رغم اكتشاف اللقاحات المضادة لفيروس كورونا وانطلاق حملات التطعيم في أنحاء العالم، ما زال أنتوني فاوتشي، كبير المستشارين الطبييين للبيت الأبيض، يواصل تحذيراته بشأن خطورة الجائحة. وفي تحذيراته الأخيرة، حذر فاوتشي، السبت، من إعلان النصر في أمريكا قبل الأوان، حيث قد يؤدي ذلك إلى ارتفاع كبير في عدد المصابين، مضيفًا أن موجة جديدة في مصابي كورونا أمر وارد، في حال جرى تخفيف إجراءات ارتداء أقنعة الوجوه والتباعد الاجتماعي. واستقرت أعداد المصابين بالفيروس الولاياتالمتحدة في الأسابيع الأخيرة عند 55 ألف مصاب يوميًّا، مما دفع كثيرين إلى الاعتقاد أن الوباء على وشك الانتهاء، خاصة مع اعتماد العديد من اللقاحات، إلا أن فاوتشي يرى أن 55 ألفًا مثير للقلق، ويمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في أعداد المصابين، قائلًا، مشددًا على ضرورة العمل لتخفيض عدد المصابين. وفي يوم الخميس الماضي، نفى كبير خبراء الأمراض المعدية في البيت الأبيض وجود حصانة مطلقة لمن حصلوا على اللقاحات ضد فيروس كورونا، موضحًا أن أن ظهور متحورات جديدة شديدة العدوى من الفيروس، يشكل تهديدا للأشخاص الذين تعافوا من الفيروس أو الذين تم تطعيمهم. وكان فاوتشي قد حذر، الأسبع الماضي، من أن الولاياتالمتحدة قد تفرض إغلاقًا عامًا ثانيًا للحد من انتشار كورونا، إذا تم رفع القيود المفروضة حاليًا بسرعة كبيرة، مضيفًا، لافتًا إلى أن هناك دائمًا خطر حدوث زيادة مفاجئة بعدد الإصابات، وهذا ما اختبره الأوروبيون. وفي الوقت نفسه، يؤكد فاوتشي أن إحجام قطاعات معينة من المواطنين عن تلقي اللقاحات المضادة لكورونا، يُعد أحد أكبر المخاطر التي تهدد جهود مكافحة الجائحة، حيث أظهر استطلاع رأي سابق أن 41 في المائة من الأمريكيين المعروفين بأنهم جمهوريون، وبينهم 49 في المائة من الرجال من ذوي الأفكار الجمهورية، يرفضون تلقي اللقاحات الثلاثة المضادة لفيروس كوروناالتي اعتمدتها الحكومة الاتحادية. يُذكر أن الولاياتالمتحدة هي أكثر دول العالم تضررًا من جراء وباء كورونا من حيث أعداد الإصابات والوفيات، حيث سجلت نحو 30 مليون مصاب بالفيروس و550 ألف وفاة، إلا أن السلطات بدأت في التخفيف من القيود التي فرضتها الجائحة منذ ظهورها، لا سيما في المدارس.