيضا للغاية. وربما يكون ذلك هو السبب في انخفاض قيمة العروض المقدمة من الخارج للاعبين المصريين. ارتفاع أسعار اللاعبين إلي الملايين من الجنيهات يتطلب وجود نظام احتراف حقيقي, حتي تصبح الأسعار حقيقية, والحديث عن الملايين وسط الأجواء السائدة يعني أنها أرقام مبالغ فيها ووهمية من اصطناع الأندية أو وكيل اللاعب. المفارقة أن الأندية نفسها تخوض تلك الصفقات وتدفع في اللاعب أكثر مما يساوي لمجرد إرضاء الجمهور حتي ولو علي سبيل المراوغة والخداع, لكن النتائج سرعان ما تكشف عن خواء تلك اللعبة وفشلها في الضحك علي الجمهور. أرقام أسعار اللاعبين باتت تمثل عنصر استفزاز للمصريين, ليس طمعا أو حسدا, وإنما من زاوية واقع المجتمع الذي نعيشه, واقتناع الناس بأن مستوي هؤلاء لايؤهلهم لبلوغ هذا المستوي من الأسعار, خصوصا أننا نعيش مرحلة صعبة يبذل فيها الناس الغالي والرخيص للتغلب علي مصاعب الحياة, في الوقت الذي يجدون حولهم من يحصل علي الملايين دون جهد ونتائج حقيقية تؤهله لذلك. إما تطبيق نظام احتراف حقيقي أو متكامل, وإما ستستمر هذه المسرحية الهزلية التي لا تحقق الهدف المرجو.